مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يواصل برامجه ومبادراته التنموية في مختلف المجالات تأهيل كوادر بمصلحة الجمارك حول الرقابة على السلع الإستراتيجية في قطر شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية
الحلقة الأولى
● يتبين من خلال عدد من الحوارات التي أجريتها مع عدد من مناضلي الثورة اليمنية شهود تلك الملحمة ومن هئولاء على سبيل المثال, كل من: اللواء أحمد محمد المتوكل واللواء علي قاسم المؤيد اللذين كانا يعملان حينذاك في مكتب القائد العام الفريق حسن العمري واللواء عبدالله عبدالسلام صبرة قائد منطقة همدان في حصار السبعين والمقرب من الفريق العمري, واللواء علي محمد الشامي المسؤول المالي في حملة يسلح واللواء درهم بن ناجي أبو لحوم قائد الهجوم الأول على النقيل وأحد القادة الكبار في تلك الحملة والعميد غازي علي عبده العريقي قائد مدفعية تعز الذي أبلى بلاء حسنا في حملة يسلح والشيخ علي ناصر طريق قائد مجموعة كبيرة من قبائل مراد التي ظلت صامدة في حملة يسلح ومن معايشتي لكثير من وقائع ملحمة السبعين المجيدة ومن خلال الرؤية التحليلية الموضوعية لها بكل أبعادها والرقعة الجغرافية التي شملتها وانعكاساتها على مجمل النشاط السياسي والحربي على المستوى الوطني والإقليمي بل والعربي والدولي وبعد مضي خمسة وأربعين عاما على انتصارها, ما يلي:
إنه وبالنظر إلى تكرار الفشل في حملة يسلح وكثافة القوات المعادية في النقيل وعمقه الجغرافي شمالا وشرقا واستماتتها في الدفاع عنه وسهولة إمدادها بالرجال والسلاح والعتاد من امتدادها الجغرافي بمنطقة جحانةقاعدة تمويل القوات المعادية المهاجمة التي تتصل (جحانة) بمناطق تحت السيطرة الكاملة للقوى المعادية ابتداء من خولان حتى مارب شرقا ومنها حتى الجوف ونجران قاعدة الإمداد الرئيسية بالمال والسلاح والعتاد للقوى المعادية للثورة شمالا ونظرا للوجود الكبير والمكثف لأعداء الثورة في كل من قبائل: آنس ,عنس, بلاد الروس وسنحان وهي المناطق المحيطة بالنقيل من كل الجهات وغير ذلك من العوامل فإن القيادة السياسية والعسكرية قد رجحت أن يتم فك الحصار عن صنعاء من طريق الحديدة لعدة عوامل أهمها: 1- الاتصال الجغرافي المباشر لمنطلق الحملة بمحافظات: تعز وإب والبيضاء وهي محافظات يناصر أهلها الثورة ونظامها الجمهوري وقدموا في سبيل ذلك قوافل من الشهداء في كل جبال وشعاب وأودية اليمن التي شهدت مئات المعارك دفاعا عن الثورة وكذلك بعض من قبائل قيفة في محافظة رداع وقبيلة مراد. 2- إنه من الممكن بناء على ذلك حشد أكبر عدد من الرجال والسلاح والعتاد لتجهيز حملة عسكرية كبيرة قادرة على إنجاز الهمة. 3- إن من السهولة بمكان التواصل المباشر مع قوات الحملة أثناء التنفيذ وإمدادها لوجستيا بكل ما تحتاجه نظرا لأن المنطقة التي ستتحرك فيها آمنة ومتصلة وتساعد على تطوير المعركة بصورة مستمرة. 