الرئيسية - تقارير وحوارات - قسم اللغة الفارسية بجامعة صنعاء.. مشروع الحرس الثوري ضمن مخطط فرسنة اليمن
قسم اللغة الفارسية بجامعة صنعاء.. مشروع الحرس الثوري ضمن مخطط فرسنة اليمن
الساعة 07:36 مساءً الثورة نت/ تقارير - خاص

- يشرف على قسم اللغة الفارسية عنصر في الحرس الثوري يدعى مرتضى عابدين

- الحكومة اليمنية حذرت من تحويل جامعة صنعاء إلى وكر لمسخ الهوية اليمنية

- تحاول مليشيا الحوثي إيهام أتباعها أن استخدام اللغة الفارسية دليل على التحضر

 

منذ شهرين - وفي خطوة غير مسبوقة - تخرجت من جامعة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، أول دفعة في قسم اللغة الفارسية.
لم تكن الألسن هي الفارسية فقط في هذه العملية المخطط لها منذ عقود، والتي جرى تنفيذها منذ سيطرة ميليشيا الحوثي على جامعة صنعاء إثر انقلابها المشؤوم على الدولة في اليمن، بل إن هذه الخطوة انعكاس لحالة التبعية والارتهان الحوثي للمشروع الإيراني الفارسي في اليمن – وفق ما يؤكده مراقبون - تجلى ذلك في إطلاق اسم الإرهابي الصريع في الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" على الدفعة، لتصبح دفعة فارسية اللسان والفكر والمشروع معًا.
لم تكن هذه الخطوة اعتباطية، بل ضمن مخطط إيراني محكم، تنفذه ميليشيا الحوثي، لأهداف وصفت بأنها بالغة الخطورة تبدأ من تطييف المجتمع وتجريف الهوية الوطنية، ولن تكون آخرها إحلال الثقافة الإيرانية، وتحويل المدن اليمنية الواقعة تحت سيطرة التمرد الحوثي إلى ما يشبه المدن الإيرانية بصبغة فارسية بحتة، قاطعة الصلة بالهوية الوطنية والعربية.
بدايات حوثية.. نهايات فارسية

