الوزير الزعوري يشدد على العمل التشاركي لتنفيذ الإطار الاستراتيجي للحماية الاجتماعية
الإرياني: روح ثورة سبتمبر تتجدد رغم قبضة الحوثي الحديدية ومشروع الإمامة إلى زوال
وزير العدل يبحث مع السفيرة الهولندية سبل تعزيز دعم السلطة القضائية
اليمن يترأس الاجتماع الـ31 للجنة العربية لنظم الدفع والتسوية
معرض الصين الدولي للصناعة 2025 يعرض أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في التصنيع
المكتب التنفيذي بالمهرة يناقش أوضاع قطاع التعليم
وزير الصحة يبحث مع نائب ممثل اليونيسيف سبل تعزيز التعاون في المجال الصحي
السقطري يدشن مشروع إعادة تأهيل المحجر البيطري في عدن
مركز بكين للابتكار للروبوتات ذات الشكل البشري: رائد التكنولوجيا في الصين
محافظ حضرموت يناقش سبل توسعة وتطوير ميناء المكلا وتعزيز البنية القانونية
اليمن اليوم يقف عند مفترق طرق فالمعركة لم تعد محصورة في جبهات القتال وانا باتت أكثر تعقيدا مع دخول الاقتصاد كأحد أهم ساحات الصراع فما قاله رئيس الوزراء سالم بن بريك في حديثه الأخير ليس توصيف لحالة وانما إشارة إلى حقيقة جوهرية لا يمكن أن ينهض الاقتصاد بالشعارات ولا بالوعود وإنما عبر قرارات صعبة وانضباط مالي صارم وإرادة سياسية تعرف أين تضع أقدامها.
اللافت في حديث بن بريك أنه لم يتعامل مع الحكومة كجزيرة معزولة ولكنه ربط نجاحها بغطاء سياسي قوي من مجلس القيادة الرئاسي فالرسالة هنا واضحة تتمثل في الإصلاح الاقتصادي ليس أرقام وإجراءات ولكنه مشروع يحتاج إلى انسجام في الرؤية وتكامل بين السلطات حتى تستعيد الدولة ثقة الداخل وتستقطب دعم الخارج.
ومن زاوية أخرى كان لا فتا تحذير رئيس الوزراء للمجتمع الدولي من الاكتفاء بلغة القلق والبيانات المكررة ودعوته الصريحة إلى الانتقال إلى خطوات عملية تردع من يعرقل مسار استعادة الدولة فهذه النقلة من موقع المتلقي إلى موقع الفاعل تعكس إدراكه بأن اليمن لن يخرج من أزمته إلا بعمل منظم يشترك فيه الداخل والخارج لأن استقرار اليمن ليس مصلحة يمنية ولكنها مصلحة إقليمية ودولية.
وعلى الأرض هناك مؤشرات صغيرة لكنها تحمل دلالات كبيرة تتمثل في تراجع التضخم وتحسن سعر الصرف وانضباط في السوق ودعم سخي من الأشقاء في السعودية ساعد الحكومة على الوفاء ببعض التزاماتها تجاه الناس فهذه الخطوات الجزئية لا تكفي وحدها لكنها تمثل قاعدة يمكن البناء عليها إذا ما ترافق ذلك مع إصلاحات جذرية في الإيرادات والضرائب والجمارك وإدارة الإنفاق العام بشفافية تحصن العلاقة بين الدولة والمواطن.
التحدي الأكبر يظل قائما فميليشيا الحوثي تمارس حرب اقتصادية قذرة تستهدف إضعاف الدولة وتعميق مأساة الناس ومع ذلك الحكومة مصممة على المواجهة سواء عبر سياسات داخلية أكثر انضباط أو من خلال شراكات استراتيجية مع الأشقاء في السعودية والإمارات لإيجاد حلول مستدامة لمعضلات مزمنة مثل الكهرباء والطاقة بعيدا عن المعالجات المؤقتة.
الخلاصة أن رسالة رئيس الوزراء كانت واضحة فالحكومة لا تريد أن تكون إدارة أزمة وانما صانعة للحل وهذا ما يتجلى في خطة التعافي الاقتصادي 2025–2026 التي تراهن على تعزيز الاستدامة المالية ومحاربة الفساد واستعادة ثقة المواطن فقد تكون الطريق صعبة ومليئة بالتحديات لكنها أيضا مليئة بالفرص لمن يملك الإرادة والشجاعة واليمنيون اليوم بحاجة لأن يشعروا أن دولتهم تتحرك بثقة نحو المستقبل لا أن تبقى أسيرة أزماتها.