بن مبارك.. رجل الدبلوماسية والقيادي الماهر
الساعة 04:32 مساءً

وأخيرًا وضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي يده على الجرح الذي تنزف منه الشرعية، وحاول وضع البلسم في وقت ما أضيق حالاته كالحالة التي هي عليه في الوقت الراهن.

وضعٌ اقتصاديٌ متردي، وتشرذمٌ في العلاقات بين مختلف المستويات، وأجهزة لا تؤدي دورها بالشكل المطلوب، وفساد مستشري، وغلاءٌ معيشي يكاد يطحن المواطن المغلوب على أمره، وجبهات شبه متوقفة، ومسار سلام ضبابي غير واضح مع المليشيات الانقلابية الحوثية الإرهابية، وملفات مختلفة أخرى بانتظار رئيس الحكومة.

لم يكن القرار الجديد لمجلس القيادة الرئاسي بتعيين الشخصية الدبلوماسية السفير الدكتور أحمد عوض بن مبارك وزير الخارجية رئيسًا لمجلس الوزراء اعتباطيًا أو جاء وفق نزوة عابرة. بل كان القرار حكيمًا ومدروسًا، وجاء في وقت وظرف استثنائي تشهد فيه المنطقة تحولات كبيرة على مختلف المسارات.

فالرجل (أي بن مبارك) قيادي محنك وسياسي ماهر من الطراز الرفيع عجنته الظروف.. عرفته منذ وقت مبكر حينما كان أمين عام مؤتمر الحوار الوطني، ومازالت تربطني به علاقات جيدة.

لم يكن الرجل يومًا انتقاميًا ولا متعجرفًا ولا متكبرًا لمنصبه، بل كان في كل المناصب التي تقلدها ذاك الوطني الغيور، الودود، الصدوق، النبيل في أخلاقه، يواجهك ببشاشة، ويدير عمله بصمت، صاحب علاقات واسعة داخلية وخارجية، فرض احترامه على الجميع.

ورغم ذلك كله، وفوق حذاقته السياسية الاريب بدهاليزها، وكفاءته القيادية والإدارية في قيادة دفة الحكومة إلاَّ أن هناك ملفات كبيرة تنتظره على الطاولة خلفتها السنون، وحلحلتها يحتاج منه جدولتها أولاً ومن ثم معالجتها وفق الأولويات بالتوازي مع قضية استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب كقضية مصيرية لا يمكن التخلي عنها.

ومع ذلك نثق بكفاءة السفير بن مبارك في قدرته على قيادة الحكومة وإعادة التعافي للاقتصاد الوطني خلال المرحلة الراهنة.

ولعل الأهم من هذا كله أن أي عمل لا يمكن أن يحقق النجاح المطلوب ما لم يكن هنالك تكاتف شعبي في المقام الأول وسياسي لمختلف القوى الوطنية السياسية الأخرى في المقام الثاني.

ما تتطلبه المرحلة المقبلة هو أن ننسى الخلافات وأن نتناسى الماضي بكل الآمه وأوجاعه وأن نضع أيدينا جميعًا بيد رئيس الوزراء بن مبارك وحكومته الرشيدة ومجلس القيادة الرئاسي، ونشمر السواعد لتجاوز المرحلة الراهنة، فعدونا جميعًا واحد هو المليشيات الحوثية الإرهابية التي لا نتفق معها لا شعارًا ولا أخلاقًا ولا مذهبًا ولا دينًا.

بغض النظر عن الدعم اللوجستي والاقتصادي والعسكري الذي قدمته وتقدمه دول التحالف العربي بقيادة الشقيقة المملكة العربية السعودية لرئيس الحكومة الجديد السفير بن مبارك الذي تربطه علاقات قوية ومتينة ويحظى بالاحترام والتقدير.

المهم في النهاية أن ندعم نحن كيمنيين هذه الحكومة باعتبارها سفينة النجاة، أو علها تكون كالقشة التي يتعلق بها الغريق متوهمًا النجاة فينجو الوطن وننجو جميعًا الى بر الأمان.

والله من وراء القصد،،،