بدأ العمل على إنشاء قسم اللغة الفارسية بجامعة صنعاء منتصف 2016م، بإشراف مباشر من أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني بصنعاء يدعى مرتضى عابدين المقيم ضمن مشروع التغول الإيراني في اليمن باستغلال سيطرة الميليشيا الحوثية، وكان المخطط يقتضي إلغاء أقسامًا في الجامعة لدفع أكبر عدد من الطلاب للالتحاق بالقسم الفارسي، وهو ما حدث مؤخرًا مع تخرج الدفعة الحوثية الفارسية، حيث قررت ميليشيا الحوثي تعليق الدراسة في بعض أقسام الجامعة، فيما لا تزال تعتزم إغلاق كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصورة نهائية، وهي خطوة خطيرة تستهدف، بحسب أكاديميي التعليم الجامعي ستقضي على ما تبقى من سمعة لجامعة صنعاء.
لم يكن إنشاء قسم اللغة الفارسية في جامعة صنعاء إلا بداية لمشوار رهن اليمن للمشروع الإيراني قد انعكس مؤخرًا في الظهور العلني لمندوب الحرس الثوري الإيراني المدعو "حسن إيرلو"، كإعلان على تبعية الحركة الحوثية المتطرفة لنظام ولاية الفقيه.
وقد أكدت الحكومة اليمنية أن الميليشيا الحوثية بصدد تحويل جامعة صنعاء، من صرح أكاديمي يضاهي أعرق الجامعات العربية، إلى وكر لغسل عقول الشباب ومسخ هويتهم ونشر الأفكار المتطرفة وتدريس اللغة الفارسية وتمجيد رموز الإرهاب الإيراني الذي لم تسلم من إرهابهم دول وشعوب المنطقة، وعدّت - على لسان وزير الإعلام- هذه المظاهر دخيلة على ثقافة وهوية الشعب اليمني، تسعى ميليشيا الحوثي إلى نشرها في مناطق سيطرتها، وتؤكد من جديد حقيقة الدور التخريبي الإيراني.
واستكمالًا للدور الذي رسمته إيران، تعمل ميليشيا الحوثي على تلقين عناصرها المتخرجين ممن تسميهم دفع عسكرية وأمنية شعار الولاية الإيراني، بدًلا عن القسم العسكري الذي يدين بالولاء لله والوطن والجمهورية والوحدة والاحتكام للإرادة الشعبية، وفي الوقت نفسه تعمل على طمس الهوية الوطنية في قطاع التعليم بتغيير أسماء المدارس التي تحمل أسماء رموز وطنية، إلى أسماء ذات طابع سلالي، فيما تغيير المناهج الدراسية مستمر وفق ما يتطلبه المشروع العنصري الطائفي الامامي الذي ترعاه إيران الخمينية.
أهداف خبيثة
لقد بات واضحًا أن ميليشيا الحوثي تسعى إلى إيجاد شريحة مجتمعية من الشباب يجيدون اللغة الفارسية من خلال تعلمها في الجامعة اليمنية أولا ثم يرسلونهم في منح ودورات في إيران حيث سيصبحون ممثلي إيران ثقافة ومذهبا وسياسة أيضًا في المجتمع والدولة، ورغم ذلك تمارس طبيعتها في المخادعة حيث تحاول إيهام أتباعها أن استخدام لغة فارس دليل على التحضر في حين أنها ليست أساس لنظام تعليمي، فلجأت إلى خدعة المثاقفة بينما تهدف في الحقيقة إلى تقليص مساحة الثقافة العربية الأم لصالح هوية جديدة بلغة لا فائدة ترجى من وراء تعلمها.
ويرى مراقبون يمنيون أن هذه الإجراءات هي نوع من الهيمنة الفكرية الإيرانية المرتبط باللغة بما يؤدي إلى تهديد الأمن الفكري والثقافي واللغوي للمجتمع اليمني ويترك آثارًا سلبية على التنمية والتماسك الاجتماعي، كما أنها محاولة استعمار ثقافي إيراني متوهمين أن اليمنيين لا يعون هذا التأثير الخطير، كما يشددون على أن الهجمة الإيرانية الشرسة التي تنفذها بأياد حوثية مرتهنة تستوجب مواجهة حازمة للمشروع الإيراني وتحصين المجتمع، وبالأخص الشباب لمواجهة هذه الهجمة الموجهة نحو الفكر والثقافة والهوية.
تحدٍ وجودي للهوية
إن أخطر ما في الأمر هو التهديد الوجودي لمسألة الهوية الوطنية والقومية العربية، من قبل أدوات المشروع الفارسي، فاليمن والمنطقة إجمالًا يتهدد هويتها "الخُمينية"، ذلك المشروع الفوضوي الذي يريد فرض نفسه بالقوة والعنف، جنبًا إلى جنب مع نظرية حرث الأرض بجرف لغتها وثقافتها وهويتها وموروثها الحضاري، لصالح المشروع الفارسي، رغم حالة الرفض المجتمعية لما يعتبره اليمنيون والعرب عمومًا "نبتة فاسدة" لا يمكن أن يسمح لها أن تنمو في المجتمعات العربية، على أيدي مرتزقة خامنئي الذين أوغلوا في معادة المجتمع الذي يعيشون وسطه.
ورغم أن مشروع "فرسنة اليمن" يحاول أن يضرب بجذوره كما حدث في العراق ولبنان، إلا أن اليمنيين يدركون خطر التبعة الحوثية للمشروع وخطورة الخطوة الحوثية لتدمير العملية التعليمية وتجهيل اليمنيين ليسهُل لها اقتيادهم ضمن المشروع الإيراني العنصري العابر للحدود، وبالتالي فإن إحباط هذا المشروع وتفكيك الدور الإيراني في اليمن هو الحل للحفاظ على هوية اليمن في محيطه العربي والإسلامي، وذلك بإسقاط المشروع الإيراني، وبتر أدواته التي هي خنجر مسموم في خاصرة الأمة العربية.