الرئيسية - عربي ودولي - هل بدأت الخطوات الجادة لإخماد الأزمات المتراكمة وكبح مشاريع تفتيت العراق ¿
هل بدأت الخطوات الجادة لإخماد الأزمات المتراكمة وكبح مشاريع تفتيت العراق ¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

في ظروف أمنية استثنائية ومعقدة , وبعد مخاض سياسي عسير كلف الرئيس العراقي فؤاد المعصوم , مرشح التحالف الوطني حيدر العبادي بتولي رئاسة الحكومة خلفا لنوري المالكي , في محاولة لاحتواء الوضع المتدهور, وسط ترحيب دولي وارتياح داخلي. وكلف الرئيس العراقي المعصوم , الاثنين الماضي, العبادي بتشكيل حكومة جديدة بعدما اتفق التحالف الوطني الشيعي على ترشيحه رئيسا للحكومة بدلا عن نوري المالكي, وهو الأمر الذي أعده مراقبون بأنه خطوة جادة لتشكيل حكومة توافق وطني يمكن أن يسهم في حل الملفات السياسية وإيقاف زحف الدولة الإسلامية “داعش” وإنقاذ العراق من التفتت والتمزق. وجاء ترشيح العبادي , القيادي في حزب الدعوة الإسلامية , ومرشح التحالف الوطني – أكبر ممثل للشيعة في البرلمان- بتشكيل حكومة جديدة, وسط معارضة سابقه نوري المالكي, الذي رفض هذه الخطوة واعتبرها “خرقا رهيبا” للدستور وتعهد بتصحيحه, وهو الأمر الذي جعل عدداٍ من المحللين والمراقبين يتخوفون من هذا الرفض وسرعان تطوره على الأرض خلال الأيام القادمة. وفي أول تصريح للعبادي عقب تكليفه بتشكيل الحكومة دعا جميع العراقيين إلى التعاون للوقوف ضد ما وصفها بالحملة الإرهابية التي تشن على العراق وإيقاف كل الجماعات الإرهابية. ويعاني العراق في الوقت الحالي من تدهور أمني خطير منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” على مناطق واسعة في شمال وغرب شرق البلاد ,وهو الأمر الذي يجعل تقديم العبادي إلى الواجهة باعتباره رجل التوازنات , واحداٍ من الآمال لإعادة استقرار الأوضاع. كما يأمل العراقيون أن يمثل تكليف العبادي آخر حلقات الدراما السياسية التي يتابعونها عن كثب وبقلق شديدين نظراٍ لما تترتب على قرارات الطبقة السياسية من تبعات أمنية وعسكرية خاصة في ظل تقدم تنظيم (الدولة الإسلامية) شمالي العراق والتهديد الذي يشكله التنظيم على كافة أنحاء البلاد. (حسب البي بي سيز). ويرى مراقبون أن هذه الخطوة من الرئيس العراقي , بداية جادة لتشكيل حكومة توافق وطني, واستجابة فعلية للأصوات المحلية والخارجية , ويمكن أن تعيد ولو جزئيا الأوضاع السياسية المضطربة في البلاد إلى نصابها. وحسب هؤلاء فان نجاح العبادي بتشكيل حكومة توافق وطني , ستكون كفيلة بإيقاف عبث الجماعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة الهادفة إلى تمزيق وتفتيت الدولة العراقية. ويرى المراقبون , أن هذه الخطوة بداية جادة كذلك لإخماد الأزمات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية , ولكبح كافة مشاريع التمزيق والتفتيت التي تستهدف وحدة العراق والعراقيين. وقد قوبل تكليف العبادي بتشكيل الحكومة بترحيب دولي واسع وارتياح محلي وسط دعوات إلى ضرورة تشكيل حكومة شاملة تشمل جميع العراقيينن, بما يضمن وحدة العراق والعراقيين. وقال الرئيس الأميركي بارك أوباما إن العراق اتخذ “خطوة واعدة إلى الأمام” بتعيين العبادي رئيساٍ جديداٍ للوزراء خلفاٍ للمنتهية ولايته وأبدى استعداده لدعم الحكومة الجديدة التي قال إنه يتعين أن تكون شاملة وأن تْشكل بسرعة. وأضاف: إن تكليف الرئيس العراقي فؤاد معصوم للقيادي في حزب الدعوة بتشكيل الحكومة الجديدة يعد خطوة مهمة يمكن أن توحد الشعب العراقي.. وأنه ونائبه جو بايدن تحادثا مع العبادي لتهنئته وحثاه على تشكيل حكومة تمثل جميع