الرئيسية - تقارير وحوارات - وكيل وزارة المياه والبيئة يتحدث عن مخاطر خزان صافر بالأرقام والجهود الحكومية لمنع الكارثة 
في حوار مع (الثورة)..
وكيل وزارة المياه والبيئة يتحدث عن مخاطر خزان صافر بالأرقام والجهود الحكومية لمنع الكارثة 
الساعة 04:48 مساءً الثورة نت/ حوار – علي العقبي
  • التلوث سيطال جميع الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.
  • ثلاثين مليون شخص في اليمن والمنطقة سيتأثرون من خزان صافر
  • ستون ألف صياد سيفقدون مصدر رزقهم ورزق من يعولون.

أكد وكيل وزارة المياه والبيئة القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة المهندس عمار ناصر العولقي أن خزان صافر العائم في ميناء رأس عيسى الذي يحمل مليون ومائة وستين ألف برميل برميل من النفط الخام، لايشكل تهديداً لليمن وبيئتها البحرية والساحلية فحسب بل تهديداً إقليمياً ودولياً لجميع الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن من قناة السويس شمالاً إلى خليج عدن جنوباً.
وتحدث الوكيل العولقي في حوار مع "الثورة نت" بالأرقام عن الأضرار والمخاطر البيئية والاقتصادية حال انفجرت ناقلة النفط صافر أو في حال وقوع تسرب نفطي منها، وقال إنها ستدمر الحياة البحرية وتخنق الأسماك وتقضي على الشعب المرجانية والنظم البيئية الفريدة لمئات الأميال البحرية على طول سواحل محافظة الحديدة وتعز وجنوب المملكة العربية السعودية على أقل تقدير، بالإضافة للأضرار الاقتصادية من إغلاق ميناء الحديدة كليا لأسابيع أو ربما أشهر بسبب التلوث، مما يعني تفاقماً للأزمة الاقتصادية  الحادة التي يمر بها اليمنيون.

إلى الحوار:

-    بداية مامدى دقة المخاوف الدولية من خزان صافر برأيك؟
هي بلا شك مخاوف حقيقية وواقعية، فخطورة خزان صافر العائم الراسي قبالة ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة فيما إذا حدث تسرب لكميات النفط الخام المخزونة بسبب عدم الصيانة ومنع الانقلابيين الحوثيين تفريغه أو حتى السماح للفرق الفنية بمعاينته منذ ٢٠١٥، هو بكل تأكيد ليس تهديدا لليمن وبيئتها البحرية والساحلية فحسب ، بل يشكل تهديدا إقليمياً ودولياً وسوف يؤثر التلوث البيئي على جميع الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن من قناة السويس شمالا الى خليج عدن جنوبا. 
وقد كانت الحكومة الشرعية اليمنية هي أول من دق ناقوس الخطر لهذا التهديد المستمر عبر جميع القنوات الدبلوماسية والرسمية، وقامت الهيئة العامة لحماية البيئة في أكتوبر ٢٠١٩ بإصدار تقرير فني عن المخاطر البيئية المتوقعة على بيئة البحر الأحمر والاضرار التي قد تلحق بالنظم البيئية الحساسة قبالة سواحل اليمن ودول الجوار، تم تسليمه رسميا عبر الأخ القائم بإعمال وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي إلى وزراء البيئة العرب في اجتماعهم السنوي وإلى أمين عام الهيئة الاقليمية للحفاظ على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن ومقرها في جدة.  كما تم تسليم التقرير البيئي الفني رسميا من رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة إلى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. 
هذا التحرك الحكومي وعلى وجه الخصوص التعاون بين وزارتي الخارجية ووزارة المياه والبيئة بإشراف مباشر ومتابعة من دولة الأخ رئيس الوزراء الفضل كان له أثرا كبيرا في لفت انظار العالم لهذه الكارثة وشيكة الوقوع ولقيت اهتماما دوليا وعالميا كبيرين كان آخره التحذيرات الصادرة عن السيد أنطونيو غوتيريش  الأمين العام للأمم المتحدة والذي حذر بأن أي تسرب نفطي كبير أو انفجار أو حريق لخزان صافر قد يكون له عواقب بيئية وإنسانية وخيمة على اليمن والمنطقة.