4- إن القوات المعادية في المنطقة المستهدفة في كل من بني مطر والحيمتين والجبال المطلة على صنعاء من جهة الغرب(عيبان وعصر) بعيدة عن قاعدة الإمداد الرئيسية في جحانة وأن أي مدد لن يصلها بسهولة ولا بالسرعة المطلوبة كما هو الحال في نقيل يسلح نظرا لبعد المسافة ولأن الطرق التي ستمر منها عبر منطقة سنحان غير آمنة, سواء تم نقلها بالسيارات أو بالجمال والحمير وذلك لأن تلك الطرق تحت سيطرة مدفعية قوات الثورة التي كانت ترصدها ليل نهار من كل من مواقع براش ونقم والمرماحة وفي مواقع الحفاء والنهدين بالإضافة إلى سلاح الطيران الذي كان غالبا ما يتصيد القوافل المعادية. 5- استحالة المدد الفاعل من جهة الشمال الغربي نظرا للسيطرة القوية للواء الثورة بقيادة المقدم أحمد علي الناصر والوحدات التابعة له على منطقة ثلا وكوكبان وحضور الشيخ وجبلي «النواش» و»حلب» التي تتحكم في السيطرة على المناطق الغربية والطرق المؤدية إلى المنطقة من جهة الشمال الغربي. وبفعل قوة الدور الاستراتيجي المهم الذي لعبته مدينة حجة الصامدة بصمود أهلها والعزيمة الفولاذية لمقاتلي لواء الوحدة والوحدات الملحقة باللواء من المدرعات والوحدات النظامية بقيادة الرائد علي محمد صلاح الدين والإشراف المباشر من قبل محافظ اللواء السيد محمد بن عبدالله الكحلاني والمشاركة الفاعلة لوجهاء ومشايخ وشباب وأهالي المدينة ومحيطها في إفشال مخطط الاجتياح الملكي الذي كان يقوده الإمام البدر بنفسه من جهتي الغرب والشمال الغربي الهادف إلى التقدم إلى صنعاء عبر السيطرة على حجة والتقدم شرقا للسيطرة على ثلا وكوكبان ومن ثم العاصمة وحرمان الملكيين من تحقيق أي تقدم من تلك الجهة. وكذلك استحالة المدد الفاعل من الجهة الشمالية نظرا لسيطرة قوات الثورة على مناطق: عمران ريدة خمر حوث وحرف سفيان والدور البارز والحاسم الذي لعبه الجزء الأكبر الموالي للثورة من قبيلة حاشد بقيادة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ورفيق دربه القائد والمقاتل الميداني الجسور المقدم مجاهد أبو شوارب وقائد منطقة عمران العقيد أحمد محمد الضلعي ومن معه من قْهال بقيادة الشيخ الرائد يحيى بن مجاهد القهالي والكتيبتين اللتين تم تشكيلهما في منطقة عمران من قْهال وبيت الضلعي والشيخ يحيى محسن الغولي وأصحابه الجمهوريين الدور الحاسم الذي لعبه كل أولئك في منع أي تقدم للقوات المعادية للثورة من الجهة الشمالية بل والقيام بعمليات هجومية قادها الشيخ عبدالله بنفسه والنقيب أمين أبو راس ومقاتلوه من بكيل في أكثر من موقع وأبرزها استعادة السيطرة على الجبل الأسود وحرف سفيان والمناطق المحيطة به والتحكم في الطرق الرئيسية من وإلى المنطقة وحرمان القوات الملكية من أي مدد رغم وقوع لواء صعدة الذي يتصل جغرافيا مع قاعدة الدعم الملكي الرئيسية في نجران تحت سيطرتها كما أوضحنا في موضع سابق من هذه الدراسة. 6- إنه باستثناء منطقة «القرن» في بني مطر التي يسيطر عليها مقاتلون مناصرون للملكية من أهالي الحدب وبني قيس فإن الطريق من الحديدة إلى منطقة بوعان في بني مطر كانت آمنة وكان الجمهوريون فيها يتحركون بسيارة الشيخ أحمد علي المطري والسيارات الأجرة المتاحة إلى الحديدة ليجلبوا منها بسيارات النقل احتياجات المنطقة من المواد الغذائية والسلاح والعتاد والمخصصات المالية الشهرية كما سبق الإيضاح. كما أن الطريق من صنعاء إلى قريتي «المساجد» و»مند» كانت شبه آمنة والوصول إليها ممكنا لأن قوات الثورة في كل من جبل الولي(فهد1) وبيت عذران والصباحة توفر لها الحماية ولا تستطيع القوى الملكية التحرك فيها بدليل أن الفريق العمري قد زار المنطقة في 18رمضان 1387هـ الموافق 19/12/1967 كما سبقت الإشارة وبحسب صحيفة الجمهورية في العدد الصادر في 20/12/1967 والتقى بالمقاتلين هناك وشد من أزرهم وكان ذلك في أوج الحصار. كما أن القوات التي هاجمت عيبان من جهة الغرب قد كانت منطقة تجمعها في قرية المساجد. 