شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
> معلمون: حقائب بعض الطلبة تحوي أسلحة بيضاء وسجائر و»شمة«
>لدى عصابات المدارس أشكال معروفة.
>علم الاجتماع: الأسرة والمجتمع حلقة الوصل بين العنف والأطفال
أصبح العنف والانتقام ثقافة تتغلغل في أوساط الشباب في ظل تعدد الوسائط التربوية المختلفة والقضاء الإعلامي المتعدد أيضاٍ وتعتبر ظاهرة العنف المدرسي أسوأ نتائج مخرجات تلك الوسائط التي تنفث العنف في برامجها بشكل لافت حيث يظهر ذلك العنف على شكل تجمعات وعصابات تشتهر بها بعض المدارس الحكومية وخاصة المتواجدة في المناطق المزدحمة والعشوائية والتي يقل فيها الانضباط الأمني فتكون لتلك العصابات سطوة على البيئة المحيطة وهذا يشجع على الكثير من العنف في أوساط المراهقين والشباب وذلك واقع يعيشه المجتمع وتلعب عوامل عدة في خروجه إلى السطح. التحقيق التالي يبحث المشكلة ويناقش الأسباب والحلول:
* محمد الوتاري ولي أمر يرى بأن ظاهرة عصابات المدارس ظاهرة ملموسة يعيشها أولياء أمور الطلاب البنين تحديداٍ لأنهم يعانون من مشاكل هذه العصابات وقال: حدثت مشادات بسيطة بين طالبين تحولت إلى أعمال عنف مع استخدام الأسلحة البيضاء والعصي ويشرح لنا قصة ابنه مع تلك العصابات بالقول: تعرض ابني الأكبر وهو يدرس في الصف الأول الثانوي لحالة اعتداء من قبل مجموعة من الطلاب خارج المدرسة الذين انهالوا عليه بالضرب وانتهت الاشتباكات بطعنة لأبني في ساقه الأيمن بخنجر أحدهم ولم يْعرف الفاعل الذي ليس من نفس المدرسة فاضطررت بعد الحادثة إلى نقل ابني إلى مدرسة الكويت خوفاٍ على حياته. عبد الله المطري ولي أمر أبدى مخاوفه الكبيرة من خطورة هذا النوع من العنف ويقول: الخطر من تعرض الطفل أو الطالب للموت بيد صديقه أو بيد طفل في نفس عمره أثناء المنازعات أو الترصد للانتقام والمشكلة أن في أي تشاجر يتم الاستعانة بطلاب آخرين وليس شرطاٍ أن يكونوا من نفس المدرسة أو المنطقة بحيث لكل منطقة عصابة وفي الغالب تسمى العصابات بأسماء المنطقة وقد يكون من أفرادها أطفال صغار ومراهقين وشباب كبار وقد يستخدمون فيها الأسلحة حتى الرصاص والخطف من أجل الفدية أو لحل المشكلة أو الثأر. * أم محمد جياش ربة بيت تقول: تعرض ابني للضرب أكثر من مرة وكلما أحاول معرفة من المتسبب لا أستطيع فالجميع لا يقول من الفاعل الأمر الذي جعلني أن أرسل معه أحداٍ يحميه سواء في الطريق أو في المدرسة خوفاٍ عليه من العصابات والأولاد المتشردين الذين قد يهددون حياته. علامات انحراف * ويشخص صفوان مهيوب مدرس مادة علوم للصف الثامن علامات تلك العصابات داخل المدرسة وهنا يقول: أعرف الطلاب الذين يميلون للعنف والتعصب من خلال شكل ملابسهم وأثر الجراح المرسومة على وجوههم التي تدل على علامات الانحراف والعنف الذي يمارسونه ويعتبرون أكثر الطلاب إهمالاٍ واستهتاراٍ بالدراسة فتجد أغلبهم راسبين ويعيدون العام الواحد في ثلاثة وأربعة أعوام وغالباٍ نحن كمدرسين نتجنبهم تماماٍ ولا نحتك بهم أو نطالبهم بشيء كي لا ندفع الثمن!!
