الرئيسية - عربي ودولي - الهدنة الجديدة
الهدنة الجديدة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية المشارك مع الوفد المفاوض بالقاهرة أن الكيان الصهيوني يتلاعب ويماطل ويرفض التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان وينهي الحصار ومن الطبيعي أن يمارس ذلك الكيان تلك الأعمال لأنه محتل فتارة يدعو إلى هدنة ثم ما يلبث أن يجدد عدوانه على قطاع غزة كما حصل عقب الهدنة الأولى على إثر ما جرى تسميتها بالمباحثات غير المباشرة بالقاهرة.. لتأتي بالظرف الراهن محاولة لتمديد تهدئة لفترة 72 ساعة بعد عودة الوفد الاسرائيلي مرة أخرى لاستئناف المفاوضات. والحقيقة أن الأطراف الفلسطينية يجب أن تكون لها رؤية محددة حيال الاتفاق الذي تريد أن تتوصل إليه مع المحتل الفلسطيني خاصة والعدو يسعى جاهدا من خلال الالتزام بالهدنة ثم تكرار العدوان كطبيعة مستأصلة لدى ذلك الكيان منذ احتلاله لفلسطين في 15 مايو 1948م وحتى اللحظة الراهنة وهو في حالة حرب ضد الشعب الفلسطيني. وما يقوم به حاليا امتداد طبيعي لتلك الحرب وإن اختلفت الرؤى إزاء الهدنة الجديدة وما يعقبها من حرب وعدوان إنما لتحقيق أعلى قدر ممكن من الأهداف السياسية التي يريد من خلالها الكيان الصهيوني إيجاد مناخات ملائمة بالآلة الحربية للمباحثات والتفاوض على احتلاله لفلسطين وإضفاء مشروعية على ما يقوم به من أعمال عدوانية في ظل تنامي المشروع الاستيطاني الذي شمل القدس عاصمة فلسطين وما تتعرض له من أعمال حفريات لتغيير معالمها وتهويد المدينة سيما والقدس جوهر الصراع وتحتل أولوية في ذلك الصراع مع الاحتلال الذي يقوم حاليا بذر الرماد على العيون من خلال ما لديه من وسائل إعلامية موجهة تقدم المقاومة الفلسطينية على أنها بعبع كبير ولديها ترسانة من السلاح والعتاد الحربي وتلك المبالغة في سلاح المقاومة الهدف منها اخفاء ما لدى الكيان الصهيوني من ترسانة عسكرية وجدت أصلا لتدمير الشعب الفلسطيني كوظيفة أساسية لجيش الاحتلال. حيث كان يفترض بتلك الوسائل الإعلامية التي تدعي وتزعم بأنها تدافع عن غزة وأنها مع القضية الفلسطينية يفترض بأنها تشير إلى ما يمتكله العدو الاسرائيلي من ترسانة عسكرية ضد شعب أعزل تتنامى بشكل مستمر بدعم ومؤازرة واضحة من قبل القوى الدولية ممثلة تحديدا بالأوروبيين والأميركيين الذين يقدمون المال والسلاح عقب كل عدوان وحرب ضد الفلسطينيين. فالسياستان الأوروبية والأميركية تتحدثان بالظرف الراهن عن الأوضاع المأساوية في غزة ويتوعد المانحون الغربيون بدعم إعمار القطاع وجلب المساعدات للمنكوبين فيما تسكت تلك الوسائل الإعلامية عما يصل الكيان اللقيط من أسلحة وعتاد أثناء عدوانه على قطاع غزة في محاولة هدفها أبقاء اسرائيل متفوقة عسكريا تمارس الوسائل الإعلامية المشار إليها أعلى درجات العماء الإعلامي إلى تزييف وعي الناس في إظهار وقائع غير صحيحة تخدم من خلالها العدو وتزعم أنها مع غزة. ولعل أبرز مخرجات ذلك العماء الإعلامي يتمثل بالتهويل والتضخيم لسلاح المقاومة مع أن الواضح أن المقاومة لديها سلاح محدد للغاية لأنها تحت الحصار والحرب والاحتلال ولو كان فعلا لدى المقاومة جيش وطني موحد بحسب المزاعم والتضليلات التي تضر المقاومة أكثر مما تنفع القضية الفلسطينية لكان ذلك الجيش ليس في حالة دفاعية ولاستطاع إنجاز مهمة تحرير فلسطين. غير أن ما تقول به بعض القنوات الأخبارية يأتي خلافا للحقيقة فهي بذلك تخدم العدو وتعول العالم وتشهده على سلاح المقاومة لأهداف ومآرب خبيثة وكأن اسرائيل أو الكيان الصهيوني إن صح التعبير ليس كيانا بوليسيا يتأسس على ترسانة عسكرية هدفها كما أوضحنا تدمير وإنهاء الشعب الفلسطيني الأعزل.