7- إنه وفي الوقت الذي كان فيه ظهر القوات المعادية التي تهاجم صنعاء من جهة الشرق محميا وآمنا من قبائل خولان وبني حشيش ونهم وامتدادها في مارب والجوف وحتى نجران فإن ظهر القوات التي كانت تهاجم صنعاء من جهة الغرب كان مكشوفا إلى حد كبير وأقل أمنا نظرا لوجود بؤر ثورية قوية في المنطقة الشمالية الغربية في كل من حجة وثلا وكوكبان وحضور الشيخ وبني مطر والحيمة الخارجية ثم امتدادها الجغرافي المتمثل في منطقة حراز وحتى الحديدة, وصولا إلى ألوية تعز وإب والبيضاء في الجنوب والشرق وتعزيز كل ذلك وهذا هو الأهم بتحرر الشطر الجنوبي من الوطن من الاستعمار البريطاني وإعلان استقلاله في الـ 30 من نوفمبر 1967م في ظل هذا الظرف العصيب التي تمر به ثورة سبتمبر فتحولت عدن من مركز للتآمر والعدوان على الثورة اليمنية إلى شريك فاعل في الدفاع عنها وعن نظامها الجمهوري.
ولذلك الغرض تم استدعاء المناضل الشيخ أحمد عبدربه العواضي من منطقته (آل عوض) إلى صنعاء التي وصلها كما تشير صحيفة الجمهورية في عددها رقم 487 الصادر في 13شوال 1387هـ الموافق 12يناير 1968م بالطائرة عبر تعز, في الحادي عشر منه. وفور وصوله عقد اجتماع مهم برئاسة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة الفريق حسن العمري وضم رئيس أركان حرب القوات المسلحة النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب ونوابه والقيادات العسكرية الرئيسية في فروع القيادة العامة والأسلحة الرئيسية وعددا من مشايخ البيضاء منهم الشيخ سالم عبدالقوي الحميقاني وتم فيه مناقشة الموقف العسكري والسياسي في ضوء ما تحققه القوات المسلحة من انتصارات يومية في ميادين المعركة في كل الاتجاهات المحيطة بالعاصمة بشكل عام وفي موقع جبل الولي (موقع اللواء العاشر) نقيل في رأس نقيل عصر بشكل خاص حيث تمكنت قوة اللواء العاشر المرابطة فيه(وفق صحيفة الجمهورية العدد482 الصادر في السابع من يناير 1968م) من سحق هجوم ملكي كبير وقتل (54)مهاجما وأسر ستة عشر منهم في السابع من شهر شوال 1387هـ الموافق السادس من يناير 1968م. وفي ذلك الاجتماع تمت كذلك مناقشة فكرة فك الحصار على صنعاء من الجهة الغربية عن طريق فتح طريق – صنعاء- الحديدة وأبدى المناضل الشيخ أحمد عبدربه العواضي استعداده لتنفيذ المهمة وتم إثر ذلك إعطاؤه المبالغ المالية اللازمة له لحشد أربعة آلاف مقاتل من لواء البيضاء وما جاورها وترحيلهم كما يقول اللواء أحمد محمد المتوكل إلى لواء الحديدة عبر لواء تعز بالتعاون الكامل مع قيادات الدولة في محافظات: البيضاء رداع تعز والحديدة وتحت الإشراف والمتابعة المباشرة للقاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري المقيم في الحديدة. وبعد أن انطلق المناضل الشيخ أحمد عبدربه العواضي إلى منطقته