الرئيسية - عربي ودولي - مباحثات مرتقبة صعبة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لإيجاد تسوية دائمة بغزة
مباحثات مرتقبة صعبة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لإيجاد تسوية دائمة بغزة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عواصم/ (أ ف ب) –

يبدو أن المباحثات المرتقبة بين الاسرائيليين والفلسطينيين لن تكون سهلة بل ستواجه عثرات عدة خاصة بعد تأكيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على أن نزع سلاح الحركة غير مطروح للتفاوض. وخلال مؤتمر صحافي في الدوحة قال مشعل ان “سلاح المقاومة مقدس ولا نقبل ان يكون على جدول الاعمال” خلال المفاوضات المتوقعة وفقا لبنود اتفاق وقف اطلاق النار والهادفة الى ايجاد تسوية دائمة بين الطرفين. وتطالب اسرائيل بنزع السلاح من قطاع غزة اذ اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان ذلك هو “الحل الوحيد نحو السلام” وفق ما نقل عنه موقع الوزارة الالكتروني. وشكلت هذه القضية عائقا ولأسابيع عدة امام التوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار اثناء المفاوضات غير المباشرة بوساطة مصرية في القاهرة. وبعد اتفاقات تهدئة عدة توصل الطرفان الى اتفاق وقف اطلاق نار دائم وضع حدا لخمسين يوما من حرب اسرائيلية على قطاع غزة اودت بحياة اكثر من 2140م فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين و74 اسرائيليا بينهم ستة مدنيين. وتوفي جندي اسرائيلي أمس متأثرا بجروح اصيب بها جراء قذيفة اطلقت من قطاع غزة الاسبوع الماضي على اسدود ما رفع عدد قتلى الجيش الاسرائيلي الى 65 وهي حصيلة الخسائر الاكبر منذ حرب يوليو 2006م في لبنان.

ومن جهتها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في بيان أمس أن اكثر من 120 من مقاتليها قتلوا بنيران الجيش الاسرائيلي خلال الحرب. وهذه المرة الاولى التي يتم الاعلان فيها عن عدد القتلى من فصائل فلسطينية منذ بدء الحرب في الثامن من يوليو الماضي. ومن المفترض استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال شهر واحد بهدف التوصل الى اتفاق يمنع اندلاع حروب جديدة في قطاع غزة الذي شهد ثلاث حروب خلال ست سنوات. وستطرح خلال جولة المفاوضات تلك القضايا الأكثر حساسية مثل نزع السلاح من قطاع غزة واعادة فتح المطار واطلاق سراح عشرات الاسرى الفلسطينيين. وحدد مشعل الخطوط الحمراء التي لا يمكن تخطيها. وقال : إن سلاح حماس “لن يكون مجالا للمساومة او التفاوض ولا يستطيع العالم كله أن ينزع سلاح حماس والمقاومة”. ورد وزير الخارجية الاسرائيلية بالقول انه “اصبح من الواضح جدا ان الاسرائيليين والفلسطينيين لن يعرفوا السلام والامن طالما لم يتم نزع سلاح حماس”. ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى “رفع الحصار تدريجيا ونزع الاسلحة من قطاع غزة” والى “ضمان رقابة دولية على الانفاق” التي بنتها حماس و”تامين اعادة فتح المعابر بين قطاع غزة واسرائيل من جهة ومصر من جهة ثانية” بالاضافة الى منح السلطة الفلسطينية الوسائل الضرورية لمواجهة الازمة الانسانية في القطاع والبدء بإعادة الاعمار. وفي اليوم الثالث من وقف اطلاق النار يغتنم سكان قطاع غزة عودة الامور الى طبيعتها وإن جزئيا في ارض تحولت فيها احياء كاملة الى حطام وخاصة في الشجاعية وبيت حانون شرق وشمال مدينة غزة وفي رفح في الجنوب. وتوجه عشرات الاطفال الى البحر من دون الخوف من غارات اسرائيلية قد تستهدفهم كما حصل لآخرين من عمرهم اثناء الحرب. كما عمد الصيادون الى الاستفادة من زيادة مجال الصيد البحري بحسب اتفاق وقف اطلاق النار وابحروا في مياه بحر غزة. الى ذلك يتواصل دخول المساعدات الانسانية الى القطاع عبر المعابر مع اسرائيل بعدما وعدت الاخيرة بتخفيف الحصار الذي تفرضه على غزة منذ العام 2006. لكن لم يسمح بعد بادخال مواد البناء التي يحتاجها الغزيون لبدء اعادة بناء منازلهم المدمرة. وبحسب استطلاع راي نشرته صحيفة معاريف الجمعة فان 58 في المئة من الاسرائيليين ينظرون الى اتفاق وقف اطلاق النار على انه خطأ. ويعتقد 33% فقط ان من شانه ان يساعد على التوصل الى تسوية بين الطرفين.