الرئيسية - عربي ودولي - الرئيس التركي الجديد يتعهد بالحفاظ على مبادئ النظام العلماني
الرئيس التركي الجديد يتعهد بالحفاظ على مبادئ النظام العلماني
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تعهد الرئيس التركي الجديد رجب طيب أردوغان خلال حفل تنصيبه أمس بحضور العديد من قادة وزعماء الدول ومقاطعة أبرز الأحزاب التركية المعارضة, بالحفاظ على الدستور وسيادة القانون والديمقراطية ومبادئ إصلاحات أتاتورك ومبادئ الجمهورية العلمانية. وبدأ الرئيس التركي رسميا أمس ولايته الأولى المكونة من خمس سنوات على رأس البلاد بعدما ترأس الحكومة لولايتين ليحكم بذلك تركيا بلا منازع منذ عام 2003م. وبعد أسبوعين على فوزه الساحق منذ الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية أقسم أردوغان اليمين أمام البرلمان ليخلف رفيقه عبدالله غول في منصب يعتزم أن يواصل منه الإمساك بزمام السلطة. ومن المتوقع أن يحضر رؤساء دول وحكومات حوالي عشر دول حفل تنصيبه من بينهم بحسب وكالة الأناضول للأنباء الرسمية الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو. وفور توليه الرئاسة كلف أردوغان خلفه احمد داود أوغلو على رأس الحكومة بتشكيل فريقه الوزاري الجديد الذي ستعلن تشكيلته منذ اليوم. أما قادة الدول الغربية الكبرى حليفة تركيا في الحلف الأطلسي فسيرسلون ممثلين عنهم في مؤشر إلى ريبتهم المتزايدة حيال رجل متهم بالتسلط وبالسعي إلى أسلمة النظام التركي. وقرر رئيس أكبر أحزاب المعارضة كمال كليجدار أوغلو مقاطعة الحفل أمس باسم الدفاع عن “الديموقراطية”. وبالرغم من الانتقادات والتظاهرات والفضائح التي طاولته انتخب أردوغان في العاشر من أغسطس رئيسا للبلاد بـ52% من الأصوات ليفوز منذ الدورة الأولى في انتخابات جرت للمرة الأولى بالاقتراع العام المباشر. وهو السياسي الأكثر شعبية في البلاد منذ مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك ولا يخفي عزمه البقاء في السلطة حتى 2023م عند حلول مئوية الجمهورية. وعند تسليمه الأربعاء رئاسة حزب العدالة والتنمية أكد أردوغان بشكل واضح أن خلفه احمد داود أوغلو سيستمر في الخط السياسي الذي رسمه سلفه. وقال في خطابه الأخير كرئيس للحزب: “الأسماء تتغير اليوم لكن الجوهر المهمة الروح الأهداف والمثل تبقى”. وأضاف : “هذا ليس وداعا” واعدا بـ”البقاء على تواصل” مع الحزب حتى لو أن الدستور يفرض عليه قطع أي اتصال معه حفاظا على واجب عدم الانحياز. وأعلن خلفه بشكل واضح الولاء له وهو الذي تصفه المعارضة بـ”الدمية”. وقال داود أوغلو: “سنبني معا اليد باليد “تركيا الجديدة”” في إشارة إلى شعار أردوغان الانتخابي مؤكدا أنه “لن يكون هناك أي خلاف بين الرئيس ورئيس وزرائه”. والتزاما منه بأسلوب سلفه الخطابي الذي يزخر بالاستشهادات الدينية وعد رئيس الوزراء الجديد بمواصلة معركته ضد “أعداء الدولة” في إشارة إلى جماعة فتح الله غولن عدو النظام. واتهم الذين تظاهروا في يونيو 2013م ضد الحكومة بالسعي إلى “القضاء على الثقة التي أعدناها إلى شعبنا”. ونزولا عند رغبة أردوغان جعل داود أوغلو أيضا من إصلاح الدستور “أولويته” بهدف تعزيز صلاحيات الرئيس التي تبقى في الوقت الحاضر محض بروتوكولية. هذا التعديل الدستوري يشترط فوزا ساحقا لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو 2015م من اجل الحصول على غالبية الثلثين (367 مقعدا من أصل 550) المطلوبة لتعديل الدستور في حين يشغل الحزب حاليا 313 مقعدا. وتسري تكهنات كثيرة حول التشكيلة الحكومية الجديدة. وبحسب معلومات نقلتها الصحافة فإن رئيس أجهزة الاستخبارات الحالي حقان فيدان قد يخلف داود أوغلو في وزارة الخارجية فيما يتوقع أن يحتفظ وزيرا الاقتصاد والمالية بحقيبتيهما بهدف طمأنة الأسواق المالية.