قائد محور البيضاء يكرم خريجي الدفعة الـ12 تأهيل ضباط من منتسبي المحور واللواء ١١٧ مشاة الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن
■ اســـتطلاع/أســامة الغيثي – يرجع نقاد وكتاب ومخرجو السينما في بلادنا غياب دور السينما خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ إلى أسباب وجيهة عدة من بينها إغلاق دور العرض وإهمالها . وأشاروا إلى أن احد الأسباب في اندثار دور السينما اليمنية يعود إلى عدم وجود أكاديميات ومعاهد تختص بالتوعية وتدريس السينما وإلى عدم اهتمام الجهات المعنية بهذا المجال الذي من خلاله سيكون هناك عائد مادي تستفيد منه تلك الجهات ..فاليمن تمتلك الكثير من المواهب التي تفضل أن تقوم بعرض أعمالها خارج الوطن نتيجة لوجود الرعاية والاهتمام بأعمالهم والتشجيع والدعم لعرض أعمال تلك المواهب في الخارج بعكس ما هو حاصل في بلادنا للأسف الشديد. حول هذا الموضوع قمنا في ” فنون الثورة ” بإجراء استطلاع مع بعض المهتمين بمجال السينما في بلادنا من كتاب ونقاد ومخرجين لمعرفة سبب غياب دور السينما في اليمن ¿ وهل غياب دور المؤسسة العامة للسينما سبب في اندثار الأعمال السينمائية ¿ فخرجنا بالحصيلة : السينما غابت في العقدين الأخيرين فيما كانت حاضرة قبل ذلك ولم يكن حضورها في المدن الرئيسية بل حتى في المدن الصغيرة كمدينة الراهدة والقاعدة والتربة وغيرها- هذا ما قاله إسماعيل عبدالحافظ -مخرج وكاتب سيناريو في قناة اليمن الفضائية- وأضاف: وكان لها جمهورها الواسع وكان هناك تنافس ملحوظ بين دور العرض من حيث التمييز في جديد العروض وجاء غيابها نتيجة لتخلف الفكر السياسي الذي انكب به الوطن فقد وصل إلى قمة السلطة مجموعة من الضباط القبليين الانتهازيين وشكلوا تحالفاٍ قمعياٍ مع بقية القوى التقليدية ممثلة بالزعامات القبلية والدينية بمذهبيها في مطلع ومنتصف السبعينيات من القرن الماضي التي وصلت مدعومة من دول الجوار التي تحرم السينما فكان لنا أن نطفئ شمعة ثقافية كانت قائمة بفعل هذا التحالف السياسي الذي أغلق نوافذ ثقافية أخرى كونه نظاماٍ تقليدياٍ لا هم له إلا التفرد بالسلطة والثروات وإشاعة التجهيل خشية من التنوير ووسائله التي كان بمقدورها الأخذ بيد الشعب نحو الانعتاق والخلاص . ويرى أن غياب دور العرض وإغلاق ما كان قائما سبب في تردي واقع السينما في بلادنا فهي والمسرح غابا غيابا كاملا وما يزالا غائبين ذلك لكون النظام التقليدي بمكوناته الانتهازية ظل معتبرا السينما والمسرح أماكن تجمعات تشكل خطرا يهدد أمنه الاستراتيجي ولذلك ستظل السينما غائبة أمدا كبيرا. “غياب الهم الثقافي” أما فكري قاسم – صحفي وكاتب مسرحي وسينمائي – فيقول: إن سبب غياب السينما والفنون بشكل عام راجع أولا لغياب المسؤول المثقف والفنان وثانيا لغياب الهم الثقافي لدى الحكومة التي تنظر إلى الناس باعتبارهم مجموعة من الجوعى وبالكاد تشبعهم وهذه مشكلة . ويضيف فكري : أما بالنسبة للمشكلة الثالثة تتمثل بتسيد قيم العيب والحلال والحرام وقيم المحدش على قيم التمدن وهي مجموعة القيم التي راجت من بعد نتائج حرب صيف 1994م الملعونة ولذلك إذ انتصرت القيم البالية السائدة في الشمال والجنوب على قيم التمدن الـتي كانت سائدة في الشمال والجنوب قبل الوحدة . ” اندثار الأعمال السينمائية” وفي السياق ذاته يرجع المخرج السينمائي علي الجبوري- سبب غياب دور السينما في اليمن إلى أسباب كثيرة منها عدم وجود أكاديميات أو معاهد للفنون الجميلة تختص بتدريس السينما بشكل احترافي على يد كوادر عربيه أو أجنبية وأن دور المؤسسة العامة للسينما سبب في اندثار الأعمال السينمائية فهذا السبب الرئيسي لأن دورها هام جدا خصوصا في اليمن لأن هذا المجال يعتبر حديثاٍ جدا في هذا البلد. ويرى الجبوري أن على المؤسسة