تصعد آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها وجرائمها البشعة ضد الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم وسط صمت وتخاذل دولي يمنح قوات الاحتلال غطاء في حرب الإبادة التي تعتبر أبشع الجرائم ضد الإنسانية يندى لها الجبين في حق أبناء فلسطين بقطاع غزة حيث حصد هذا العدوان أمس 13 شهيدا فلسطينيا بينهم خمسة من أسرة واحدة وجرح عشرات آخرين ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من يوليو الماضي حتى اليوم إلى 2104 شهداء بينهم 563 طفلا وقرابة 10594 جريحاٍ بينهم 3192 طفلا أصيبوا بجراح مختلفة أحدثت للعديد منهم إعاقات جسدية دائمة فيما تواصل مصر مساعيها الدبلوماسية لاحتواء العدوان ووقف الحرب الإسرائيلية البشعة داعية إسرائيل والفلسطينيين إلى ضرورة استئناف مفاوضات التهدئة يأتي ذلك في وقت ترفض دولة الاحتلال كافة الجهود الهادفة إلى انهاء الحرب ضد الشعب الفلسطيني .. وفي التفاصيل الميدانية واصل الاحتلال أمس قصفه الجوي والبري على عدة مناطق بالقطاع أدى لاستشهاد 13 فلسطينياٍ وإصابة المزيد من الفلسطينيين ومن بين الشهداء خمسة من عائلة واحدة استشهدوا في ذلك القصف على منزل عائلة أبو دحروج في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة أن الغارة استهدفت منزل عائلة أبو دحروج ودمرته بشكل كامل دون سابق إنذار ما تسبب في استشهاد صاحب المنزل وزوجته وطفليه وعمته وتحدث عن “انتشال جثتي شهيدين مجهولي الهوية في نفس الغارة”. وجرح في الغارة خمسة أشخاص آخرين. كما أعلنت مصادر طبية أن مواطنا استشهد في قصف إسرائيلي على منطقة جحر الديك وسط القطاع فيما استشهد شخص آخر متأثرا بجروح أصيب بها قبل يومين إثر غارة على منطقة في خان يونس. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة هجمات على منازل سكنية أخرى وأراضُ زراعية في مناطق متفرقة من القطاع. في المقابل أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها قصفت محطة الغاز الإسرائيلية في عرض البحر بصاروخ قسام كما استهدفت مدينة أسدود بصاروخي غراد وقصفت مطار بن غوريون الدولي بصاروخين من طراز إم75. من جانبها أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني (فتح) أنها قصفت مدينة عسقلان (جنوب إسرائيل) بعدة صواريخ. ودوت صفارات الإنذار في العديد من البلدات والمدن الإسرائيلية سواء تلك القريبة من قطاع غزة أو في العمق الإسرائيلي. وعن آثار سقوط الصواريخ على إسرائيل أحاط الجانب الإسرائيلي الأمر بالكتمان ولم يعقب على سقوط الصواريخ ولم يفصح عن الخسائر التي ترتبت عليها. ونزح سكان مستوطنة ناحال عوز القريبة من قطاع غزة عن منازلهم وآثروا المكوث في الملاجئ جراء استمرار سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية عليهم.  ودعت مصر أمس الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي إلى الموافقة على وقف إطلاق النار لأجل غير مسمى وأن يستأنف الجانبان المفاوضات غير المباشرة برعايتها في القاهرة بهدف التوصل إلى وقف دائم للحرب. ونقلت وكالة “رويترز” عن بيان لوزارة الخارجية المصرية قوله إن القاهرة تدعو الأطراف المعنية لقبول “وقف لإطلاق النار غير محدد المدة واستئناف المفاوضات غير المباشرة.” وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه اتفق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على إطار نهائي لحل الأزمة وأشار عباس في مؤتمر صحفي بالقاهرة إلى أن المبادرة المصرية هي المبادرة الوحيدة المطروحة على الطاولة لبحث تهدئة طويلة الأجل في قطاع غزة. وذكر عباس أن مصر مستعدة لتنظيم جولة أخرى من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة. مضيفا أن مصر ستدعو الوفدين إلى بدء جولة جديدة للمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين ولمناقشة مطالب الشعب الفلسطيني. وعبر الرئيس الفلسطيني عن أمله بعودة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في القاهرة لوقف العدوان في قطاع غزة مؤكدا أن تل أبيب رفضت الاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية رغم اعتراف كل دول العالم وأن والأولوية حاليا هي لوقف سفك الدماء في غزة وإعادة الإعمار.. وفي سياق المساعي للتوقيع على ميثاق روما أعلن موسى أبو مرزوق القيادي في حركة حماس أن الحركة وافقت على خطوة السلطة الفلسطينية التوقيع على ميثاق روما الممهد لعضوية فلسطين في محكمة الجنايات الدولية. وقال أبو مرزوق على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي “إن حماس وقعت على الورقة التي اشترط الرئيس محمود عباس موافقة الفصائل عليها قبل ذهابه للتوقيع على ميثاق روما الممهد لعضوية فلسطين في محكمة الجنايات الدولية”. وكان الرئيس عباس طلب منذ نحو أسبوعين توقيع كافة الفصائل الفلسطينية على ورقة تفوضه بالتوقيع على ميثاق روما الذي يسمح بالانضمام إلى عضوية محكمة الجنايات الدولية..