يواجه الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو مهمة صعبة تتمثل في احلال السلام في بلد على حافة حرب اهلية وتطبيع العلاقات مع موسكو المتهمة بدعم المسلحين الموالين لها في شرق البلاد سرا. وعلى الارض شن المتمردون هجوما على مطار لوغانسك الدولي عاصمة احدى المنطقتين التي تطالب كييف بالفيدرالية. ويأمل الاوكرانيون والغربيون في نزع فتيل الازمة غير المسبوقة منذ انتهاء الحرب الباردة بعد تنصيب أمس الاول هذا الملياردير الموالي للغرب البالغ الـ48 من العمر والذي تعهد بالحفاظ على وحدة البلاد ومد اليد للشرق المتمرد. واعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت عن “ثقته” بفرص التهدئة بعد لقاء مقتضب يوم الجمعة الماضي بين بوروشنكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش الاحتفالات في الذكرى السبعين لانزال الحلفاء في النورماندي. وألمح بوروشنكو والسفير الروسي في اوكرانيا ميخائيل زورابوف الى ان المباحثات بين البلدين ستبدأ في الايام المقبلة. ويرى الخبير العسكري الاوكراني المستقل فالنتين بادراك ان نجاح التهدئة مع بوتين سيكون رهنا بنجاح العملية العسكرية التي تنفذها اوكرانيا في شرق البلاد منذ 13 ابريل المنصرم لقمع التمرد الذي اوقع اكثر من 200 قتيل. وجاء في مقال نشرته مجلة دزركالو تينيا “نحتاج الى نسخة جديدة حديثة للعملية”. ورأى ان نواة المقاتلين الواجب “تصفيتهم” مؤلفة من ضباط في الاستخبارات العسكرية الروسية ومرتزقة يمثلون “20% من القوات الانفصالية التي يتم تنسيق عملياتها من موسكو” حسب تعبيره. واضاف: ان “الاوكرانيين الذين حملوا السلاح سيغيرون تكتيكهم بسرعة فور وقف الكرملين دعمه لهم”. وتابع: ان “قسما منهم الذين لطخت ايديهم بالدماء سيغادرون اوكرانيا والآخرين سيوقفون العنف” موضحا ان التركيبة العسكرية يجب ان تتماشى مع “برنامج اجتماعي مناسب” للشرق. وموجها بالروسية “رسالة سلام” الى سكان المنطقة الصناعية في دونباس التي يسيطر المتمردون على القسم الاكبر منها والى حيث سيتوجه قريبا تعهد بوروشنكو السبت بتطبيق لا مركزية وضمان استخدام اللغة الروسية بحرية. ورفض اي “تسوية” مع روسيا حول التوجه الاوروبي لبلاده وانتماء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس الى اوكرانيا. وعلى الرئيس الجديد أن يحل سريعا مشكلة الغاز مع روسيا التي هددت بوقف امداداتها الاربعاء في حال التخلف عن تسديد الديون ما قد يؤثر على اوروبا. ومفاوضات جديدة مقررة بين كييف وموسكو اليوم الاثنين في بروكسل بوساطة الاتحاد الاوروبي حسب ما اعلنت وزارة الطاقة الروسية.