الرئيسية - عربي ودولي - سلسلة مذابح ونزوح جماعي من شمال شرق نيجيريا
سلسلة مذابح ونزوح جماعي من شمال شرق نيجيريا
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ابوجا/ أ. ف. ب. تتالت المجازر المنسوبة الى جماعة بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا حيث سقط “مئات” القتلى ودمرت قرى بأكملها واطلق مسلحون النار على حشد من الناس فقتلوا 45 شخصاٍ. وافاد سكان ومسؤولون محليون أمس الأول بأن مئات الاشخاص قتلوا برصاص مقاتلين مدججين بالسلاح يرتدون الزي العسكري دمروا مساء الثلاثاء الماضي بالكامل قرى غوشي واتاغارا واغابلوا انغاجارا في ولاية بورنو (شمال شرق). وتحدث زعماء محليون عن مقتل ما بين 400 الى 500 شخص. لكن السلطات لم تؤكد هذه الحصيلة التي اذا تبينت أنها صحيحة ستكون من الاكبر منذ بداية حركة التمرد الاسلامية في 2009م التي تسببت في سقوط ألفي قتيل هذه السنة. وقال بيتر بيي نائب المنطقة: إن “لا احد يستطيع الوصول الى ذلك المكان الذي ما زال فيه المتمردون. لقد سيطروا على كل المنطقة” مؤكدٍا أن هناك”جثثاٍ ممددة في كامل المنطقة وقد فر السكان”. ووقعت مجزرة مماثلة في مدينة غمروبو نغالا في المنطقة التي سقط فيها 300 قتيل مطلع مايو الماضي . ووقعت مجزرة أخرى مساء الاربعاء الماضي قتل فيها 45 نيجيريٍا في ضواحي مايدوغوري كبرى مدن ولاية بورنو معقل حركة التمرد وفق ما افاد اثنان من السكان. وروى الناجي ملام بونو أن قرويين تجمعوا في برديري للاستماع لرجال قالوا إنهم دعاة متجولون وهي ظاهرة عادية في شمال نيجيريا حيث اغلبية السكان من المسلمين فخرج حينها “من حيث لا يدري أحد” مسلحون اطلقوا النار على الحشود واضاف “احصيت 45 جثة”. وقال كلامو بوكار الذي نجا ايضٍا من المجزرة إن رجالاٍ “متنكرين في هيئة دعاة” انضموا بعدها الى المسلحين و”اضرموا النار في عدة منازل ومحلات تجارية”. كذلك يشتبه بأن بوكو حرام اطلقت النار على حاجز للجيش واحرقت كنيسة كاثوليكية وبناية حكومة في مدينة مداغالي (شمال شرق بولاية اداماوا) على مسافة 25 كلم من مقاطعة غووزا حيث وقعت مجزرة الثلاثاء كما قال زعيم البلدة ماينا اولارامو. وقال هذا الاخير انه لم يتبلغ عن سقوط ضحايا لكن شاهدٍا قال إنه رأى مدنيين قْتلا لانهما عْلقا بين الجيش والمهاجمين. من جانب آخر قتل اربعة اشخاص بانفجار سيارة مفخخة امام منزل حاكم ولاية كومبي (شمال شرق) في مدينة كومبي وفق ما افاد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي مقاطعة غووزا حيث تقع القرى الاربع التي هوجمت الثلاثاء الماضي ما زال الوضع خطيراٍ. واعلن زعيم محلي طلب عدم ذكر اسمه أن “مئات الجثث منتشرة هناك لأنه لا يستطيع أحد الذهاب الى هناك لدفنها”. وقال: إن اطفالاٍ صغاراٍ “انتزعوا من ظهور امهاتهم وقتلوا”.

وتقع مقاطعة غووزا على طول الحدود الكاميرونية قرب غابة سمبيزا حيث يركز الجيش النيجيري بحثه على التلميذات المئتين اللواتي خطفهن مقاتلو بوكو حرام في 14 أبريل. وفر العديد من سكانها الى الكاميرون وانتشر جنود لقتال المتمردين الذين سيطروا على سبع قرى على الاقل ترفرف عليها الراية السوداء كما قال بيي. وتحدث الزعيم القبلي طالبٍا عدم كشف هويته عن “أزمة انسانية” وهو ما اكده نظيره زكاري هابو مؤكدٍا أن “النساء والمسنين في قريتنا في حاجة الى ماء وطعام والجرحى في حاجة الى ادوية والجميع في حاجة الى مأوى”. وقصف الطيران مواقع بوكو حرام في محاولة استعادة المنطقة وفق ما اعلن بيي. وقال عبا غوني من سكان قرية غوسي ومعظمهم من المسلمين: إن حوالي 300 منزل من تلك القرية دمرت وكذلك مساجدها و”ما لا يقل عن مائة شخص قتلوا”. وفي اتاغارا حيث اغلبية السكان من المسيحيين احرقت المنازل والكنائس وقتل عشرات الاشخاص وفق الشاهد بولوس ياشي الذي اعتبر أن اعمال العنف هذه “انتقام” من قبل المتمردين من سكان هذه القرية الذين قتلوا بعض المهاجمين خلال الايام الاخيرة. ويقول السكان إنهم طلبوا حماية الجيش بعد هجوم الاحد لكن لم يرسل الى اتاغاري أي جندي. ولم يعلق المسؤولون العسكريون والشرطيون المحليون في ولاية بورنو على اسئلة وكالة الصحافة الفرنسية في هذا الشأن. وازدادت هجمات بوكو حرام عددٍا وشراسة خلال الاشهر الاخيرة ودمرت قرى بأكملها لا سيما في شمال شرق نيجيريا المجاور للكاميرون وتشاد والنيجر. ونزح حوالي 250 الف شخص من ديارهم منذ فرض حالة الطوارئ في المنطقة قبل سنة وفق تقرير مرصد وضع التنقلات الداخلية وتحدثت منظمة غير حكومية استنادٍا الى ارقام الامم المتحدة عن ثلاثة آلاف قتيل في الفترة نفسها. واوضحت المنظمة أن حوالي 800 شخص ينزحون يومياٍ بسبب اعمال العنف. وتساعد مليشيات دفاع ذاتي مدنية الجيش في مكافحة المتمردين ما بهؤلاء الى الانتقام من السكان. واصبحت الكاميرون التي كانت جارة غير عابئة بخطر بوكو حرام تشن “حربٍا” على المتمردين واعتقل عشرون شخصٍا يشتبه بانتمائهم الى الجماعة الاسلامية الاربعاء الماضي في امشيدي (اقصى الشمال) وفق مصدر امني.