* ألطاف سويد معلمة بمدرسة نشوان الحميري تقول: يْعرف الطالب العنيف من خلال تعامله مع زملائه والمعلم كما أن عصابات المدارس تختلف عن بعض الطلبة الذين يمارسون العنف فهي عبارة عن شلل داخل المدرسة تضم مجموعة من الأصدقاء متفقون على أنه إذا تم الاعتداء على واحد منهم تقوم بقية العصابة أو الشلة بالانتقام وهذا يكثر في الصفوف الأساسية وهناك عصابات خارج المدرسة يكون أصحابها عبارة عن فتية يفتعلون المشاكل بين الطلاب وقد يستعينون بأطفال أو طلاب ليسوا من نفس المدرسة وهذا يكون أساسه المنطقة التي تتواجد فيها المدرسة. * الأخصائي الاجتماعي/ علي بكري الذي يعمل في مدرسة بمنطقة مسيك يقول: نقوم بحملات تفتيش للطلاب عندما يصلنا خبر بوجود مشكلة بين الطلاب وخلال حمله التفتيش نجد في الحقيبة التي من المفترض أنها حقيبة مدرسية تضم الدفاتر والكتب إلا أننا نجد أنها تضم أدوات حادة وأسلحة بيضاء (خناجر وسكاكين) متنوعة الأحجام والأشكال مع أن هؤلاء الطلبة في أعمار صغيرة من حيث التفكير لكن بكري يبدي استغرابه من ردة فعل أولياء الأمور الذين يتم استدعاؤهم لإخبارهم بما يوجد في حقائب أولادهم الذين يواجهون الأمر ببرود تام.
أنواع العنف * محمد عبدالعزيز مدرس مادة اجتماعيات بمدرسة فروة بن مسيك يصنف: العنف المدرسي بأخطر أنواع العنف على الطلاب سواء ضد بعضهم البعض أو ضد المدرسين ويعيد أسباب هذا السلوك إلى ازدحام الفصول الذي يؤدي –حسب قوله- إلى منازعات بين الطلاب يتم الاستعانة معها بشباب وأشخاص من خارج المدرسة مما يشكل عصابات في الحارات والشوارع ليترصدوا بعضهم البعض ما يؤدي إلى نتائج سيئة. * محمد الفقيه -أخصائي اجتماعي في مدرسة الصديق- يضيف إلى الأسباب عدم مراقبة الأسرة للطالب ويعتبر هذا الأمر السبب الأول في انتشار هذه الظاهرة وينبه إلى خطورة تعرف الطلاب على أصدقاء السوء الذين يقضون معهم أغلب الأوقات خاصة في فترة الأجازة الصيفية كما يشير إلى أسباب أخرى تقف وراء الظاهرة منها التفكك الأسري وعدم متابعة الآباء لأبنائهم بصورة مستمرة أيضاٍ. حمل الطلاب للأسلحة البيضاء والمسدسات والتي تزيد من أعمال العنف في الشوارع بين الشباب وتصل في كثير من الأحيان إلى المدارس. وعن أماكن تكاثر هذه العصابات يقول: محمد الحمزي وكيل مدرسة فروة بن مسيك: تزيد هذه الظاهرة في المدارس الحكومية التي تتواجد في الأحياء السكنية المزدحمة وأكد أن مدرسته تقوم بتفتيش الأطفال بشكل مستمر وقال: نجد مع البعض الخناجر والسكاكين والسلاسل والسجائر والشمة .. وغيرها من الأشياء التي تدل على تهيئة البيئة للعنف. ظاهرة – وبشكل علمي يتحدث الدكتور طاهر الحزمي علم اجتماع جامعة صنعاء بالقول: مشاهد العنف بين المراهقين ظاهرة معروفة وهي ظاهرة مرتبطة بالفوضى والاعتداءات وتبين أن ثقافة العنف والانتقام هي السائدة في ظل انشغال الأمن بقضايا أهم لذلك نجد أن نوازع الخير بداخل المراهقين والشباب تتضارب بمفاهيم مختلفة وتلعب الأسرة دوراٍ كبيراٍ من حيث تشجيع العنف في المجتمع فيجد المراهق فرصة في تهاون الأسرة بهذا الموضوع فيتخذ طريق التمرد والعنف والعدوان من خلال أعمال الشغب المنزلية والعصبية ورفع الصوت وقد يصل الأمر إلى التطاول على الآباء والأخوة بالضرب ثم ينخرط في الشارع مع أصدقاء السوء ضمن عصابات قد تْسبب له الخطر حيث يقوم بممارسة العنف تجاه مجتمعه الصغير في المدرسة وحمل السلاح الأبيض أو أي أدوات خطيرة إلى جانب التساهل في الدراسة والغياب المستمر والظهور بين أصدقائه بشكل معين من قصة الشعر والملابس المعينة والتدخين والإدمان وقد يصل الأمر لشرب الخمور وهنا يبدأ الانحراف في ملامح المراهق وطالب بإيجاد آليات للتوعية في المدارس ووسائل الإعلام والأسرة والمساجد لتلافي