الطوائف في العراق. كما رحب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف بتكليف العبادي معتبرا أن هذه الخطوة تتماشى مع الدستور والعملية السياسية الديمقراطية.. داعيا جميع الكتل السياسية في البرلمان إلى أن “تتعاون في تشكيل حكومة شاملة تعكس رغبات الشعب العراقي لتحقيق الأمن والرخاء والديمقراطية”. ورحب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بقيام الدكتور محمد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق بتكليف الدكتور حيدر العبادي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وأعرب العربي عن أمله في نجاح العبادي بتشكيل حكومة وطنية شاملة تمثل جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي. بدوره أشاد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بتكليف العبادى داعيا إلى تشكيل سريع لحكومة شاملة., قائلا :”ان تشكيل حكومة شاملة سريعا من اجل مواجهة الأزمة في العراق تعد أمرا حيويا” . وفي طهران , هنأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أمس الثلاثاء حيدر العبادي على ترشيحه لمنصب رئيس وزراء العراق الجديد) حسب موقع تلفزيون العالم الإيراني على الإنترنت.( كما هنأ على شمخاني ممثل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في المجلس أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم العملية القانونية التي جرت لتعيين رئيس الوزراء العراقي الجديد”.( حسبما نقلت وكالة فارس للأنباء.( وفي الداخل العراقي , عبرت عدد من الأطراف والقيادات السياسية في الساحة عن ارتياحها لترشيح العبادي لتشكل حكومة توافق وطني في هذا البلد المضطرب. وذكرت وسائل إعلام محلية عراقية , أن عدداٍ من القادة السياسيين في البلاد دعوا إلى “العمل مع رئيس الوزراء المعين من اجل التشكيل السريع لمجلس وزراء جديد يمثل كل الشعب العراقى ويستطيع تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الأمن ” . ورحبت اثنتان من أبرز القوى الشيعية بتكليف العبادي برئاسة الحكومة الذي جاء لينهي طموحات المالكي في الترشح للمنصب لولاية ثالثة رغم معارضة شركائه في التحالف الشيعي. واعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة مقدمة مهمة وفعالة لإنهاء أكثر الأزمات التي يعاني منها الشعب. وذكر الصدر في بيان له أن التكليف “هي البوادر أو اللبنة الأولى التي نستطيع معها التفاؤل للوصول إلى بر الأمان من خلال تكليف رئيس مجلس الوزراء ومعه يجب التكاتف والعمل الدؤوب من اجل انجاح الحكومة الجديدة”. وشدد على أن الحكومة الجديدة “يجب أن تتحلى بالوطنية والإنصاف والضمير الواعي والتخصص العالي من اجل إنهاء معاناة الشعب المظلوم”. كما هنأ المجلس الأعلى الإسلامي العراقي العبادي بمناسبة تكليفه بتشكيل الحكومة داعيا إياه إلى تشكيل “حكومة الفريق المنسجم” وتحديد البرنامج الحكومي القادر على النهوض بأوضاع البلاد. وأعلن رئيس ائتلاف متحدون للإصلاح (سنة) أسامة النجيفي دعمه ومساندته للعبادي.. وقال انه هنأ باتصال هاتفي حيدر العبادي بمناسبة تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة مؤكدا دعمه ومساندته في تشكيل الحكومة. وحيدر العبادي (62 عاما) قيادي بارز في حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه المالكي وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية والالكترونية. وشغل منصب مسؤول المكتب السياسي في حزب الدعوة والناطق باسم الحزب وهو عضو في مجلس النواب العراقي منذ عام 2006م وكان له حضور بارز في معارضة نظام الرئيس الراحل صدام حسين.