الرئيسية - اقتصاد - زراعة التمور في اليمن .. تشكو الإهمال!!
زراعة التمور في اليمن .. تشكو الإهمال!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ استطلاع/ أحمد الطيار – ابتداء من الأسبوع الأول لرمضان القادم سيكون اليمنيون على موعد مع الرطب الطازج المنتج من نخيل مزارعهم المشهورة في سهل تهامة حيث سيكون بدء موسم الجنى متوافقا لأول مرة مع قدوم رمضان بصورة يعول عليها أن تمنح الصائمين غذاء أكثر قيمة نظراٍ للرطب الطازجة والمغذية ويمكن أن يسهم في التخفيف من التمر المستورد بشكل ملحوظ فيما سيكون موسم رطب حضرموت في شهر أغسطس على اكثر تقدير. زراعة التمور في اليمن قصة تربط بين الحضارة والبحث عن الأمن الغذائي زراعة ارتبطت منذ القدم لليمن تاريخ عريق في زراعة النخيل مرتبطا بفكر اقتصادي واجتماعي عالي البصيرة ففي مارب والجوف والمناطق الشرقية وغيرها من المناطق الزراعية كانت دول مثل سباء وحمير ومعين تعتبر زراعة النخيل زراعة مقدسة وكانت الأودية بجوار السد جنة خضراء كما ذكرها الله في القرآن الكريم وكانت أشجار النخيل تزين المكان وتقع على كاهلها مد السكان بخيرات من التمور على مدار العام وحسب المؤرخ الدكتور محمد علي الدبي الشهاري ارتبطت زراعة النخيل بفكر اقتصادي واجتماعي فهي مصدر للغذاء ورافد اقتصادي يمكن الاعتماد عليه في الامن القومي والأمن الغذائي لذا اهتموا بها وقاموا بزراعة أعداد كبيرة منها في الوديان والسهول أما في الدولة الإسلامية فقد دخلت أراضي الأوقاف كمساحات جديدة بها واعتمدوا على مياه الامطاو والسيول والمياه الجوفية والأنهار الصغيرة والغيول المنتشرة في مناطق الزراعة دون كلل .

قصص حين كان الرحالة الإنجليزي انجرامس يطوف وديان وسواحل شبوة وحضرموت والمهرة طولا وعرضا عام 1917م أثناء اشتداد الحرب العالمية الأولى تفاجأ أن سكان تلك المناطق قد تجاوزوا معضلة المجاعة التي ضربت الكثير من دول العالم آنذاك ونجوا منها بفضل توفر التمور من نخيل مناطق ووديان زراعتهم الشهيرة. كتب انجرامس في مذكراته بضع كلمات لبيان معجزة زراعة النخيل اشتقها من أمثلة يمنية قديمة تحدثت عن أن النخلة تعتبر لدى الإنسان اليمني الفلاح في المناطق الساحلية والوديان الداخلية بمثابة الصديق والرفيق الدائم ولهذا يطلقون عليها شجرة الخير فأينما زرعت كانت ثمرة مباركة لصاحبها ولن يجانبه الجوع طالما بقيت حية .

احصاءات حسب إحصاءات رسمية من وزارة الزراعة والري يبلغ عدد أشجار النخيل في اليمن حوالي ( 4.680 ) مليون نخلة منها ما يقرب من 67 % أشجار مثمرة وجميعها تشغل رقعة زراعية تقدر بحوالي 23.6 ألف هكتار وبقدرة إنتاجية تبلغ نحو 50 ألف طن سنويا لكن مزارعين وخبراء زراعة يشككون في هذا الرقم ويقول الدكتور عبد الله السقاف من محطة البحوث الشرقية بالكود إن عدد الأشجار المثمرة في اليمن ربما يصل إلى 7 ملايين شجرة وأن الإنتاج قد يبلغ 150 ألف طن وفقا لحسبة بسيطة أن كل شجرة يمكنها إنتاج 20 كيلو جراماٍ على الأقل.

مناطق الزراعة تتركز زراعة النخيل في الوقت الراهن في محافظتي حضرموت والحديدة ومحافظات حارة أخرى حيث يشكل حوالي 68% من أعداد النخيل في اليمن كما يقول المهندس على الخضر مختص زراعة النخيل في وادي سردد التابع لمحطة تطوير تهامة مضيف هناك زراعة في شبوة وابين والجوف وصعدة وحجة ومع أن هذه الزراعة كثيفة إلا أنها تتسم بالتقليدية نظرا للعديد من المشكلات الإنتاجية والتسويقية أهمها قلة التنوع في الأصناف وندرة الأصناف ذات المواصفات الممتازة وغياب التقنيات الحديثة في زراعة وإنتاج وتسويق التمور إضافة إلى ما واجهته مناطق النخيل في الثلاثة عقود الماضية من ظروف بيئية قاسية بسبب قلة الأمطار وشدة الجفاف مما أدى إلى شحة مياه آبار الري ونزول مستواها وتملح الكثير منها.

توزيع الإنتاج ياتي معظم إنتاج التمور في اليمن من ثلاث مناطق الاولى المنطقة الشرقية ويبلغ إنتاجها 23.36 % من إنتاج تمور اليمن والثانية المنطقة الوسطى فيما الثالثة وهي الأغنى وهي الغربية ويبلغ إنتاجها 76.41 % من إلانتاج.

