أثناء تواجدنا مع مجموعة من الإعلاميين العرب والأجانب لتغطية التحضيرات والاستعدادات الجارية لإطلاق مهرجان اسطنبول السياحي الرابع للتسوق قبل أسبوعين وفي يوم أوشكت فيه شمس مدينة اسطنبول على الأفول والمشهد الغروبي الجميل يودع يوما كان نهاره بديعا في اسطنبول الآسرة دخلنا أحد المطاعم الراقية الموجودة في واحد من أهم وأفضل الأسواق (المولات) في المدينة مطعم يقدم وجبات من المأكولات العربية تشكل فيه المأكولات اليمنية ابرز الوجبات المقدمة وكانت مفاجأة جدا سارة بالنسبة لي كوني اليمني الوحيد في هذه المجموعة الإعلامية المميزة, حيث قدم الطعام وكانت البداية بالرشوش والملوح وتم تقديمه بطريقة يمنية أصيلة فوق صفحة سلة مصنوعة من الحشائش وقدم المندي والأرز البخاري وعند توزيع البرشور الذي يتضمن أهم وأبرز المأكولات وكان العنوان العريض «المطبخ اليمني» بارزا وشامخا في أعلى القائمة تتبعه عدد كبير من الأصناف اليمنية أخذت أشرح للزملاء أهمية كل صنف بالنسبة للمائدة اليمنية كم كانت سعادتي غامرة وأنا أرى الزملاء يأكلون متلذذين بمذاق الأكل والذي تم إعداده بطريقة يمنية ولعل أشهر المأكولات اليمنية في هذا المطعم «السلتة, الفحسة, المضبي, المندي, الحنيذ, الزربيان, المعصوبة, فتة مرق وعسل». النكهة اليمنية كانت حاضرة وبقوة في هذا الأكل اليمني الأصيل سألنا عن الطاهي عرفنا السبب فالطاهي يمني ومعد الرشوش والملوح يمني. أصررت على مقابلتهم والتحدث إليهم مع أنهم كانوا منشغلين بإعداد المأكولات وتوفير طلبات الأكل اليمني للزبائن الذين يمتلئ المطعم بهم. يقول الطابخ أحمد راشد المشهور بالمطعم بـ» أبو راشد» أن الأكل اليمني يحظى بإعجاب كافة الزوار ورغم أن المطعم يقدم أكلات عربية إلا أن الأكل اليمني طغى على بقية المأكولات التي يقدمها المطعم مع أن المطعم لم يمر على افتتاحه الكثير من الوقت إلا أن المطعم ذاع صيته وأصبحت شهرته واسعة بتقديم الأصناف اليمنية اللذيذة وبات يعرفه البعض بالمطعم اليمني. وما زاد المائدة في ذلك المطعم رونقا هو ذلك الإعداد الجيد للملوح والرشوش والتقديم اليمني الأصيل وهو ما يقف وراءه الأخ محمود عبده السامعي الذي يحرص دوما على الإعداد الجيد لهذا الخبز اليمني والمكمل للمائدة اليمنية في تركيا..