العامة للمسرح والسينما بذل جهداٍ أكبر لكي تساهم في رفع مستوى السينما في اليمن لأن الفنانين المتخرجين من دول أجنبية عندما يعودون إلى اليمن لا يجدون اهتماماٍ أو مراعاة من قبل المؤسسة العامة للمسرح والسينما . ” ثقافة مخالفة للواقع” محمد الرسام – متخصص في الإخراج السينمائي- قال : بداية وحسب ما هو ظاهر للعيان فإن سبب اختفاء دور العرض السينمائي هو انعدام الوعي وعدم وجود ثقافة لدى الناس بدور واقع السينما ومدى سموها ورسالتها النبيلة, حيث أصبح لديهم تفكير وتكونت لدى عقليتهم ثقافة مخالفه للواقع وأصبحت فكرة وجود دار عرض في أي شارع عبارة عن خطر وشيء خارج عن الديانة ولديهم فكر زرع منذ فترة وتأصل فيهم مما جعلهم يزيلون ما تبقى منها وتحويلها إلى قاعات إعراس ظناٍ منهم أنهم بهذه الطريقة سيمحونها من على ظهر الأرض فأصبح مجرد أن تقول أريد أن اذهب إلى دار السينما لأحضر فيلما من العيب والحرام وكأنك تشتم الديانة علناٍ وبهذا السبب تدهورت العقلية وأصبحت الثقافة صفر فلا وجود للعوامل التي تنمي الثقافة بانعدام السينما والمسرح وأيضا حتى التلفزيون لا يغطي عجز هذه الوسائل لأنه يتم إنتاج من اثنين إلى ثلاثة مسلسلات ونصفها خاوية من الفن الأصيل وأصبحت مجرد تجارة, متجاهلين لعقيلة الجمهور الذي أصبح أذكى بكثير من ما يعتقدونه صناع الدراما اليمنية حاليا. “إنشاء بنية تحتية لدور العرض” ويؤكد الرسام أنه لن يتغير هذا الفكر المغلوط إلا إذا قامت المؤسسة العامة للسينما والمسرح بإنشاء بنية تحتية متكاملة لدور العرض في جميع الشوارع الأساسية والعامة وحفزت الوعي بوجود هذه الدور بحدود المباح وحسب قواعد عالمية و أساسية وفنية لأن دورها وواجبها انعد فقد تغير الزمن وأصبح لكل شيء موقعه ومكانه وزمنه هنا سوف يبدأ بالظهور إلى الحقل السينمائي صناع الأفلام الطويلة والقصيرة بكل أنواعه من أفلام رعب إلى الأكشن والرومانسية والجريمة والاجتماعية والكوميديا والغنائية والخيالية وغيرها الكثير وسيصبح للفكر اليمني قوه ووعي وثقافة عالية ومتنفس للفنان والجمهور على حد سواء .. وسيظهر المخرجون والفنانون والنجوم وسيكون لليمن مكانة في الدول العربية والخليجية ويصبح لها اسمها . ويقول: لقد قمت بإنتاج فيلم رومانسي طويل مدته “124” وقد وجدت ظروف استحال فيها أن أتم إنتاج هذا الفيلم ولكني بعد ان تحديت كل تلك الظروف والمعوقات تغلبت عليها وأتممت الفيلم وأصبح جاهزا والحمد لله ولكن قليل من هم بنفس التحدي, فالكثير يستسلمون من بداية المشوار ويتحولون لأعمال أخرى غير الفن, أملي أن أجد الكثير والكثير من يتحدون تلك الصعوبات في الحقل الفني والسينمائي والدرامي . “أهمية دور السينما” ومن جهة أخرى قال علي المصري مخرج وكاتب سيناريو ومسرحيات- يقول شكسبير اعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا, ولكن الاهتمام هنا يكون من جهة الدولة إلا أن غياب دور السينما ليس من ناحية النص السينمائي فاليمن تمتلك المواهب التي تعرض أعمالها في الخارج وليس السبب أيضا في الممثل أو المخرج فالسبب في دور المؤسسة العامة للسينما فقد كان دورها في مرحلة قريبة جدا بدأ ينشط ولكن القيادة المتغيرة والتي لا تدرك ما أهمية دور السينما الثقافي والاجتماعي والوطني والسياسي فتغرد خارج السرب وإن تقدمنا لها بنص تتعذر وتختلق العراقيل . ويري أن ربط المؤسسة العامة للمسرح والسينما بوزارة الثقافة هو سبب موت السينما في اليمن والإحباط الذي يلقاه المبدعون أمثالنا ليس من جهة الثقافة فقط فمثلا وزارة الثقافة تعتمد ميزانية النص المسرحي 300 ألف وعندما نشتغل العمل لا نحصل على أي مبلغ وإذا قدمنا أعمالاٍ لأي جهة أخرى وان كانت تبدو لنا جادة ومجتهدة مثل التوجيه المعنوي الذي استدعى الكتاب والممثلين ثم نكث بالوعود وينسب