اعربت غالبية من الاسبان عن املها في اجراء استفتاء حول مستقبل الملكية في بلادهم بحسب استطلاع للراي نشرت صحيفة الـ باييس نتائجه أمس بعد قرابة اسبوع على اعلان تنازل الملك خوان كارلوس عن العرش لابنه. ويعتقد 62% من الذين شملهم الاستطلاع انه ينبغي تنظيم استفتاء “بين لحظة او اخرى” لتقرير ما اذا كانت اسبانيا ستبقى ملكية او ستعود جمهورية وفقا لهذا الاستطلاع الذي اجراه معهد متروسكوبيا خلال الأيام التي تلت الإعلان عن التنازل. فور اعلان النبأ في الثاني من يونيو تظاهر عشرات آلاف المعارضين للملكية في كل أنحاء اسبانيا مطالبين باستفتاء وبإقامة الجمهورية الثالثة. وأمس الأول نظمت تظاهرات جديدة على وقع هتافات “اسبانيا غدا ستكون جمهورية”. وسيقسم ولي العهد فيليبي (46 عاما) اليمين في الايام المقبلة – على الارجح في 19 يونيو – امام مجلسي البرلمان لتولي العرش. وقبل ذلك يكون مجلس النواب ثم مجلس الشيوخ قد تبنيا القانون الذي يسمح بتنازل خوان كارلوس عن العرش. هذا التصويت يبدو آمنا مضمونا لأن الأحزاب المؤيدة للملكية وخصوصا الحزب الشعبي (يمين) الذي يحكم اسبانيا والحزب الاشتراكي اكبر قوة معارضة يتمتعان باكثر من 80% من المقاعد في البرلمان المنتخب في 2011م. لكن خلال السنوات الثلاث الماضية اغرقت الازمة الاقتصادية والفضائح التي شوهت نهاية عهد خان كارلوس شعبيته ولم تنج الملكية من فقدان الثقة العامة حيال المؤسسات. وفي حال تم تنظيم استفتاء فإن 49% من الاسبان سيختارون ملكية مع فيليبي ملكا مقابل 36% سيعربون عن تأييدهم لجمهورية بحسب الاستطلاع. والجمهورية الثانية التي اعلنت في 1931م سحقها الدكتاتور فرنشيسكو فرانكو في 1939م بعد ثلاثة اعوام من حرب اهلية. واعيدت الملكية بعد وفاة فرانكو في 20 نوفمبر 1975م. وخوان كارلوس الذي اعتلى العرش انذاك بنى شرعيته عبر قيادة المرحلة الانتقالية في البلاد حتى الموافقة في استفتاء في 1978م على الدستور الذي وضع اسس اسبانيا الديموقراطية. والاستطلاع الذي نشر أمس شمل عينة من الف شخص في الرابع والخامس من يونيو.