لحشد المقاتلين لتنفيذ الخطة كلف الفريق حسن العمري القائد العام للقوات المسلحة المقدم أحمد محمد المتوكل بالانتقال إلى محافظة تعز للترتيب لاستقبال المقاتلين الذين سيصلون من البيضاء وصرف له مبلغ أربعين ألف ريال كعهدة لمواجهة بعض احتياجات الحملة التي ستتحرك من تعز من الوحدات العسكرية المرابطة هناك. وحمل لذلك الغرض رسالتين من الفريق العمري لكل من محافظ اللواء العميد محمد عبدالولي وقائد اللواء المقدم محمد عبدالله الإرياني الذي تعين في 27/1/1968 خلفا للمناضل المقدم أحمد الفقيه طلب فيهما الفريق العمري من كل من المحافظ والقائد بحشد كل الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة في اللواء لإنجاح حملة العواضي وإيواء مقاتليه وتوفير سيارات النقل وكلف قائد اللواء بجمع كل ما يتوفر من الأسلحة الثقيلة وتحريكها مع الحملة صوب طريق الحديدة صنعاء. يقول اللواء أحمد محمد المتوكل: إن المجموعة الأولى من المقاتلين الذين حشدهم ألشيخ أحمد عبدربه العواضي وصلت إلى تعز معسكر الحوبان بقيادة الشيخ أحمد سالم العواضي في أواخر يناير 1968م وأن آخر مجموعة وصلت كانت بقيادة الشيخ أحمد عبدربه وكان المقاتلون من قبائل: آل حميقان آل الرصاص… آل الخضر. آل الوهبي. من البيضاء ومن قبائل حريب بيت مسعد وكذلك من قبائل بيحان. وانضم إلى الحملة بعد ذلك في الحديدة عدد من كبار الشخصيات الوطنية والاجتماعية من لواء إب بقيادة كل من المناضلين الشيخ عبدالعزيز الحبيشي والأستاذ عبدالحفيظ بهران ومعهما مجاميع يصل عددها إلى حوالي خمسمائة أو ستمائة مقاتل من أبناء اللواء يقودها عدد من المشايخ هم: النقيب مطيع دماج الشيخ عبدالكريم بادي من الشعر صالح العودي من العود الشيخ محمد علي الجمال من بعدان الشيخ سعيد ردمان من العدين. تم في تعز تجهيز الحملة بكل ما تحتاج من الذخائر والمهمات والبطانيات والزمزميات. كما تم جمع المدفعية الموجودة في كل من المركز الحربي وكتيبة المدفعية التابعة للواء وكانت عبارة عن: مدفع ميدان عيار 76 بقيادة الملازم محمد صالح مْديد تم سحبه من منطقة معبر لينضم إلى قوة حملة العواضي. مدفعين ميدان عيار 75ملم. ثلاثة مدافع م/ط عيار 37ملم. اثنين رشاشات ثقيل م/ط عيار 14.5 ثلاثة رشاشات ثقيل عيار 12.7. في ذات الوقت أمر محافظ اللواء العميد محمد عبدالولي وفق رواية اللواء احمد المتوكل بأن يتم جمع سيارات مشروع طريق تعز- الحديدة الذي ينفذه الاتحاد السوفييتي وعددها يصل إلى 75سيارة وأن تأخذ قيادة الحملة ما تحتاجه منها حتى تنتهي العملية وتعاد سيارات المشروع. تقرر أن تكون منطقة بيت الفقيه هي منطقة التجمع للحملة القادمة من البيضاء وتعز وكلف عامل ناحية بيت الفقيه المناضل الشيخ أحمد أمين نعمان بتوفير احتياجات الحملة من الطعام خلال بقائها هناك ثم انضم بعد ذلك إلى قوة الحملة وكانت له مشاركة فعالة في تلك العملية التاريخية. في الحديدة كان قد تم تعيين المقدم عبدالعزيز البرطي قائدا للواء في 27/1/1968 خلفا للعميد محمد عبدالله الفقيه اللوزي وتعين كل من:الملازم أول عبدالحميد المقحفي والملازم أول عبدالسلام نعمان مساعدين له والملازم أول مقبل فارع مديرا للتسلح باللواء.