باسندوة رجال في رجل !
الساعة 05:57 مساءً
  • نائب وزير الإعلام


عندما كنتُ في قاهرة المعز في أواخر شهر ابريل ومطلع مايو المنصرمين ، زرتُ الوالد الأستاذ الإستثناء محمد سالم باسندوة في شقته الجميلة التي تعكس جمال روحه ، ودعاني يومها إلى وجبة غداء تشرفتُ في تناولها بمشاركة أسرته الكريمة ، وعقب عودتي من بغداد دعاني في ثاني أيام شهر رمضان الماضي لتناول وجبة الإفطار بحضور أسرته الكريمة أيضاً، وذلك بعد فراق صعبٍ دام  سنوات سبع ظلت اللقاءات بيننا خلالها مقتصرة على أثير الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي.
وكان من دواعي سروري وإعجابي أن شاهدتُ معطيات (مُتحفه) الصغير  الواقع في أحد أركان شقته المُطلة على نيل القاهرة ؛ متحف أو معرض يضمُّ توليفةً مُتناغمةً  من الصور والأوسمة الرَّفيعة والشهادات، ومزيجاً من ذكريات هذه الشخصية الوطنية العتيدة؛ ذكريات  تكثف الأضواءَ على علاقته الواسعة والمُتميزة مع كثيرٍ من قادة العالم والرؤساء والملوك ومسؤولي الصف الأول لعدد من المنظمات الدولية طوال فترة تزيد على 50 عاماً مُترعةٍ بالإنجازات الوطنية الشَّاهدة على عظمة الرَّجل وسمو مكانته عبرَ مراحل كفاحه ونضاله الطويل.
وزادني ( العم محمد ) شرفاً  بأن اطلعني على المُسوَّدة النهائية لكتابه القيم ( قضية الجنوب اليمني المُحتل في الأمم المتحدة - وثائق- ذكريات خواطر-  ) الذي من خلاله يقدم أستاذنا باسندوة تسجيلاً لتاريخ نضالي متسلسل للقائد والفدائي والمسؤول الحكومي والوزير ورئيس الحكومة ؛ ذكريات مشرفة عن الأدوار الوطنية والإنسانية والمواقف النضالية الفدائية التي اضطلع بها ، ومشاركته السياسية والدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة ؛ دفاعاً عن قضية الجنوب المحتل من المستعمر البريطاني. 
فيما تضمن كتابه الثاني (  محمد سالم باسندوة كوكب في سماء اليمن ) ترسانةً هائلةً من شهادات حقٍّ تاريخيّة كتبها عدد كبير من الساسة والمُناضلين والخبراء والأدباء والقادة والصحافيين ورجال الفكر ، يبرز أصحابها المحطات المُشرقة في مسيرة كفاح المناضل الإنسان باسندوة..  نزراً رمزياً من الإنصاف للأدوار الوطنية التي قام بها ( باسندوة ) ، منذ كان فدائياً يجابه جبروت امبراطورية لم تغب عنها الشمس ، والتي كان من مآلاتها سجنه ثم ترحيله من عدن الى جيبوتي فالسودان فمصر فقط بملابس النوم التي عليه  حتى أصبح رئيساً لحكومة الوفاق في مرحلة مفصليّة من تاريخ اليمن المُعاصر، أبلى فيها بلاء جميلاً بعدَ ثورة الشباب 11 فبراير 2011 ، ليصبح عنواناً وضَّاءً للوطنية والنزاهة والقائد الأمين مع نفسه ووطنه وشعبه.
إنه باسندوة دوراً وموقفاً وعطاءً.. لا يختلف اثنان بأنه نسيجُ وحدِه ، وأنَّه النصُّ الذي لم يكتبْ مثله بعد. 
سلام واحترام لك يا أجمل الأرواح.