نخيل المنطقة الشرقية وفقاٍ لتقديرات هيئة البحوث الزراعية فأعداد النخيل بهذه المنطقة 2.4 مليون نخلة ويقدر المعدل الطبيعي لإنتاجها السنوي 82475 طناٍ من التمور سنوياٍ موزعة على مناطق النخيل في محافظة حضرموت وشبوة ويقدر عدد النخيل بمحافظة حضرموت 1.75 مليون نخلة ويقدر المعدل الطبيعي لإنتاجها السنوي 64925 طناٍ من التمور بتقدير نسبة النخيل المثمرة (70%) موزعة على وادي حضرموت 60% نصفها تقريبا في ساه ودوعن ووادي العين و40% في مديريات ساحل حضرموت ومن أشهرها مديرية غيل باوزير وتقدر إنتاجية النخلة الحضرمية 53 كيلو جراماٍ. اما في محافظات الجوف شبوة المهرة مارب جزيرة سقطرة وبها نحو 650 ألف نخلة تنتج نحو 17550 طناٍ من التمور سنويا تمثل إنتاج المثمرة المقدر نسبتها 60 % بإنتاجية 45 كيلو جراماٍ للنخلة الواحدة وتتفق نخيل هذه المنطقة الشرقية تقريبا في مواسم الحصاد “سبتمبر/ نوفمبر” من كل عام.

نخيل المنطقة الوسطى بين المنطقتين الشرقية والغربية من دلتا أبين إلى نجد صعدة والنخيل هنا غير معدود كوجود لعدم انتشاره بما يعلم بالشرقية والغربية.. إنما كما سبق لذات النخلة تتواجد النخلة بين وديان ومزارع ومدن وقرى هذه المنطقة بنحو من 50 ألف نخلة كتقدير تخيلي يأتي المثمر منه نحو 40% بإنتاجية متوسطة تخيلة 40 كيلو جراماٍ للنخلة الواحدة أي بإنتاج نحو 800 طن من التمور سنوياٍ.

نخيل المنطقة الغربية ويطلق عليها النخلة التهامية المتواجدة بأعداد وتقديرها 7.6 مليون نخلة تنتج نحو 2774370 طناٍ وتتواجد في تعز والحديدة فنخيل محافظة الحديدةيقدر بنحو 7 ملايين نخلة يبلغ إنتاجها الطبيعي نحو 269437 طناٍ من التمور سنوياٍ.

عالي الجودة رغم الزراعة التقليدية للتمور فإن عناية الله أن حباهم بمميزات فقد كشف النقاب مؤخرا أن اليمن يمتلك أصناف من التمر عالية الجودة فحين عرض صنف التمر اليمني جزاز ذو اللون البني بثماره الكبيرة وشكله الأسطواني على خبراء منظمة الأغذية والزراعة ألفاو وتم تحليل محتوياته علميا عام 2010م كانت المفاجأة أن نسبة السكريات المختزلة في التمر تفوق 90.82% من محتوياته وهو اعلى مستوى يصل إليه أي تمر في عالم بجودة عالية.

تصنيف يشير الدكتور عبدالله بن عبدالله رئيس فريق خبراء تطوير النخيل في اليمن أن أصناف التمور حين تذكر على مستوى العالم بأنواعها ومستوى جودتها فأن اليمن تفتخر بأنها واحدة من اهم واشهر البلدان المنتجة لأصناف فائقة الجودة حيث تملك 42 صنفاٍ صنفتها منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” على أنها ممتازة جدا وتتميز بأن مستوىات السكر المختزل فيها يفوق 90% من ثمرتها وهو رقم قلما توصلت إليه ثمار هذه الفاكهة في دول أخرى وهكذا يحقق لليمن السعيدة الفخر والاعتزاز والتباهي بهذه النعمة العالية من المولى عز وجل.

تطوير يقول الباحث المهندس فهمي الرويشد من محطة المكلا للأبحاث الزراعية على امتداد الأعوام الخمسة الأولى من الألفية الحالية كان خبراء وزارة الزراعة والري والهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي وبالتعاون الوثيق مع منظمة الأغذية والزراعة لفاو قد انجزوا مشروعاٍ لتطوير النخيل في اليمن في منطقتين هامتين لزراعة النخيل هما سيئون بمحافظة حضرموت وتهامة في وادي سردود بمحافظة الحديدة وتمكن فريق الباحثين من إعداد هذا العمل الأولي لتحديد اهم أصناف النخيل اليمنية.

بحوث متعددة يشير الباحث احمد سالم باسلامة من محطة الكود بسيئونإلى أنه بفضل هذا العمل الخاص بتحديد جل أصناف النخيل اليمنية في كل من ساحل حضرموت وجزيرة سقطرى وسهل تهامة والمهرة والذي وقع إنجازه تحت إشراف الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي أظهرت النتائج وجود 321 صنفاٍ منها 42 صنفاٍ ثمارها ممتازة تمثل 13.3% وهناك 165 صنفا ثمارها جيدة وتمثل 52.2% فيما هناك 67 صنفاٍ ثمارها مقبولة وتمثل 21.2% أما الثمار الرديئة فتمثل 13.3% كما يمثل النخيل المتأتي من البذور حوالي 8% من إجمالي النخيل بالجمهورية.