(صحيفة الجمهورية العدد(499)28/1/1968م.) كما كان هناك عدد من الضباط الكبار منهم المقدم أحمد الوديدي والمقدم صالح العريض والمقدم محمد عبدالله الفقيه اللوزي, الذي تعين مديرا لشؤون القبائل في اللواء وقد تعاون الجميع تعاونا ممتازا وبروح وطنية عالية خالية من كل أشكال الأنانية والاعتبارات الذاتية لإنجاح الحملة. وكانت كل التحركات والأنشطة الهادفة إلى تجهيز وإعداد الحملة تتم تحت الإشراف المباشر لرئيس المجلس الجمهوري القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني الذي كان مقيما في مدينة الحديدة ومحافظ اللواء المناضل النقيب سنان بن عبدالله أبو لحوم وبتعاون كل القيادات العسكرية والأمنية. تم تجميع قطع المدفعية الموجود باللواء وخاصة مدافع الدفاع الساحلي والجوي وبعض الرشاشات وما أمكن حشده من المقاتلين من الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري فكانت الحصيلة: 1- مدرعتين 6X6 من الحرس الجمهور وعليهما عشرون فردا بقيادة النقيب عجلان بن أحمد 2- مدرعتين 6X6 من الشرطة العسكرية وعليها عشرة أفراد. 3- سيارة جيب شرطة عسكرية وعليها ستة أفراد والمدرعة والسيارة كانتا بقيادة المساعد عبدالله أحمد عقلان ومعه عدد من الصف ضباط هم كما روى لي كل من:اللواء علي محمد الحاشدي والعميد حسن عبده غالب والعميد حسين محسن العروسي: المساعد(لواء حاليا) حمود ناجي فاضل قائد الطقم المساعد علي حسين الخولاني الرقيب حسين محمد الحذاري. بالإضافة إلى سيارة جيب أخرى بقيادة المساعد(عميد حاليا) حسن عبده غالب كحراسة تقرر أن تكون مرافقة للقائد العسكري للحملة العميد عبداللطيف ضيف الله حتى منطقة مناخة. 4- بعض قطع المدفعية بقياد النقيب حيدر الحرازي تتكون من: ا- ثلاثة مدافع ميدان 76. ب- اثنين مدافع م/ط 37. ج- ثلاث دبابات من الكتيبة الثالثة مدرعات التي كان يقودها المقدم عبدالعزيز البرطي قائد اللواء وكانت تتمركز دبابتها كما قال لي في مقابلة مسجلة معه في مناطق: عبس حرض مدينة الحديدة باجل جسر القدم. أسند رئيس المجلس الجمهوري قيادة الحملة العسكرية إلى العميد عبداللطيف ضيفالله الذي كان قد تعين هو والعميد حسين الدفعي مساعدين للقائد العام في 23/12/1967, في نفس التاريخ الذي تم فيه تشكيل حكومة العمري الثانية بعد حركة الخامس من نوفمبر 1967م وتعيين العقيد علي سيف الخولاني رئيسا للأركان للمرة الثانية بعد الحركة (صحيفة الجمهوريةالعدد 478الصادر في 24/12/1967 ص1) لكنه(الخولاني) اعتذر وظل النواب هم الذين يقومون بأعمال رئيس الأركان ثم غادر الحديدة إلى القاهرة. فتم تعيين النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب بالقرار الجمهوري رقم(1) لعام 1968م رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في السادس من يناير ( صحيفة الجمهورية العدد,(482)8/1/1968. وقد تم تكليف المقدم احمد محمد المتوكل بأن يكون مساعدا لقائد الحملة للشؤون المالية والإدارية الخاصة بالوحدات المشاركة من القوات المسلحة ومعه الملازم إسماعيل باعلوي من القاعدة الإدارية في اللواء الذي تسلم كل العهد المالية والتموينية والمهمات, أما الشيخ العواضي فقد كانت مخصصاته المالية بيده ينفق منها بشكل