الرئيسية - فنون - بعض المتابعين يؤكدون أنها أعمال سطحية ومتشابهة.. ويتهمون الفضائيات بالضحك على الجميع
بعض المتابعين يؤكدون أنها أعمال سطحية ومتشابهة.. ويتهمون الفضائيات بالضحك على الجميع
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحشد القنوات الفضائية طاقاتها وتتسابق في رمضان من كل عام بزخم يفوق بقية العام لإنتاج تشكيلة من البرامج المتنوعة والمسلسلات وحتى الإعلانات التجارية.. وكل منها يصب في الرغبة للحصول على أكبر نسبة مشاهدة .. وعلى الصعيد المحلي هناك (4) قنوات رسمية (اليمن سبأ الإيمان عدن) إضافة إلى (8) قنوات خاصة ومن هذا الكم والتزاحم من القنوات ومع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك لهذا العام نسعى من خلال هذا الاستطلاع إلى معرفة تقييم المشاهد اليمني فيما قدمته القنوات الفضائية المحلية خلال دورتها الرمضانية..

البداية كانت مع وداد البدوي رئيس مركز الإعلام الثقافي : ” البرامج الرمضانية غير منافسة ولا تجذب المشاهد ولذا أصبحت القنوات الفضائية اليمنية طاردة للجمهور ” وتضيف: لا يوجد برنامج مْتابع وله مشاهدين لأن القنوات لا تصرف على البرامج لتنتج مواد تنافس القنوات على المستوى الداخلي أو الخارجي بالإضافة إلى أن القنوات اليمنية تعتمد على نفس المذيعين طوال العام كما أن عنصر التجديد مفقود حتى في الوجوه مع الافتقار للبرامج الجماهيرية المباشرة لتغطي الفجوة حتى لو كانت بمستوى أقل .. فضلا عن افتقاد الشاشة اليمنية للمذيعين المتمكنين ممن يحظون بشعبية كبيرة في أوساط العامة والنخبة .. ولم يخف الصحفي حمزة الحضرمي من وكالة سبأ امتعاضه من معظم البرامج الرمضانية والتي تستخدم رمضان ولا تخدمه وتبعد الناس عن روحانيته الطاهرة لتنزلق بهم في وحل السياسة قائلاٍ : ” رغم مضي قرابة العقد على القنوات الأهلية والخاصة إلا أنها عجزت حتى عن تقديم مسلسل درامي تاريخي يمني يجسد حياة علمُ من أعلام اليمن الأفذاذ كالشوكاني أو الزبيري أو غيرهم أو تجسيد حالة التعايش والتراحم بين الناس آنذاك .. وأدب الاختلاف في المذاهب والفكر ” أما الصحفي خالد الشهاري من وكالة سبأ وكما يقول بأنه لم يشاهد البرامج الرمضانية إطلاقا لأنها لم تف بالمطلوب ولم ترتق إلى مستوى الدراما التي تلبي تطلعات أبناء المجتمع اليمني وما يعانيه من مشاكل في كافة المناحي السياسية الاقتصادية الاجتماعية والدينية انهيـــار ويقول إبراهيم صلح – موظف : ” البرامج الرمضانية التي تبث على الفضائيات المحلية لم نلمس منها إلا إثارة الفرقة والضغائن بين أبناء الوطن ” مضيفاٍ بأن هناك مسلسلات تبث على أنها تعالج قضايا ومشاكل المجتمع وفي خباياها تصوير المجتمع اليمني على أنه جاهل ومتخلف” مضيفاٍ بأن هناك أحد المسلسلات التي عرضت مؤخراٍ من هذا الشهر ما يبعث الاستفزاز إذ أظهر إساءته للمرأة اليمنية وصورها بأبشع الصور الخالية من القيم والمبادئ واستنكر صلح عن كيفية السماح لهذا المسلسل بالبث.. وأردف: وهناك برامج مسابقاتية تبث على الفضائيات لا تثري المشاهد بالفائدة من المعلومات سوى أن القائمين عليها مجرد موظفي تسويق لدى تجار يزودونهم بالجوائز.. متسائلاٍ عن البرامج الرمضانية التي كانت تزود المشاهد بالفائدة والمتعة معاٍ قبل هذا الزخم من القنوات ومن جانبه يقول عبدالله الروني رئيس تحرير صحيفة ابداع : ” تعاني البرامج الرمضانية المحلية لهذا العام مما يعانيه المواطن من عدم وضوح الرؤية حول وضع البلاد وانعدام الشفافية في مناقشة وطرح الحلول لمشاكل المواطن” مضيفاٍ أنه و بالرغم من مستجدات السياسة التي زادت من هموم ومعاناة المواطنين إلا أن بعض المسلسلات تتناول قضايا تحمل معاناة المواطن في زمن ما قبل الثورة والتي أصبحت الآن مجرد هامش بسيط في قائمة المشاكل الطويلة وتعد أخطرها تلك التي تهدد القاعدة الاجتماعية والاقتصادية بالانهيار. ومضى : ولا ننسى أيضاٍ بأن البرامج