العمل المسرحي (تمام يا فندم) لغير مؤلفه وهذا جانب يجعلنا نكره البلاد مع سينماتها مع مسرحها ولهذا فنحن نبيع الأعمال بأسعار بخس للفرق الخليجية والشركات والمنظمات. ” سينما مزدهرة” وبدوره يقول المخرج سمير العفيف : قبل الحديث عن غياب السينما في اليمن لابد أن أذكر أن تاريخ السينما في اليمن يعود إلي أيام الأفلام الصامتة بداية بعدن ومرورا بصنعاء وتعز والحديدة وحتى بعض المدن الصغيرة, لقد عرفت اليمن هذا الفن منذ بداية عصر الصور المتحركة أي في وقت مبكر من القرن الماضي وتحديدا في عام 1918م, عندما شاهد جمهور مدينة عدن لأول مرة العروض السينمائية, مما يفترض أن تتحول السينما في بلادنا إلى صناعة محلية ودور العرض في أي بلاد يعني وجود سينما ونحن كان لدينا سينما مزدهرة في كل محافظات اليمن ففي العاصمة صنعاء على وجه الخصوص دار “سينما حدة” ودار “سينما خالدة” كانتا على درجة عالية من الرقي ومن التمدن وأيضا دار “سينما بلقيس” ودار “سينما الأهلية”, هاتان الصالتان التي شهد ميلادهن مع فجر ثورة 26 سبتمبر التي جاءت معلنه الشروق لفن السينما حتى أصبحت واقعاٍ وظاهرة يصعب منعها أو محاصرتها أو إجبار الناس علي تجاهلها في كل محافظات اليمن كنا نذهب ألي السينما بل كانت العائلات تتردد على صالات العرض بكل الدهشة واللهفة والاستمتاع, لقد فتحت السينما لنا أفاقاٍ وأبوابا على العالم وعرفنا من خلال السينما أن العالم كبير وواسع وأننا لسنا لوحدنا في هذا الكوكب, كانت السينما تأخذنا إليها وتحلق بنا في سماواتها تأسرنا ونعيش ونتفاعل نضحك ونبكي ونحزن ونتفاءل مع أبطالها إن السينما كانت حلما جميلا … والآن كلما أمر بسينما “حدة” و”خالدة ” و”بلقيس” وهي مغلقة أشعر بالحزن وأشعر بالحنين لتلك الأيام أيام الثمانينات من القرن الماضي . ” تعارض فن السينما” ويرى أن دور العرض السينمائية في اغلب المدن اليمنية الكبرى كانت تعمل بكامل طاقتها التشغيلية حتى بداية عقد التسعينيات إلا وبدأت هذه الدور تتهاوى وبدأت الأذية لرواد السينما من الطرف لأخر الأصولي “التيار الديني المتطرف” الذي شن خطابات معادية لهذا الفن تستند إلى الزعم بتعارض فن السينما مع الموروث الثقافي والاجتماعي والديني.. ومن هنا بدأ يظهر مفهوم جديد معاد لسينما في نظر الأصوليين وأن السينما حرام قطعا وهكذا تداخل الدين في السياسة في ظل وجود سلطة سياسية يغلب عليها التخلف القبلي لقد تآمر الحاكم على الغالبية من الشعب مقابل إرضاء 2% من القوى الغاشمة .. ظل الحاكم مسلوب الإرادة لكثير من مراكز القوى يتخذ سياسة الإرضاء على حساب الوطن والشعب , وظل يهتم لصلاح أحواله وأحوال أهله والمقربين والحفاظ على كرسي العرش وبقينا نحن في المفرق نبحث عن طريق وطوق نجاة . “تآمر على السينما” ويضيف العفيف : أنا شخصيا وكل الفنانين السينمائيين وكل إنسان يمني ينتمي إلي التمدن الحضاري نعلن حزننا الشديد بقيام السلطة بعمليات الاغتيال والتأمر على فن السينما وعلى كل شيء جميل داخل اليمن .. لكن ما هو السبب وراء هذا الاغتيال والتآ مر للسينما والانغلاق المعرفي لقد عملت السلطة ليس على محاربة الإرهاب بل محاربة المبدعين يهمشون ويقصون وتحرم اليمن من أفضل وأمهر المبدعين الذين تم إعدادهم وتدريسهم وتدريبهم بمشقة فأقول بأعلى صوت إن بلادنا في حاجة ملحة لعودة السينما إليها ضمن ضوابط متوافقة مع موروثنا الثقافي والاجتماعي والديني ونحن السينمائيين نملك القدرة على التنافس في هذا المضمار ونستطيع الحفاظ ليس فقط على المشاهدين بل والأهم من ذلك, الحفاظ على الجميل في بيئتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا وبث روح المحبة بين أفراد الشعب الواحد وتعزيز الروح الوطنية فضلا عن تقديم كل ذلك في الإطار المعقول للعالم من حولنا. – [email protected]