الرئيسية - دنيا الإعلام - اليمن بين كارثة السكان والموارد 
اليمن بين كارثة السكان والموارد 
الساعة 12:00 صباحاً البديل - صنعاء - رويترز

 كفاح اليمن الشاق لبناء دول حديثة قد يربكه نمو سكاني سريع وموارد متضائلة والفساد والصراعات الداخلية. قال رامون سكوبل وهو خبير مياه نيوزيلندي يعمل في اليمن: لا اعتقد ان هناك دولة اخرى في العالم.. قريبة الى هذا الحد من كارثة العلاقة بين السكان والموارد.
ونادرا ما يحتل اليمن وهو افقر دول الشرق الاوسط العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام الا عندما يتعرض سياح للخطف على ايدي رجال قبائل منفلتين او للقتل على ايدي مسلحين مرتبطين بالقاعدة.
ويحتل اليمن موقعا يطل على البحر الاحمر وخليج عدن وهما ممران حيوان لنقل النفط من الخليج الى اوروبا، وتجرف الامواج كل عام الافا من اللاجئين من الصومال واثيوبيا امام سواحله.
ويحظى اليمن موطن اجداد اسامة بن لادن زعيم القاعدة باهتمام مكثف في اطار الحرب التي تخوضها واشنطن ضد الارهاب.
ولم ينته جيشه بعد من سحق تمرد القبائل الشيعية الزيدية الذي بدأ قبل ثلاث سنوات في منطقة صعدة في شمال غرب البلاد والذي يعرف باسم تمرد الحوثي.
وفي الجنوب يهدد الغضب مما يتصور انه سلب من قبل الشمال الانجاز الرئيسي لصالح والمتمثل في اتفاقية عام 1990 والتي وحدت بين شمال اليمن التقليدي وجنوبه الماركسي.
وكثير من المناطق القبلية لا يزال خارج سيطرة الحكومة او يتحداها في بلد اشتهر بان كميات الاسلحة فيه تفوق اعداد البشر.

كارثة تلوح في الافق
ويلوح فوق هذه الصراعات ازمة اقتصادية بدأت بالفعل تشجع الاضطرابات وتهدد بدفع اليمن الى الوراء.
وقال عبد الكريم الارياني وهو مستشار مخضرم للرئيس اليمني لرويترز انه اذا لم يكن هناك انقاذ سياسي لليمن خلال السنوات الثلاث القادمة فان التحديات ستكون اكبر من الحوثيين او ما يسمى بالانفصاليين الجنوبيين.
وتابع قائلا ان شح الموارد الشديد في اليمن والمعدل المرتفع للغاية للنمو السكاني قدره ثلاثة في المائة والتضاريس الصعبة تجعل التنمية في حاجة الى موارد هائلة، مشيرا الى ان ذلك من سوء حظ اليمن.
وتضاعف سكان اليمن الى 22 مليونا منذ مجيء صالح للسلطة في اليمن الشمالي السابق في عام 1978 وقد يفقز الى 40 مليونا في السنوات العشرين القادمة اذا لم يتم التحكم بشدة في النمو السكاني.
وقال سكوبل الذي يعمل مستشارا مع هيئة المعونة الالمانية: الكارثة تلوح بمعدل اسرع مما يمكن لاي احد ان يتصور، واضاف ان المطر المتساقط على اليمن يكفي شعبا تعداده مليونان فقط.