إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية بمحافظة مأرب مركز الملك سلمان يوقع اتفاقية تعاون مشترك لتأمين المأوى للأسر المتضررة من السيول بحضرموت البديوي: الأسابيع الخليجية تعكس عمق الهوية المشتركة والوحدة بين شعوب دول المجلس محافظ الحديدة يدشن توزيع المساعدات الاندونيسية للمتضررين من السيول محافظ حضرموت يبحث مع منظمة نداء جنيف تعزيز بناء القدرات حول القانون الدولي الانساني قائد محور البيضاء يكرم خريجي الدفعة الـ12 تأهيل ضباط من منتسبي المحور واللواء ١١٧ مشاة الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك
د. احمد با حارثة –
قال أحد الشعراء في وصف الإنسان : وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر وإنني أستعير هذا البيت لأنقله إلى اليمن الذي يشغل مساحة صغيرة في العالم العربي الكبير الممتد من الخليج إلى المحيط ومع ذلك فوطننا اليمني على صغر مساحته قد انطوى على ما يشمله الوطن الأكبر من تنوع في كل شيء في الجغرافيا والمناخ والتاريخ والخصائص الاجتماعية بتعددها وتنوعها فإذا أخذنا التاريخ كمثال نلاحظ أوجه تشابه قلما تجتمع في قطر واحد منها أن الوطن العربي ككل قد تراوح بين أن تحكمه دولة واحدة بكل أقطاره وبين أن يتوزع بين دولتين أو أكثر وهو ما حدث في اليمن الذي تارة يحكم من قبل دولة واحدة تجمع أنحاءه تحت حكمها وتارة يتوزع تحت دولتين أو أكثر ومنها أن أجزاء من الوطن العربي قد وقعت تحت الاستعمار الأوروبي إما بالاحتلال أو ببسط النفوذ وأجزاء نجت من ذلك كله وهو ما نجده في اليمن فأجزاء منه بسط المستعمر الأوروبي فيه نفوذه أو احتلاله وأجزاء كانت بمنأى عنه . وهكذا دواليك . وكل ما ترتب على ذلك التنوع والتغاير في الوطن العربي الكبير أرضا وإنسانا سياسيا واجتماعيا وثقافيا حدث في اليمن وحدها ومع ذلك فنحن نطمع أن نلم شتات الوطن العربي في دولة واحدة ومن هنا تمثل وحدة اليمن بالذات تحديا لذلك المطلب القومي في مدى نجاحه وواقعيته لقد كانت وحدة اليمن تقدم بوصفها نواة للوحدة العربية الكبرى وليت من كانوا يطلقون ذلك التوصيف كانوا يعنون ما يقولون ويفقهون أبعاده . إن ما حدث في اليمن لأبعد ما يكون عن ذلك التوصيف لقد حدثت الوحدة التي كان يخشاها بعض المثقفين في مصر من مشروع الوحدة العربية عند طرحه في أوائل القرن الماضي حيث خشي بعضهم على خصوصية مصر وتميزها من هكذا وحدة وحدث صراع في الصحافة آنذاك بين المؤيدين الطامحين والرافضين المتوجسين وكان مطالبات المؤيدين أنه لا يشترط في الوحدة إلغاء التمايز وإذابة الخصوصيات وذهبوا يستشهدون بالوحدة البريطانية وأمثالها من التجارب الوحدوية في الغرب حيث يتعايش الشعب بكل تمايزاته المجتمعية في إطار دولة واحدة بحيث لا يطغى مجتمع على آخر ولا جهة على أخرى تماما كما يلتقي ماء النهر بماء البحر أو بحر معين ببحر مجاور فلا يبغي أحدهما على الآخر فما بالك بثلاثة أبحر في دولة واحدة كاليمن !! ومن ثم لم تشكل الوحدة اليمنية بنموذجها الحالي حالة مشجعة لتكرارها بل جعلت كل بلد عربي ينكفئ على نفسه خائفا على حالته وطبيعته الخاصة من أي ذوبان أو طفرة تغيير قد تجري عليه إذا ما فكر في وحدة مع دولة مجاورة ولاسيما إذا كانت تفوقه في بعض الجوانب الحساسة لديه . ومن ثم كنا بحاجة إلى نظام جديد لدولة الوحدة في اليمن يستوعب طبيعتها الفسيفسائية ومن ثم يكون صالحا لأن يكون نواة حقيقية لأي وحدة عربية مماثلة أو لأي دولة تريد أن تنضم معنا أو يصلح لأي تجمع إقليمي يطمح في إقامة وحدة إقليمية في إطار دولة واحدة أسوة باليمن كدول الخليج أو دول الشام أو دول المغرب . واليمن الدولة العربية المؤهلة لإعطاء النموذج الوحدوي الصالح لما ذكرته آنفا من سياقات تشابه فيه العالم العربي بأجمعه وهو ما تحقق في ختام مؤتمر الحوار الوطني التي نستشرف أن تتحول مخرجاته قريبا من أحبار على الورق إلى أخبار على الأرض .