الدكتور ياسين سعيد نعمان اليمن: حذر من مخاطر الميليشيات الإيرانية في خطاب من بغداد
إعلان بغداد يدعو إلى الإيقاف الفوري لجميع الأعمال العدائية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة
القادة العرب يؤكدون الدعم الثابت لمجلس القيادة الرئاسي والحفاظ على اليمن وسيادته ووحدته
اللواء الأشول يعقد اجتماعاً موسعاً في مأرب ويشدد على رفع الجاهزية القتالية
اليونيسيف: قوات الاحتلال الاسرائيلي قتلت 45 طفلاً في غزة خلال يومين
انتخاب اليمن رئيساً للاتحاد العربي للرياضات المائية
الإرياني: إعادة جاهزية مطار صنعاء" بروباغندا حوثية لتضليل الرأي العام وتغطية الفشل
محافظ تعز يبحث مع المنسق المقيم للأمم المتحدة دعم مشاريع المياه
الجمارك تشارك في اجتماع حول المواد الإشعاعية والنووية في بروكسل
رئيس مجلس القيادة يدعو إلى تأسيس صندوق عربي للمساهمة في إعادة إعمار اليمن

حتى هذه اللحظة يعاني قاسم محمد قاسم (18) عاما من إصابته في الحرب التي دارت بين القوات الحكومية وتنظيم القاعدة الذي استولى على مدن محافظة أبين في منتصف 2011م.
قاسم كان عمره (15) عاما عندما تعرض لإصابة جراء سقوط قذيفة من طائرة حربية كانت تشن غارة جوية على أنصار التنظيم في يوليو 2011م أدت إلى بتر قدمه اليسرى.
يقول والده: لقد خسرت على علاجه (1.4) مليون ريال دون أن أتلقى مساعدة من أحد.
ويضيف: من حق ابني أن يحصل على تعويض لكن ولا أحد استجاب لنا فما كان علي سوى علاج قاسم وشراء طرف صناعي.
كان ابني يسير بقدمين, اليوم يذهب إلى المدرسة بقدم واحدة ويعاني كثيرا في حياته اليومية قالها والد قاسم بمرارة: كان قاسم قبل أن تصيبه القذيفة خارجا من المدرسة الواقعة في منطقة (المخزن) التابعة لمديرية خنفر بأبين وكان إلى جانبه ابن خاله (خالد محمد أحمد عبدالله) أدت القذيفة إلى بتر قدمه اليمنى أيضا وتوفى في نفس الحادثة عبدالناصر القادري (30) عاما.
كثيرون ذهبوا ضحايا الحرب التي أدت إلى احتلال مدينة أبين في منتصف 2011م.
ووفقا للإحصائيات الرسمية فإن (750) شخصا قتلوا وأصيبوا في تلك المواجهات.
عدد غير قليل من الإصابات لا زال يعاني منها الناس حتى كتابة هذا التقرير منهم قاسم وخالد اللذان يعانيان من الإعاقة. تنتهي الحرب وتظل المعاناة الرفيق الدائم للمصابين على مدى سنوات.
قاسم يؤدي امتحانات الثانوية العامة هذا العام رغم الإعاقة التي تحاول إبعاده عن التعليم أنه يرفض الإستسلام ويعمل جاهدا لإكمال دراسة الثانوية.
الحروب المتواصلة التي تفرضها جماعات العنف بتعدد مسمياتها في غير مكان وزمان توسع دائرة الموت والإصابات بين السكان.
حرائق الحرب تلك تأبى الإنطفاء.. تأبى مغادرة الساحة وإفساح المجال للحياة.
كثيرون يبحثون عن العلاج خارج اليمن جراء الإصابات التي تعرضوا لها في الحرب بعد أن عجزت المستشفيات اليمنية عن علاجهم تكاليف باهظة تدفعها الأسر المعدمة أملا في شفاء أبنائها كما فعلت أسرتا قاسم وخالد.. الأسر التي كانت تعتمد على الزراعة بدرجة رئيسية بالكاد توفر ما يكفي لإطعام الأبناء وفي حالة الإصابة تلك تضطر إلى بيع ما تملك لتوفير العلاج.
يؤكد والد قاسم أنه طرق الكثير من الأبواب الرسمية لتقديم المساعدة لعلاج ابنه غير أنه يجد صدودا في كل مرة يذهب بحثا عن المساعدة.
ضحايا ومصابو الحروب من حقهم الحصول على التعويض العادل جراء ما لحق بهم من أذى هذا لا يحدث مع الأبرياء خارج دائرة الصراع المسلح.. وغالبا ما يكون التعويض من الدولة لمصابي المتصارعين كما يحدث الآن في الحرب الدائرة بين الفينة والأخرى بعمران وكما حدث قبل ذلك في صعدة وأبين التعويض يحضر بقوة هنا ويغيب عن الأبرياء.
يقول والد قاسم: كان ابني يدرس ولم تكن له علاقة بما يحدث في أبين ولم يكن يفكر أنه سيكون ضحية لحرب امتدت لأكثر من عام.
بعد انتهاء الحروب لا أحد على المستوى الرسمي يهتم لأمر جرحى الحرب أو أسر الضحايا.. الكثير من الأسر في لحظة مجنونة وجدت نفسها بدون عائل.. الأطفال يبحثون عن الخبز فلا يجدونه حتى في براميل القمامة.
عبدالناصر القادري الذي توفي جراء القذيفة التي أصابت قاسم, وخالد كان يعول أسرة, ولديه أولاد يعانون اليتم اليوم والحاجة للعيش.
لا أحد يفكر بالضحايا سوى أسرهم ولا أحد يقدم المساعدة سوى أسرهم هذا ما فعله محمد مع ابنه قاسم ويفعله الكثيرون.