الرئيسية - عربي ودولي - في المتاهة الإسرائيلية!!
في المتاهة الإسرائيلية!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* حتى كتابة هذه السطور قبيل انتهاء الهدنة منتصف ليلة الخميس بتوقيت صنعاء لم تكن مفاوضات التهدئة الفلسطينية الإسرائيلية – غير المباشرة – الجارية منذ أسبوع في القاهرة برعاية مصرية وحضور أمريكي وأوروبي وترقب فلسطيني وعربي قد توصلت إلى اتفاق نهائي لوقف محرقة غزة . ومع أن المفاوضات تجري في ظل تعتيم إعلامي فإنه لم يكن بالإمكان الوقوف بشكل تفصيلي على المؤشرات الأولية بما يساعد على اعتبار أنها حققت كافة المطالب الفلسطينية المشروعة ..من رفع الحصار الظالم وغير المشروع وللأخلاقي º مع إزالة المظلة الأمنية التي فرضها الاحتلال على حدود غزة منذ 2008م وفتح المعابر وتأمين حرية تنقل الأفراد والبضائع إلى القطاع والالتزام باتفاقية “شاليط ” القاضية بإطلاق سراح المعتقلين لدى سلطات الاحتلال وإعادة اعمار ما دمرته آلة إسرائيل العدوانية وعقد مؤتمر دولي للمانحين بالتعاون مع حكومة الوفاق الفلسطينية إلى جانب وقف اعتداءات “المستوطنين” والاعتقالات التي تمت قبل بعد 12 يونيو-حزيران المنصرم علاوة على فتح ممر بين قطاع غزة والضفة الغربية وإعادة تشغيل ميناء ومطار غزة والسماح للصيد البحري في مساحة 12 ميلا من شواطئ غزة . تلكم المطالب الممهورة بدماء أكثر من (2000) شهيد و(10000) جريح معظمهم من المدنيين سقطوا في أبشع عدوان صهيوني نازي شهده قطاع غزة على مدى 36 يوما وتزيد تجعل الوفد الفلسطيني الموحد إلى مفاوضات القاهرة يصر على تحقيق المطالب كاملة دون تجزئة أو انتقاء ناهيك عن تمسكه بعدم المساومة على شروط المقاومة المعلنة التي يلتف حولها كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والمنافي كما تحظى بمساندة دولية واسعة º لعل ابرز مظاهرها في ما نراه على شاشة الفضائيات العربية والعالمية من مسيرات جماهيرية تتواصل بشكل غير مسبوق حول أرجاء الدنيا.. بدءا من اليمن وحتى جنوب أفريقيا .. ومن بريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا في أوروبا إلى أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وصولا إلى اندونيسيا . نفهم من هذا . أن الوفد الفلسطيني المفاوض الذي يتكئ لأول مرة على أسطورة المقاومة الباسلة يخوض غمار معركة صعبة مع حكومة نتنياهو التي تتشبث بنهجها المتلاعب والمعرقل º لا بل والرافض لتنفيذ مطالب إنسانية لا تحتاج إلى مناشدات ومناورات ..وتهدئة تلد أخرى (¿!) . في هذا السياق تسعى “الترويكا الدموية ” المتمثلة في نتيناهو- يعلون- ليبرمان إلى جر مفاوضات القاهرة نحو اتجاه معاكس لمسارها الحقيقي º بهدف التهرب من تلبية شروط المقاومة الفلسطينية التي مرغت أنف جيش الاحتلال على تخوم غزة من جهة º ومن ناحية ثانية محاولة حكومة تل أبيب ابتزاز الجانب الفلسطيني ودفعه للقبول بتكتيكاتها المكشوفة لفرض تصوراتها التي تخدم سياسة الكيان الصهيوني من شأنها مساعدة جنرالات الحرب والإرهاب للهروب ” مؤقتا” من كابوس الهزيمة السياسية والعسكرية أو على الأقل النجاة من سكاكين غلاة المتطرفين بدت ترفع نحوهم قبل أن يلتف حبل مشنقة العدالة الدولية حول رقاب مجرمي الحرب الصهاينة …وما أكثرهم . وفي ضوء هذه الحقائق يتضح لغير مراقب أن هناك محاولة إسرائيلية لترتيب نتائج سياسية تمس جوهر المطالب الفلسطينية على قاعدة لعبة التفاوض من اجل التفاوض ..والمسألة باختصار تقسيم عملية تنفيذ مطالب قليلة على مراحل طويلة تخضع للموقف الإسرائيلي ..فإذا ما تحدث نتيناهو عن رفع الحصار وفتح المعابر فهو يقصد السماح لعدد محدود من الشاحنات والأفراد الدخول إلى القطاع وطبعا تحت إشراف سلطات الاحتلال وبالنسبة لإعادة اعمار غزة يرهنه بنزع سلاح المقاومة أما إدخال مواد البناء من الحديد والاسمنت والخشب فهذا ممنوع الا تحت مراقبة دولية º وفيما يتعلق بالاصطياد فلا حاجة للفلسطينيين لاصطياد كمية كبيرة من الأسماك لان التصدير من القطاع إلى الخارج محظور!! وما يتعلق بالميناء والمطار يرى نتنياهو أن مفاوضات القاهرة غير معنية لبحث هذا الموضوع فهو مرتبط بالتسوية السلمية º ويذهب الإسرائيليون ابعد من هذا فهم يرون أن لهم الحق في تدمير أنفاق المقاومة واغتيال قيادة حماس حتى لو تم التوصل إلى اتفاق دائم للتهدئة !! وأمام هذه المتاهة الإسرائيلية في مفاوضات التهدئة º ولمواجهة ما يدبره نتنياهو من مكائد ومؤامرات º تغدو الحاجة السياسية في مسار العمل الفلسطيني في هذه اللحظة التاريخية والتي هي بالأساس ضرورة ملحة تعزيز الوحدة الوطنية وتصليب المواقف المشتركة بين جميع الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد وصبه في مجرى التحرك الفلسطيني الواسع على المستويين الداخلي والخارجي والتمسك بخيار المقاومة المشروعة بكافة أشكالها.. وخوض معركة المفاوضات الذي يهدف لاستثمار دعم وتضامن الرأي العام الدولي والغربي على وجه الخصوص لصالح القضية الفلسطينية .. ومطلوب أيضا الاستفادة من مواقف المنظمات الدولية والإقليمية الحقوقية التي تجرم إسرائيل وهي مواقف شجاعة تقود جنرالات الحرب في الكيان الصهيوني إلى محكمة الجنايات الدولية .. إنها بحق فرصة تاريخية ينبغي الا تضيع .

[email protected]