الرئيسية - عربي ودولي - فلسطين والمفاوضات
فلسطين والمفاوضات
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لا شك بأن فلسطين محكومة بنواميس ألاهية فهي علاوة على كونها أرض المحشر فإنها مسرى رسول الله وما وجود الكيان الصهيوني في تلك الأرض إلا لأهميتها بعيدا عن تسطيع القضايا أو الايغال في فهم ما يدورا ويجري لأن الوعي الحقيقي بالقضية الفلسطينية يتطلب وعيا مماثلا وفهما أعمق وأشمل لليهود منذ نشأة الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة وهو يبحث بآلة الدمار والقتل والتشريد عن مشروعية له. وبالتالي الحديث عن التفاوض على حل طويل الأمد بقدر ما يمثل ذلك عبثية آنية لأن طبيعة الاحتلال واغتصابه لأرض فلسطين وما يقوم به من أعمال إجرامية تتناقض جملة وتفصيلا مع ما يسمى بالهدنة التي لا يمكن أن تكون بين الضحية والجلاد والقاتل والمقتول خصوصا واليهود فاوضوا موسى كليم الله على البقرة ولونها وشكلها وكان أولئك اليهود أرقى في التفكير مقارنة مع الصهاينة الذين يغتصبون فلسطين. إذ قتلت إسرائيل من الفلسطينيين أضعافا مضاعفة في زمن التفاوض أكثر من زمن مقاطعة ذلك الكيان وعدم الاعتراف بمشروعيته لا سيما والحديث عن حل طويل الأمد يفتقر إلى الصحة والموضوعية بالنظر لفترة طويلة من المفاوضات التي سبق وأن جرت منذ مؤتمر مدريد مطلع التسعينيات وحتى اللحظة الراهنة وقد ثبت بأنها لم تكن إلا مجرد وسيلة لتمرير المشروع الاستيطاني وكذلك شن الحروب المستمرة من وقت لآخر. لأن طبيعة الاحتلال تأسست منذ الوهلة الأولى على إنهاء الشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه المشروعة وما هدنة الـ 72 الساعة الأولى التي نتجت عن محادثات القاهرة إلا استراحة جديدة لشن عدوان جديد على غزة وهكذا سيكون الحال بالنظر لطبيعة ذلك الاحتلال مع أي هدنة جديدة حيث سبق وأن شهدت القضية الفلسطينية تحولات مختلفة منذ إعلان الكيان الصهيوني كدولة على حساب شعب بكامله كان أبرزها الحروب التي شنها ذلك الكيان والسيطرة خصوصا في ظل الدعم والمؤازرة من قبل الحلفاء الاستراتيجيين والمتمثلين بيهود الأطراف أكان ذلك في السياسة الأوروبية أو الأميركية. وليس بجديد ما قاله الرئيس أوباما في الآونة الأخيرة بأن القدس عاصمة الدولة اليهودية الأبدية داعيا إلى نزع سلاح المقاومة وعدم الحديث عما تمتلكه إسرائيل من أسلحة كان مصدرها ولا زال وسيظل من قبل القوى الدولية التي دائما ما تردد وتكرر الدعوة إلى المفاوضات كوسيلة أخرى لإضفاء المشروعية على الكيان اللقيط. وهو ما يتطلب بدرجة أساسية إصلاح الأوضاع السياسية الفلسطينية والتفاوض أولا مع بعضهم البعض وإيجاد رؤية موحدة تتواكب مع رفع مستوى المقاومة وفقا للممكن المتاح والتطلع إلى ما يجب أن تكون عليه المقاومة لأن إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في زمن التفاوض أكثر بكثير من أي أزمنة سابقة الأمر الذي يتطلب أيضا حيال الحديث عن المفاوضات العبثية أن تكون السلطة الوطنية المعني الأول والوحيد أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي إزاء ذلك التفاوض الذي لم ينتج سوى مزيد من التعنت الصهيوني والاستيطان خصوصا في القدس جوهر القضية الفلسطينية وأساسها المركزي قبل الحديث عن أي ترتيبات أخرى لجهة تلك القضية الحساسة.. لاسيما وبعض القوى السياسية الفلسطينية جربت التفاوض والمباحثات ولكي لا يتهمها العالم المنحاز للعدو الصهيوني بالجمود والتحجر عليها أن تواصل تلك المحادثات وبالمقابل من ذلك لا تنازعها أطراف المقاومة في التفاوض حتى لا يكون وفد العدو لأي محادثات أي مفاوضات قديمة أو جديدة على نحو موحد فيما وفد القضية الفلسطينية متعدد الأطراف والمسارات لأن العدو يفهم ذلك تعبيرا عن ضعف وعدم وعي وإدراك بخطر المشروع الصهيوني. لأن ما يجب وينبغي أن يكون هو أن تضع المقاومة أحد أهم أهدافها المقدسة تحرير كامل التراب الفلسطيني في إطار المقاومة المشروعة لأن تكامل القضية الفلسطينية في توحيدها على اعتبار أن إسرائيل جبهة موحدة ومعها بذلك قوى إقليمية ودولية بالتالي لا يمكن المراهنة على هدنة جديدة أو قديمة مع المحتل وإنما ما ينبغي ويجب هو أن تكون هناك رؤية إستراتيجية شاملة لمقاومة نوعية أوسع وأشمل مما هي عليه في الحالة الراهنة.