مباشر على مقاتليه الذين جاء بهم من لواء البيضاء وهم القوة البشرية الرئيسية التي كان يعول عليها في الاقتحام المباشر لمواقع الأعداء في المناطق التي كان يسيطر عليها الملكيون. تقرر أن تكون نقطة انطلاق الحملة هي منطقة باب الناقة فتم تجميع القوة إلى هناك وألزم محافظ اللواء النقيب سنان عبدالله أبو لحوم عامل باجل القاضي يحيى راصع بتوفير احتياجا الحملة من الطعام والشراب خلال أيام التجمع وقام الرجل بما أوكل إليه بكفاءة عالية واكتمل التجمع في الـ 25 من شهر يناير1968م دون أن تتحرك الحملة لأن قائدها كان لا يزال في الحديدة فأرسل القائد العسكري لمنطقة مناخة الرائد أحمد صالح دويد برقية من منطقة تجمع الحملة إلى محافظ لواء الحديدة النقيب سنان بن عبدالله أبو لحوم يستعجل فيها إلزام العميد عبداللطيف ضيف الله قائد الحملة بسرعة وصوله للضرورة لأنه في ذلك الوقت كانت قد ظهرت بوادر تجمع لقوات المتمردين في منطقة الحجرة الحيمة الخارجية ووصلت إلى رئيس المجلس الجمهوري في الحديدة برقية مؤرخة بتاريخ 28/1/1968 من الشيخ حمود الصبري (الذي كان على علم هو والشيخ أحمد علي المطري بالاستعدادات التي تجري في الحديدة وانتقل إلى مناخة للتنسيق مع قائد حراز النقيب نعمان بن قائد بن راجح لإنجاح خطة فك الحصار) يشعر الرئيس فيها بأن بعض مشايخ الحيمة الخارجية هم: (كما جاء في البرقية) العليي جريد داود وجوهر قد قطعوا الطريق في الحليلة وبني منصور وأنه أي الصبري باق في منطقة الزِون ينتظر وصول الجيش ليكون هو ومن معه في المقدمة, ويطلب الاستعجال خشية من تفاقم الموقف. وكان الملكيون قد فجروا أحد الجسور في منطقة الحليلة قبيل تحرك الحملة من الحديدة ببضعة أيام وسدوها في مكان آخر بعدد كبير من الصخور الكبيرة تم إنزالها من أعلى بواسطة التفجير بالبارود.. وتلت تلك البرقية برقية أخرى في اليوم التالي من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة الفريق حسن العمري إلى محافظ الحديدة يطلب فيها التعجيل بدفع الشيخ أحمد عبدربه العواضي مع أصحابه ومن يوجد بالحديدة للمهمة على وجه السرعة فالوقت لا يحتمل التأخير. وقد تمكن النقيب نعمان بن قائد بن راجح كما يشير النقيب سنان أبو لحوم في الجزء الثاني من مذكراته ص 294 من التنسيق مع مشايخ وأعيان المناطق التي ستمر منها الحملة ومن إقناع المشايخ الأربعة الذين أشارت إليهم برقية الشيخ حمود الصبري بعدم التعرض للحملة بل وتقديم العون لها. وشارك في ذلك النجاح بفعالية كل من الأستاذ عبدالحفيظ بهران والشيخ عبدالعزيز الحبيشي بمعاونة الشاوش حسين جهلان(وهو من أبناء الحيمة الخارجية ومقيم في لواء إب) فأصبح المشايخ الأربعة عامل نجاح للحملة وليس العكس وكفا الله الإخوة في الحيمة شر القتال وغادر الشيخ حمود الصبري ومن معه منطقة الزون إلى عرينه في المنار ومقهاية شغدر ليستعد لاستقبال قوة الحملة والمرحلة التالية من مهمتها. عندما حانت ساعة تحرك قوة الحملة من باب الناقة ذهب لوداعهم الرئيس القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني وألقى فيهم كلمة وطنية حماسية شحذت الهمم ورفعت معنويات المقاتلين وبشرهم بالنصر المؤزر للثورة ونظامها الجمهوري وحثهم على عدم إيذاء المواطنين في مناطق القتال وقال أنه سيكون معهم حتى النصر. وكان قوام الحملة لحظة الانطلاق: 1-2500مقاتل تقريبا من الجيش الشعبي بقيادة الشيخ أحمد عبدربه العواضي وهم قوة الهجوم الرئيسية. 