أكتوبر... أيقونة التحرر
الساعة 09:37 مساءً

 

  • صحفي وكاتب

تحتفل بلادنا بالعيد الستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، التي حررت الوطن من المستعمر البريطاني، بعد أن قضت ثورة ال٢٦من سبتمبر الخالدة على الحكم الكهنوتي، تأكيدا على واحدية الثورة وأهدافها السامية.

ومع عشية ذكرى الثورة الاكتوبرية وجه فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئآسي، خطابا لكافة أبناء الشعب اليمني، لخص فيه ماهية الثورة، وما حققته على مدى ستة عقود من حرية ونماء ورخاء، كنتاج لتضحيات الثوار الاوائل.

لقد شكلت ثورة ال١٤من اكتوبر المجيدة، محطة فارقة في تأريخ اليمن الحديث، وهو ما أكد عليه الرئيس العليمي في خطابه حين قال( يحق لنا ان نفخر بهذا اليوم الفارق من تاريخ امتنا.. اليوم الذي وضع بلدنا في طريقه الصحيح نحو الدولة الوطنية الموحدة، الحرة والمستقلة) 
مشيرا في الوقت ذاته إلى ما أحدثه يوم الرابع عشر من أكتوبر من تغيير عميق في بنيتنا الاجتماعية والمؤسسية".

ووفقا لخطاب الرئيس فإنه لا قيمة لأي مشروع وطني من أي نوع، ما لم يتم الحديث عن ثورة أكتوبر،   باعتبارها “خلاصة ما بذلته الحركة الوطنية في طول البلاد وعرضها، وفي محورها كانت عدن المدينة الابية، المفتوحة لنضال اليمنيين الذي لا ينتهي في وجه كل مشاريع العبودية، والاستعمار”.
  
ونحن أمام المحطة الستون للثورة الاكتوبرية، وفي ظل تحديات يواجهها الشعب اليمني تهدد حريته وقيم ثورته التي ناضل من أجلها من أشعلوا فتيلها ضد المستعمر والمستبد على السواء، كان لابد من التأكيد على مواصلة الملحمة الوطنية واستمرار جذوتها في نفوسنا، كما نوه لذلك فخامة الرئيس في خطابه “دفاعا عن اهداف سبتمبر، واكتوبر، وحماية للقيم الراسخة التي تنتهي بحكم الشعب نفسه بنفسه، وازالة الفوارق بين الطبقات”، ومهما كانت التحديات فإن النصر قادم لا محالة.

هاهو شعبنا يستلهم من جيل اكتوبر و استجابته المدهشة لفك حصار السبعين يوما عن صنعاء من قبل الاماميين في ستينيات القرن الماضي، لتعود عدن اليوم لصناعة التاريخ مجددا، وقيادة معركة استعادة صنعاء، والتحرر والخلاص من مخلفات الامامة المدعومين من نظام الملالي في ايران.
ولذا جاءت دعوة فخامة الرئيس العليمي، الى مزيد من الاصطفاف الوطني والعمل الجماعي العريض، هي السبيل للخلاص من تلك المخلفات، والوصول الى دولة ضامنة للحقوق والمساواة.

وبعد ستة عقود من الثورتين سبتمبر واكتوبر، حاولت مخلفات الإمامة المتمثلة في تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية، العودة بالوطن إلى براثن الاستبداد والاستعمار، الا أن بريق الثورتين ولمعانهما المشبع بدماء الشهداء الاوائل لم يكن له ليتوارى بل زاد لمعانا في قلوب اليمنيين اليوم يستمدون منه عزيمتهم بعد الله، في إخماد زيف المليشيات، وعبثها الذي بات على وشك النهاية، ليبقى ( لن ترى الدنيا على ارضي وصيا) مبدأ لا تراجع عنه مهما كانت التضحيات.

وفي خضم الاحتفاء بثورة ال١٤من اكتوبر، لم ينس الشعب اليمني قيادة وشعبا القضية الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين، 
فقد خرجت جماهير الشعب اليمني في شتى المحافظات في صنعاء وعدن ومأرب والمكلا وتعز والحديدة وغيرها من المحافظات، مجددين موقفهم الثابت والداعم والمساند للاشقاء الفلسطينيين، 

وعلى الصعيد الرسمي..  اكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في خطابه، موقف اليمن الداعم لنضال الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، وحقه في الدفاع عن نفسه، واقامة دولته المستقلة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، لافتا إلى أن ما يحدث اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو “دليل حي على ما تؤول اليه الأمور في أي قضية عادلة، عندما يتغلب حق القوة على قوة الحق، وعندما يكتفي المجتمع الدولي بموقف المتفرج، وعدم التحرك الجاد لإحلال السلام المستدام لمصلحة الشعوب المطالبة بالحرية”.

عاشت القدس حرة أبية
وعاش الشعب الفلسطيني المناضل حرا أبيا،،