الرئيسية - عربي ودولي - الأحزاب التونسية تضع المرأة على هامش الانتخابات البرلمانية
الأحزاب التونسية تضع المرأة على هامش الانتخابات البرلمانية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تونس/وكالات –

لم يكن تأكيد المثقفة ألفة يوسف إثر استقالتها من حركة نداء تونس أن “الأحزاب السياسية لا تثق في قدرات المرأة في المراكز القيادية” مجانبا للحقيقة فقد كشفت القائمات الانتخابية للأحزاب الكبرى أن رئاستها آلت إلى الرجال بنسبة 90 % فيما لا تمثل القوائم التي ترأسها نساء سوى 10 % ما أثار غضبا لدى الناشطات التونسيات اللواتي قمن بدور ريادي في ثورة يناير 2011م التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وتجري تونس انتخابات برلمانية يوم 26 أكتوبر وانتخابات رئاسية في 23 نوفمبر يفترض أن تستكمل بها مسار الإنتقال الديمقراطي وتضع حدا للوضع المؤقت لترسي مؤسسات تشريعية وتنفيدية شرعية. وخلال فترة حكم النهضة إثر فوزها في انتخابات 2011م قادت المرأة التونسية معركة شرسة ضد حكومة الحركة الإسلامية ودافعت عن مكاسبها التي تضمنها قانون الأحوال الشخصية مثل المساواة مع الرجل ومنع تعدد الزوجات والحقوق المدنية والسياسية في وقت تعالت فيه أصوات السلفيين مستهدفة تلك المكاسب ومستنقصة من دور المرأة في الحياة العامة وفي المجتمع. وتنظر المرأة التونسية للإسلاميين على أنهم حملة مشروع ظلامي يهدف إلى نسف مكاسب الحداثة التي تحققت في ظل دولة الاستقلال لذلك قادت موجات من الاحتجاجات ضد النهضة كان لها دور حاسم في إنهاء حكمها. وعلى الرغم من هذا النضال فقد خيبت الأحزاب السياسية الكبرى آمال التونسيات وهمشت مسبقا دورهن في الانتخابات البرلمانية القادمة حيث لم تتجاوز نسبة رئاستها للقوائم الانتخابية عتبة 10% %. واكتفت حركة نداء تونس التي يتزعمها رجل بورقيبة محرر المرأة التونسية الباجي قائد السبسي بسيدة واحدة رأست قائمة الحزب بأميركا الشمالية من بين 35 قائمة آلت رئاستها إلى مرشحين رجال. وأثار هذا التهميش للمرأة في صلب نداء تونس جدلا في الأوساط السياسية عامة ولدى الناشطات التونسيات خاصة لكونه حزب ليبرالي يتبنى مشروع الحداثة ويستلهم أفكاره السياسية من فكر بورقيبة الذي جعل من تحرير المرأة عنوانا لمشروعه السياسي. ورشحت حركة النهضة التي لا تثق في المرأة أصلا اربع نساء على رأس قوائمها هن محرزية العبيدي عن دائرة نابل وسيدة الونيسي عن دائرة فرنسا وإيمان بن محمد عن دائرة إيطاليا وزينب البرهومي عن دائرة كندا. والملاحظ أنه تم ترشيح سيدة واحدة على رأس قائمة في نابل بينما تم ترشيح ثلاث نساء على رأس قائمات ببلدان غربية ما يعد مؤشر على أن الحركة الإسلامية وجهت رسالة إلى الغرب مفادها أنها تراهن على القدرات القيادية للمرأة. ولم يرشح التحالف الديمقراطي سوى سيدة واحدة على رأس قائمة من قائماته الـ34 هي نجلاء بوريال التي ترأست قائمة نابل. ورشح الحزب الجمهوري الذي يتزعمه أحمد نجيب الشابي 3 نساء على رأس قوائمه الـ 30 هن آمنة بن عثمان عن دائرة تونس ومية الجريبي عن دائرة بن عروس ونهلة بن خليفة عن دائرة سوسة. ونجحت 3 نساء فقط من التيار الديمقراطي في ترؤس ثلاث قوائم من أصل 35 قائمة هن سامية عبو عن دائرة تونس وآمال الغربي عن دائرة أريانة ونجاة العبيدي عن دائرة سليانة. وبدا الائتلاف الحزبي اليساري المعروف بـ”الجبهة الشعبية” أكثر المراهنين على دور المرأة في الانتخابات حيث رشح 5 نساء على رأس قوائمه بكل من سيدي بوزيد وصفاقس وقابس والمهدية وفرنسا. واللافت أن القوائم الانتخابية التي ترأسها نساء توزعت أساسا على تونس العاصمة وعلى المدن الساحلية مثل نابل وسوسة وكذلك على البلدان الغربية أما قوائم الأحزاب بالجهات الداخلية وبالأحياء الشعبية فقد ترأسها رجال. واتهمت الجمعية النسوية “حرائر تونس” الأحزاب السياسية بانتهاج “سياسة ممنهجة لتهميش دور المرأة في انتخابات يفترض أن يشارك فيها التونسيون والتونسيات على قدم المساواة” معربة عن تخوفها من أن يكون هذا التهميش نتيجة تزايد سطوة الجماعات الإسلامية.