2—500-600 مقاتل من الجيش الشعبي من لواء إب. وقد شكل قسم من أولئك المقاتلين كما يقول الأستاذ عبدالحفيظ بهران في شهادته عن حملة الحديدة(كتاب الرأي العام عن حصار السبعين ص 156) قوة حماية لتقدم الحملة ثم بعد ذلك لحماية الطرق والجسور من منطقة القدم في حراز وحتى منطقة القرن في بني مطر وشارك معهم في تلك المهمة مجموعة من الضباط التابعين لجبهة التحرير الذين تخرجوا من الكلية الحربية في مصر في الـ30من نوفمبر 1967م وتم إلحاقهم بقوة الحملة كما قال لي المناضل والباحث اللواء سالم بن علي حلبوب أحد أولئك الخريجين. 2- ثلاث دبابات بقيادة أحد المناضلين ومعه عدد من الضباط منهم النقيب مهندس احمد حمود السواري رئيس الشئون الفنية في الكتيبة. 4-ثلاث مدرعات 6X6 مسلحة برشاشات ثقيل عيار12.7 ورشاشات م/م وعليها جنود من الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري. 5-طاقم شرطة عسكرية. 6-أربعة مدافع ميدان عيار76ملم. 7-أثنين مدافع ميدان عيار75ملم. 8-خمسة مدافع م/ط عيار 37ملم. 9- ثلاثة رشاشات م/ط عيار 14.5 01-خمسة رشاشات ثقيل عيار 12.7ملم. 11-وحدة شق متكاملة بمهندسيها وعمالها وكمية من الألغام وعدد من سيارات النقل والقاطرات التي تحمل الديزل, والشحم, والبترول, ومعدات الإصلاح المختلفة وقطع الغيار وذلك من مكتب الأشغال والبلدية في لواء الحديدة بإدارة المهندس محمد إسماعيل مْريط. انطلقت الحملة من باب الناقة بعد ظهر ذلك اليوم الثلاثين من يناير1967م ووصلت إلى مناخة في العصر ومنها واصلت السير حتى منطقة «بني مرح» ووقفت هناك لمدة يومين كان أصحاب العواضي خلالها يشعلون النيران بكثرة في المرتفعات المحيطة بالطريق الذي توقفت عنده الحملة وبحيث يمكن رؤيتها من أماكن بعيدة من الجهة الشرقية والشمالية التي توجد فيهما قوى معادية وذلك بغرض إثارة الرعب في نفوس الأعداء كنوع من الحرب النفسية. كان النقيب نعمان بن قائد بن راجح وقائد منطقة مناخة الرائد أحمد صالح دويد قد عملا مع مشايخ حراز والشخصيات الاجتماعية في مناخة على حث المواطنين على تقديم العون للحملة فتكفل أهالي مناخة والقرى المحيطة وبسخاء كبير وطيب خاطر بتوفير احتياجات الحملة من الخبز والطعام مدة بقائها في بني مرح التي جاء إليها من الحديدة رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبدالرحمن الإرياني ليطمئن علي سير العملية ويشد من أزر القادة والمقاتلين. ثم انطلقت الحملة بعد يومين من التوقف وبعد أن تمكن المختصون من مكتب أشغال وبلدية الحديدة بقيادة المهندس محمد إسماعيل مْريط (الذي تطوع للمهمة من خارج المكتب وقد سبق له العمل في مشروع الطرق) والمهندس مبخوت المطري أحد مهندسي مكتب وزارة الأشغال بالحديدة, بواسطة وحدة الشق التي جاءوا بها من هناك من ردم الهوة التي أحدثها التفجير بالأحجار والتراب وتغطيتها بطبقة من الإسفلت جاءوا بها من منطقة الزون كما تمكنوا من إزاحة تلك الصخور الكبيرة التي سدت بها الطريق.