الدينية لهذا العام أصبحت رقماٍ لا يذكر مقابل البرامج الأخرى وكأن رمضان أصبح شهراٍ للترفيه والرسائل السياسية وليس شهر نزول القرآن وروحانيته ومحطة لكل مسلم ليعيد حساباته الدينية ناهيك عن الصورة المتدنية التي تنقلها فضائياتنا عن البلاد وبأسلوب مبتذل من كل النواحي الفنية والتقنية والموضوعية والتي تضيف لرصيد المواطن اليمني خيبة أمل جديدة كان سببها فضائياتنا المحلية. ويعتقد مروان السامعي من جامعة تعز : أن البرامج الرمضانية اليمنية لم تلب تطلعات المشاهد باستثناء القليل التي لا تتجاوز إصبع اليد الواحدة رغم كثرة الفضائيات اليمنية في الآونة الأخيرة فكثير من البرامج لم تقترب من واقع حال المجتمع اليمني المعاش وبعضها استوردت فكرة البرنامج من فضائيات أخرى وبواقع حال مجتمعات غير المجتمع اليمني ويطغى عليها عامل التكلف المفضوح والبعض الآخر منها يفتقد للمسات الابتكار والدهشة والإبداع كتلك التي نشاهدها ببرامج الفضائيات الخارجية . متمنياٍ: مشاهدة برامج رمضانية جديدة في العام القادم معبرة عن واقع حال المجتمع اليمني .. كبرنامج فرسان الميدان مثلاٍ الذي اقترب بكل عفوية من واقع حال المجتمع اليمني بشكل حقيقي ولامس همومهم التي يعيشونها عن كثب وتطلعاتهم التي يحلمون بحضورها. ويقول السامعي ” لا يزال المشاهد اليمني يتذكر ذلك البرنامج الشهير ومقدمه الراحل يحيى علاو مع حضور كل رمضان”..

عشوائية وبعكس كل الآراء التي طرحت في الاستطلاع والتي أجمعت على رداءة الأداء البرامجي للقنوات الحكومية والخاصة يقول الصحفي صابر الواصل من الحديدة : “هيمنت المسلسلات الدرامية السياسية على المشهد العام للبرامج المحلية اليمنية و ابتعد عن الكوميديا الصرفة كما هى بداياته ليعالج قضايا اجتماعية لها أساس سياسي لولا انه لا يخفى أن هناك برامج حازت على اهتمام ومتابعة ملاحظاٍ بأن القنوات الإعلامية الخاصة وإن كان لبعضها توجه سياسي معين أو جهات معينة فنجد فيها وضعاٍ متطوراٍ وإعلاماٍ برامجياٍ جديداٍ أحدث نقلة نوعية في الإعلام اليمني ويشاركه جزء من الرأي سمير مريط . مسئول الدراسات الاجتماعية بمركز منارات ويضيف : من الصعب الحكم بالعموم على برامج الفضائيات المحلية العام منها والخاص مشيراٍ إلى أنه لا يحكم بالعدمية وإنكار وجود برامج جيدة لأن هنالك برامج ومذيعين جيدون.. ويضيف : لكن وبصورة عامة نفتقد في برامجنا لتوجه هادف للإعلام أو رسالته حيث و التخبط والعشوائية هو السائد حيث نجد القناة تبث أي شي ويدعو مريط المختصين والباحثين لضرورة عمل دراسات منهجية تقيم أداء الفضائيات اليمنية على أسس ومعايير منهجية ومحايدة على مدى الدورة البرامجية ..كما حث القائمين على المؤسسات الإعلامية بدعم الدراسات لتضع المقترحات والتوصيات الكفيلة بتحسين أداء المؤسسات الإعلامية عامة والقنوات الفضائية خاصة. رتابة ” يترقب المشاهد اليمني كل عام ليرى برامج رمضانية جديدة تلامس واقعه وترتقي بوعيه ومستوى التفكير لديه لكن للأسف مازالت الخارطة الرمضانية على الفضائيات المحلية تمارس سطحيتها في الطرح والتكرار بنفس الرتابة والإعداد الممل حتى البرامج المسابقاتية مازالت هشة ورتيبة ” هكذا حدثنا سليم السعداني – كاتب صحفي وصانع أفلام وثائقية ويضيف :إن تشابه البرامج والمسلسلات على القنوات المحلية يعكس الصورة الحقيقة لواقع الإعلام باليمن التابع للتيارات السياسية فأصبحت البعض منها تغذي الصراعات لا أكثر فيما تشاهد في الأخرى تهريجاٍ وسطحية في التناول للقضايا لتي تهم المواطن . أما المسلسلات التلفزيونية فحدث ولا حرج منذ التسعينيات لليوم لم يتغير شيء سوى المزيد من التدني والاستخفاف بعقلية المشاهد العادي. فجوة يتبين من خلال هذا الاستطلاع الهوة والفجوة الكبيرة بين الفضائيات المحلية وبين المشاهد الذي يعتبر حجر الزاوية والأساس التي تقوم عليها تلك القنوات من خلال ما تقدمه في دوراتها البرامجية على مدى العام ..