-    نريد بالارقام تأثير خزان صافر على البيئة البحرية في حال تعرض لأي خطر؟
بحسب البيانات الحكومية فإن الكميات المخزونة للنفط الخام في الخزان العائم صافر هي بحدود مليون ومائة وستين ألف برميل، وهي كمية كبيرة وإذا ما تسربت إلى البيئة البحرية المحيطة فإنها سوف تدمر الحياة البحرية وتخنق الأسماك وتقضي على الشعب المرجانية والنظم البيئية الفريدة لمئات الأميال البحرية على طول سواحل محافظة الحديدة وتعز وجنوب المملكة العربية السعودية على أقل تقدير.  وبحسب موسم الرياح وحركة السفن التجارية الكثيفة في باب المندب فإن التلوث إذا حدث لا سمح الله قد يصل الى خليج عدن وبحر العرب جنوباً وإلى قناة السويس شمال البحر الأحمر.  ويتوقع أن يسبب التلوث الكبير فقدان أكثر من ستين ألف من الصيادين لمصدر رزقهم، مما سوف يؤثر على مئات الآلاف ممن يعيلون ومئات الآلاف ممن يرتبط دخلهم بقطاع الأسماك عموما، كما سيؤدي الى انهيار جزئي لقطاع الأسماك في اليمن. 
وتتوقع بعض التقديرات العالمية أن يتأثر بشكل مباشر وغير مباشر أكثر من ثلاثين مليون شخص في اليمن والمنطقة، ولن تتعافى البيئة البحرية والساحلية من آثار التلوث النفطي إلا بعد عدة سنوات قد تصل إلى عشر سنوات. هذا بالإضافة طبعا للأضرار الاقتصادية من إغلاق ميناء الحديدة كليا لأسابيع أو ربما أشهر بسبب التلوث مما يعني تفاقما للأزمة الاقتصادية  الحادة التي يمر بها اليمنيون. 

-    مالمخاطر التي يشكلها خزان صافر على المحيط الاقليمي والدولي؟
يمثل البحر الأحمر أحد أهم البيئات الغنية في المنطقة  بما يحتويه من مستويات عالية من التنوع البيولوجي البحري وكذلك صناعات الصيد والسياحة فهناك ثمانية بلدان متجاورة تطل على البحر الاحمر والذي يعد بحر ضيق شبه مغلق مما يعني أن تسرباً نفطياً بكمية مليون برميل سيكون له تأثير فادح على المناطق ذات التنوع الحيوي في البحر الاحمر وخليج عدن، وسوف تشمل الأضرار تدميرا مباشرا لمحمية شمال جزيرة كمران وهي من أهم المناطق البيئية اليمنية والعربية لتجمعات اشجار المنجروف وايضا مناطق الشعاب المرجانية وانواع كثير من الاسماك والقشريات وكواجهة سياحية مهمة للغوص ومركز اصطياد سمكي ممتاز، حيث تم الاعلان عن جزيرة كمران كمحمية طبيعية رسميًا في عام 2009 ، وهي محمية تقع على مسافة قصيرة من موقع رسو سفينة صافر (الخزان العائم). كما أن التلوث النفطي سوف يؤثر على الرخويات والهائمات النباتية البحرية والطحالب والقشريات للبر الأحمر ويخنق النظم البيئية الغنية للطيور البحرية والبرمائيات والسلاحف التي تكون عادة من أهم ضحايا الانسكابات النفطية في البيئات البحرية. 

-    من يتحمل المسؤولية عن الاضرار التي ستخلفها صافر؟
تتحملها المليشيا الحوثية التي تسيطر على ميناء رأس عيسى وتمنع الفرق الفنية الوصول للفحص والمعاينة وتمنع تفريغ الخزان وتلغم البحر الأحمر، وتهدد بعدم الاقتراب وترفض جميع الحلول المطروحة وذلك لكي تهدد العالم بهذه القنبلة الموقوتة القابلة للتدمير في أي لحظة رغم أن الدمار الأكبر سيكون على اليمن وسواحل اليمن وقطاع الأسماك اليمني والإضرار بالاقتصاد اليمني عامة. 

-    وماهي الاجراءات اللازمة اتخاذها قبل وقوع الكارثة ؟
أهم إجراء هو تفادي الكارثة قبل حصولها  وليس التعامل مع الكارثة بعد وقوعها، فالضرر سيكون أكبر من التحمل، ولهذا فمن الضروري رضوخ الانقلابيين لضغوط الحكومة الشرعية والضغوط الدولية والقبول فورا بوصول الفرق الفنية لمعاينة السفينة وتقييم السلامة الصناعية للخزانات. 
فالجمهورية اليمنية والدول المحيطة لا تملك القدرات الفنية والهندسية لاحتواء كارثة بهذا الحجم فقد فشلت دول كبرى في احتواء تسريبات نفطية أقل بكثير من الكمية المخزونة في خزان صافر العائم. 

-    مالمطلوب على وجه السرعة اتخاذه تجاه خزان صافر؟
السماح بالمعاينة الفنية لفرق متخصصة لتقدير حجم الضرر ورفع التوصيات، ومن ثم تفريغ الكميات المخزونة في الخزان العائم صافر إلى سفن أخرى أصغر حجما ونقلها وتصديرها خارج منطقة الخطر.

-    كلمة أو رسالة تود قولها؟
نحن في الهيئة العامة لحماية البيئة ندق ناقوس الخطر مجددا فالتهديد الذي تمثله السفينة صافر هو تهديد جاد وحقيقي والكارثة ستكون مأساوية ومدمرة لبيئة البحر الأحمر وشواطئ وسواحل اليمن والمنطقة. وعلى العالم أن يتحرك بسرعة للتحرك الصارم تجاه الإنقلابيين وارغامهم على القبول بزيارة الفرق الفنية ثم السماح بتفريغ الحمولة كاملة وبشكل فوري.