مثل هذه الظاهرة والتحذير من أخطار العنف وأثره على المجتمع والفرد. وسائل إعلام *الدكتور على العمار -أستاذ الصحافة المساعد بكلية الإعلام بجامعة صنعاء- أكد على أن لوسائل الإعلام تأثير أساسي وجوهري على طلاب المدارس خصوصاٍ في سن المراهقة وما دون ذلك فيما يتعلق بالعنف وقد أثبتت هذا التأثير العديد من الدراسات العلمية وقال: الكل يعلم ما يحدث هذه الأيام في كثير من المدارس من تجمعات للطلاب (أو عصابات) خصوصاٍ من قبل الطلاب الفاشلين والبعيدين عن متابعة أسرهم يقومون بتصرفات تتنافى مع سلوك الطالب السوي والمجتهد وذلك بالاعتداءات على كثير من الطلاب مقلدين في ذلك بعض أفلام العنف التي تبثها الفضائيات ونبه إلى خطورة انشغال الأسرة بالحياة الصعبة هذه الأيام حيث يعكف كثير من طلاب المدارس لساعات طويلة أمام التلفاز لمشاهدة كثير من أفلام العنف والتي تؤثر كثيراٍ في سلوكهم وتنعكس سلباٍ في تصرفاتهم في الأحياء وفي المدارس, وإلى جانب التربية الأسرية غير السليمة وتربية بعض الأسر أولادها على ثقافة العنف منذ الصغر وتشجيعهم على حمل السلاح وقد زادت هذه الظاهرة بشكل ملفت في الآونة الأخيرة خصوصاٍ مع تفشي ظاهرة الفوضى في المجتمع وغياب الأمن والاستقرار مما أدى إلى عدم وجود بيئة قانونية تحكم الطالب في المدرسة فأصبح المدرس أحياناٍ يتعرض للاعتداء وقد اشتهرت بعض العصابات في بعض الأحياء في الأمانة ومعروف أسماؤها وأماكنها دون أن تحرك الجهات الأمنية أي ساكن. وتمنى في الأخير على الأسرة أن تحرص على متابعة أطفالها ابتداء من تحديد الوقت للجلوس أمام التلفاز أو الإعلام البديل أو الجديد ومعرفة الأفلام أو المسلسلات التي يتابعونها وكذا متابعتهم في المدرسة ومعرفة مع من يجلسون أو يذاكرون ومحاولة شغل وقتهم بالدراسة والقراءة للحد من هذه الظاهرة السلبية. غياب الدور فيما اعتبر الدكتور أحمد المعمري علم نفس تربوي أن المرحلة العمرية من 12 إلى 16 سنة من أخطر مراحل العمر وتزيد خطورتها بقوله: في ظل غياب الدور الرقابي للأسرة يقود إلى خلل في نفسية المراهق وقال للمدرسة دور أيضاٍ في حل هذه الإشكالية لأن عصابات المدارس ناتجة عن سلوك انحرافي وظاهرة مجتمعيه تزيد يوماٍ بعد يوم في ظل التدهور الأمني وانعدام مبدأ العقاب والتطورات التكنولوجية ووسائل الإعلام وكل ذلك شريك في إيجاد بيئة منحرفة للمراهقين. وأوضح أن الحل النفسي للمشكلة يكمن في ثلاثة محاور رئيسية تبدأ بالجانب الاجتماعي (الأسرة) ونفسي من خلال توفير الباحثين النفسيين في المدرسة وثالث تربوي ينطلق من التوعية والتثقيف ضد العنف إلى إيجاد البديل والرقابة المستمرة من قبل الوالدين وقيام المدرسة بدورها في متابعة الطلاب ومعالجة السلوك المنحرف بالأساليب العلمية وتفعيل دور المجتمع والإعلام من خلال برامج التوعية وأضاف: يجب أن يعمل الآباء والمشرفون الاجتماعيون وقادة المجتمع المحلي والمؤسسات جنبا إلى جنب مع الطلاب والمعلمين والقائمين على الإدارة المدرسية. معالجات ممكنة * مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة محمد الفضلي أكد من جانبه أنه تم حصر هذه السلوكيات في مدارس معينة وتم معالجتها مع الوقت من خلال التوعية ومجالس الآباء والسلطة المحلية والجانب الأمني وكان للتوعية دور مهم داخل المدرسة من خلال طابور الصباح وحصص التوعية خلال الحصص الدراسية ومحاولة تأهيل الأخصائيين الاجتماعيين على كيفية احتواء العنف بين الطلاب والسيطرة داخل المدرسة وخارج محيط المدرسة لذلك خِفت هذه الظاهرة التي كانت مْركزة في مناطق معينة منها مدرسة (عمر المختار) ومدرسة (الحسن) و(الحورش) و(العلفي) .. وغيرها كما أن الإدارة القوية ومجالس الآباء والمجالس المحلية أسباب دافعة للحد من هذه الظاهرة.