الرئيسية - عربي ودولي - حزب نداء تونس يستبعد تحالفه مع حركة النهضة
حزب نداء تونس يستبعد تحالفه مع حركة النهضة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

نفى زعيم حزب حركة نداء تونس والمرشح لرئاسة الجمهورية الباجي قائد السبسي أن يكون حزبه “ينوي أو يفكر” في التحالف مع حركة النهضة الإسلامية التي وقال عنها أنها “تريد العودة بالتونسيين إلى عصور الظلام” بينما تعمل حركة نداء تونس على “مواصلة مشروع الحداثة الذي أسسه نخبة من الوطنيين السياسيين والمفكرين والفقهاء المتنورين مند منتصف القرن التاسع عشر” مشددا على أن التونسيين يتوقون اليوم إلى “مجتمع تعددي ديمقراطي متسامح وإلى دولة قانون ومؤسسات قوية مهابة الجانب”. واعتبر السبسي أن “التحالف مع النهضة غير ممكن لا سياسيا ولا مبدئيا” لأن “هناك اختلافا جوهريا بين النهضة ونداء تونس” موضحا أن حزبه الذي “يقود مشروعا تنمويا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا يطمح إلى دفع تونس إلى مصاف البلدان المتقدمة يتناقض تماما مع مشروع النهضة التي تسعى إلى تغيير نمط المجتمع والدولة والعودة بالتونسيين إلى القرن السابع”. وجاءت تصريحات السبسي لتفند أنباء تداولها الشارع السياسي تفيد بأن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي سعى إلى التحالف مع السبسي وعرض عليه أن يعلن أنه “المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية” وفق خيار النهضة غير أن السبسي رفض “العرض” وتمسك بالترشح باسم حزبه. ولم تعلن النهضة إلى حد الآن عن مرشحها لرئاسة الجمهورية وتقول دوائر مقربة منها أنها لن ترشح أحدا من قياداتها لأنها تعلم مسبقا أن أي مترشح يعجز عن منافسة قائد السبسي الذي يتصدر المرتبة الأولى في عمليات سبر الآراء بخصوص حظوظ الفوز في الانتخابات المزمع إجراؤها في نوفمبر القادم. وتحدث زعيم حركة نداء تونس بـ”مرارة” عن “انهيار مؤسسات الدولة” و”غياب هيبة الدولة” التي “ناضلت من أجلها أجيال وأجيال من الوطنيين مؤكدا أن حركة النهضة التي حكمت تونس إثر فوزها في انتخابات أكتوبر 2011م “حكمتها بعقلية دينية لا تؤمن بمفهوم الدولة الحديثة ودفعت برجالها الذين تعوزهم الخبرة والكفاءة إلى مواقع القرار وهي مواقع تتطلب التشبع بالثقافة السياسية الحديثة لا بالثقافة الدينية والإيمان بهيبة الدولة التي هي دولة كل التونسيين”. ويعتبر نداء تونس اليوم الحزب الوحيد القادر على منافسة حركة النهضة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية حيث تتواجد فروعه في مختلف المحافظات وتمسح قائماته الانتخابية كامل جهات البلاد. ويقول المراقبون إن التنافس في الانتخابات الرئاسية القادمة “لن يدور بين أحزاب سياسية وإنما سيدور بين مشروعين سياسيين واجتماعيين مشروع الإسلاميين الذي يهدف إلى تغيير نمط المجتمع وطبيعة الدولة ومشروع القوى الديمقراطية الذي يسعى إلى استكمال مسيرة دولة الاستقلال”. ويضيف المراقبون أن الانتخابات ستشكل “معركة مصيرية” بالنسبة للتونسيين ضد الإسلاميين وستكون لحظة تاريخية فاصلة في الاختيار بين “دولة مدنية بالمفهوم الحديث” وبين “دولة دينية” تمثل مطمحا لحركة النهضة المسنودة من قبل الجماعات السلفية. ويقلل هؤلاء من حظوظ حركة النهضة في الانتخابات ويرون أن نسبة فوزها لن تتجاوز 25 % نتيجة العزلة التي ضربت من حولها بسبب تزايد السخط الشعبي عليها بعد فشلها في الحكم وبعدما خيبت آمال غالبية التونسيين.