الرئيسية - عربي ودولي - الدبلوماسية في مواجهة نزيف الدم الأوكراني!
الدبلوماسية في مواجهة نزيف الدم الأوكراني!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عواصم/ وكالات تجدد النشاط الدبلوماسي لعدد من دول العالم لاحتواء الموقف المتدهور الذي تشهده أوكرانيا في ظل استمرار إراقة الدماء وأعمال العنف. ويبدو الموقف الدبلوماسي هو أحد الحلول الناجحة في إيقاف نزيف الدم الأوكراني ومحاولة إنهاء الخلافات التي تتسع دائرتها يوما بعد الآخر في هذا البلد المضطرب منذ عدة شهور. وأعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك اوباما سيلتقي الرئيس الاوكراني المنتخب بترو بوروشنكو في الرابع من يونيو في اسبوع دبلوماسي حافل يتضمن ايضا زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى فرنسا. ويأتي هذا التجدد للنشاط الدبلوماسي في وقت يشهد فيه شرق اوكرانيا معارك دامية بين الانفصاليين الموالين لروسيا وقوات كييف. في موازاة ذلك قامت اوكرانيا بتسديد اول دفعة لروسيا ما يشير الى بدء تسوية مسألة ديونها الضخمة لموسكو حول شحنات الغاز ما قد يسمح بتجنب خطر وشيك بقطع امدادات الغاز. وقال البيت الأبيض أن أوباما الذي اتصل هاتفيا ببوروشنكو الملياردير الموالي للغرب لتهنئته على فوزه في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 25 مايو سيلتقي الاخير الاربعاء في الرابع من يونيو اثناء زيارة رسمية الى بولندا. وهذا اللقاء الذي سيعقد قبل تنصيب بوروشنكو المقرر في السابع من يونيو سيأتي في اطار جولة اوروبية ستقود اوباما ايضا الى بلجيكا وفرنسا على ما اوضح مساعد مستشاره للامن القومي بن رودس. وأوضح رودس في مؤتمر صحافي ان أوباما “يريد أن يؤكد للرئيس المنتخب بوروشنكو مباشرة التزامه” تجاه اوكرانيا. وتهدف جولة اوباما الى طمأنة دول اوروبا الشرقية حيال التزام الولايات المتحدة الدفاع عن امن حلفائها داخل حلف شمال الاطلسي بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم الاوكرانية. وخلال جولته سيزور أوباما باريس الخميس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اليوم الذي سيستقبل فيه رئيس الجمهورية الفرنسية بوتين. من جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة انه سيزور فرنسا في الخامس والسادس من يونيو لعقد لقاء ثنائي وللمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الستين لعملية انزال الحلفاء في النورماندي بشمال فرنسا في العام 1944. وهذا التأكيد تم اثناء “اتصال هاتفي بمبادرة من الجانب الفرنسي” كما اوضح الكرملين. وسيكون اللقاء بين هولاند وبوتين الاول بين رئيس غربي والرئيس الروسي منذ ضم روسيا لمنطقة القرم الاوكرانية في مارس الماضي. واكد رودس أن البيت الابيض لم يضع على جدول الأعمال اي لقاء لأوباما مع بوتين في باريس. كذلك سيكون الرئيس الاوكراني المنتخب ايضا في فرنسا في السادس من يونيو للمشاركة في احتفالات ذكرى الانزال بدعوة من هولاند. اما على الصعيد الميداني فان فريقا جديدا للمراقبين الدوليين فقد في شرق اوكرانيا حيث تدور معارك تشتد ضراوة بين الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الاوكرانية. واعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا انها فقدت الاتصال مع فريق مؤلف من اربعة اجانب ومترجم اوكراني اوقفهم مساء الخميس مسلحون في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك. كذلك اعتبر فريق آخر من اربعة مراقبين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا منذ الاثنين في دونيتسك. ويعكس اختفاء المراقبين الوضع القريب من الفوضى الذي يسود في هذه لمنطقة الاوكرانية مع ما يترافق ذلك من عمليات خطف ونهب وحواجز على الطرقات واحتلال مبان عامة من قبل مسلحين. ودافع وزير الدفاع الاوكراني ميخائيلو كوفال عن الهجوم الذي شن قبل ما يقرب من شهرين وتسميه كييف “عملية لمكافحة الارهاب” بينما تصفه موسكو “بعملية عقابية”. وذكر الوزير في مؤتمر صحافي “ان قواتنا المسلحة طهرت كليا جنوب منطقة دونيتسك وجزءا من غربها وشمال منطقة لوغانسك من الانفصاليين” واضاف “لن نترك هذا العفن ينتشر في المناطق المجاورة… سنواصل عمليتنا لمكافحة الارهاب طالما ان الحياة لم تعد الى طبيعتها في المنطقة وان الهدوء لم يحل من جديد”. واتهمت روسيا من ناحيتها كييف بانتهاك اتفاقية جنيف الموقعة في 1949 حول حماية المدنيين باستخدامها الطيران والمصفحات “بهدف قتل مدنيين”. ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجددا نظيره الاميركي جون كيري الى الضغط على كييف لتوقف هجومها. وقتل اكثر من مئتي شخص من جنود اوكرانيين وانفصاليين ومدنيين في عملية “مكافحة الارهاب” التي اطلقتها السلطات الاوكرانية في 13 ابريل. وفي سياق متصل شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة وقف إراقة الدماء فورا في جنوب شرق أوكرانيا من قبل سلطات كييف. وذكر بوتين ذلك خلال مكالمة هاتفية دارت بينه وبين نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند يوم أمس الجمعة. وأفادت الدائرة الصحفية في الكرملين بأن الرئيسين الروسي والفرنسي واصلا تبادل الآراء حول تطورات الأوضاع في أوكرانيا. ولفت بوتين إلى ضرورة أن توقف سلطات كييف أعمال العنف وإراقة الدماء في جنوب شرق أوكرانيا وتدخل في حوار مباشر مع ممثلين عن هذه المنطقة. هذا فقد بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التطورات الأوكرانية خلال مكالمة هاتفية في إطار ثلاثي يوم السبت الماضي. وأبدى بوتين وهولاند وميركل قلقا مشتركا من أن الوضع في أوكرانيا ما زال بعيدا عن الاستقرار المنشود وركزوا على ضرورة تكثيف مناقشة المسألة الأوكرانية بمشاركة ممثلين عن روسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بهدف تسوية المشاكل القائمة في مجال الطاقة.