الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - السياسية - الدكتور الزلب يدعو إلى تحرير الإعلام من الطابع الأحادي والتوظيف السياسي
الدكتور الزلب يدعو إلى تحرير الإعلام من الطابع الأحادي والتوظيف السياسي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* في إطار فعالياته المنتظمة والمتصلة بدوره في نشر المعرفة العلمية والعامة وإثارة النقاش حول عدد من القضايا التي تهم المجتمع عقد منتدى المعرفة بحضور عدد من أعضاء المنتدى والمثقفين والمهتمين. وفي الندوة التي أدارها مدير الاتصال والإعلام بالأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني محمد الأسعدي قدم أستاذ الإذاعة والتلفزيون المساعد بجامعة صنعاء الدكتور عبد الزلب محاضرة بعنوان: دور الإعلام في دعم مخرجات الحوار الوطني قدم في مستهلها عرضا موجزا للمشهد الإعلامي الراهن في ظل الانتشار غير المسبوق لوسائل الإعلام العامة من إذاعات وقنوات فضائية والتي تبث رسائلها الإعلامية في ظل وضع مضطرب ومتحرر من أية رقابة معيارية أو مهنية على أدائها مما زاد من تأثيرها السلبي في قيادة الصراع وفي إذكاء حدة الاستقطابات وتشويش وعي المجتمع. وتركزت محاضرة الدكتور الزلب حول عدد من الإجراءات رأى أنها ضرورية لضمان دعم فعال من جانب الإعلام لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتستهدف في المقال الأول إعادة هيكلة قطاع الإعلام من خلال: إنشاء إطار مؤسسي مهني يتمتع بالاستقلالية ويتولى الإشراف على الإعلام الرسمي والحزبي والخاص ومن خلال تشكيل فريق من الخبراء اليمنيين وغير اليمنيين تعهد إليه مهمة إعداد استراتيجية وطنية لتطوير الإعلام وفقا لمعايير علمية ومهنية دقيقة وإعداد مقترحات عاجلة لمعالجة الاختلالات الراهنة في العمل الإعلامي ومساعدة مؤسسة الرئاسة ورئاسة الحكومة على هذا الصعيد ويمكن أن يعمل هذا الفريق تحت إشراف الهيئة الوطنية العليا للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. واستعرض الدكتور الزلب جملة من الإجراءات المؤدية إلى تطوير قطاع الإعلام في اليمن وتشمل: إعادة النظر في الإطار القانوني الحالي للإعلام وإعادة تنظيم وهيكلة المؤسسات الإعلامية الحكومية وتنظيم مؤسسات الإعلام الحزبية والخاصة لتكون أكثر مهنية وأقل تحررا من الأجندات الحزبية والبحث عن استثمارات محلية وعربية ودولية لإنشاء منطقة حرة للإعلام بمحافظة عدن وإنشاء هيئة موحدة مستقلة لقياس الرأي. ودعا الدكتور الزلب في محاضرته إلى إعادة النظر في الأداء الراهن للإعلام انطلاقا من استراتيجية وطنية تعمل على إحداث تحول جوهري في طبيعة أداء الإعلام وخصوصا الإعلام الحكومي وتحريره من الطابع الأحادي ومن التوظيف السياسي وجعله أكثر ديمقراطية واستيعابا لتعددية الآراء خصوصا وأن الفضاء الإعلامي يشهد حاليا نمطا جديدا وتفاعليا من الإعلام. وفي السياق ذاته دعا المحاضر الزلب إلى تحويل الإعلام في اليمن إلى إعلام مؤسسات مهنية عمومية وخدمية واستثمارية. وشهدت الندوة تبادل الآراء وتقديم مداخلات مفيدة أثرت المحاضرة وركزت بشكل خاص على أهمية الإعلام الجديد من مواقع إليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في ظل العدد الهائل من المتابعين الذين يستقطبهم هذا النوع من الإعلام وفي ظل تحول المتلقي نفسه إلى صانع خبر وتوفر إمكانية لتطوير الخبر وإعادة توزيعه في الفضاء الإليكتروني. وأكدت المداخلات أهمية أن تقوم الهيئة الوطنية العليا للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وفي أقرب وقت ممكن بالدعوة إلى لقاء تشاوري مع المؤسسات الإعلامية لاستنهاض مسئولياتها الوطنية تجاه متطلبات دعم الاستقرار والانتقال الديمقراطي وتنفيذ مخرجات الحوار والتوعية الإيجابية بها وبما يسهم في الحد من الدور السلبي الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام في تشويش الوعي العام بشأن المرحلة الانتقالية ومخرجات الحوار. ونبهت المداخلات إلى أهمية إيجاد إطار ناظم لإذاعات الـ (أف أم) التي انتشرت بكثرة وتكاد تسيطر على فضاء البث بما لا يدع مجالا للمبادرات الاجتماعية في استغلال هذا الفضاء لتقديم رسائل إذاعية تعبر عن روح المجتمع وعن أولوياته.