محافظ حضرموت يشهد مشروع "برق" لسرية المشاة في الهجوم بالذخيرة الحية محافظ تعز يؤكد الاهتمام بمعالجة القضايا المتعلقة بملف الشهداء والجرحى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 45,541 شهيدا هشلة يثمن دعم الامارات لبرامج التعافي للقطاع الصحي بشبوة شمسان: قيادة تعز ومجتمعها وكل أبناءها تقف إلى جانب الجيش وزارة الثقافة تنعي شاعر اليمن الكبير الدكتور سلطان الصريمي بن ماضي يثمن جهود منظمة رعاية الأطفال الدولية في حضرموت الأونروا تحذر من مجاعة وشيكة في قطاع غزة لقاء في عدن يناقش مشروع تصريف مياه الأمطار بشارع التسعين وزير الصحة يدشن استراتيجية مكافحة السرطان ويتفقد امتحانات الكفاءة المهنية
مع انقضاء الشهر العظيم يتبادر إلى الذهن ماذا بعد رمضان فنحن جميعٍا في حاجة إلى أن يستمر حالنا هذا طوال العام على نفس النهج الذي كنا عليه في رمضان ولئن كان شهر رمضان المبارك قد انتهى فإن عمل المسلم لا ينتهي إلا بمفارقة روحه فماذا بعد رمضان وما استفدنا من مدرسة الصيام¿و ما الدروس التي يمكننا أن نخرج بها من تلك الأيام الفاضلة ¿ حول هذا وأكثر كان لنا اللقاء التالي مع الدكتور خالد الحوباني -أستاذ علم التفسير وخطيب مسجد الأنوار.
بداية ماذا استفدنا من مدرسة الصيام¿ وما الدروس التي يمكننا أن نخرج بها من تلك الأيام الفاضلة التي قضيناها في العبادة وتلذذنا فيها بالطاعة¿ الدروس كثيرة لكننا سنذكر جزءاٍ منهاº لكي يكون رمضان لنا محطة تغيير نحو الأفضل في حياتنا ولكي نستفيد من هذا الشهر الكريم فيلقي بظلاله على كافة شهور العام فنكون بذلك حققنا ما يصبو إليه الصيام من فوائد ومنافع. أما أول الفوائد من دروس رمضان والصيام فهو درس التقوى والتقوى وصية الله للأولين والآخرين من عباده فقال عز وجل: (وِلِقِدú وِصِيúنِا الِذينِ أْوتْوا الúكتِابِ من قِبúلكْمú وِإيِاكْمú أِن اتِقْوا اللِهِ) ومعنى التقوى تقوى العبد لربه: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه إنه مفهوم عظيم كبيرº إذ الصائم في رمضان كان مستشعرٍا لهذا المعنى أثناء صيامه فمبدأ التقوى هو السرْ الحقيقي في الصوم ومن ثم ينبغي لنا بل يجب أن نستشعر مفهوم التقوى في جميع مناحي الحياة في رمضان وبعد رمضانº إذ التقوى ليست محصورة في أيام أو في عبادات أو معاملات معينة بل التقوى شاملة لحياة المسلم كلها إن معنى التقوى أي اتق عذابه بطاعته اتق سخطه برضوانه اتق الكفر بالإيمان اتق الشرك بالتوحيد اتق إتلاف المال بحسن كسبه اتق سِخِطِ الله عز وجل بحسن إنفاق المال اتق الله في حواسك بأن تجعلها في طاعة الله اتق الله في عينيك بأن تِغْضها عن محارم الله اتق الله في أذنيك بأن لا تسمع بها إلا الحق اتق الله في لسانك بأن لا تقول إلا الصدق والحق وأن تنزهه عن ما حرِم الله من الغيبة والنميمة والكذب وغيرها.. التقوى تكون مع نفسك بأن تلزمها الحق وتكفها عن الباطل قال تعالى(يِا أِيْهِا الِذينِ آمِنْوا اتِقْوا اللِهِ وِآمنْوا برِسْوله يْؤúتكْمú كفúلِيúن من رِحúمِته وِيِجúعِل لِكْمú نْورٍا تِمúشْونِ به). التقوى مع أولادك بأن تجنبهم مواطن الردى (يِا أِيْهِا الِذينِ آمِنْوا قْوا أِنúفْسِكْمú وِأِهúليكْمú نِارٍا وِقْودْهِا النِاسْ وِالúحجِارِةْ) التقوى مع غيرك أن تعاملهم بما يرضي الله.. المسلم الذي يتقي ربه تكون تقوى الله ومراقبته حاضرة معه في كل مكان في بيته وفي عمله مع نفسه ومع زوجته ومع أولاده ومع زملائه حينما يكون مع الناس وعندما يخلو بنفسه لا يراه إلا رب الناس. هذا أول الدروس المستفادة من رمضان أما ثاني الدروس وهو درس من الأهمية بمكان وهو درس الإرادةº فالمسلم في رمضان يخالف عاداته ويتحرر من أسرها ويترك مألوفاته التي هي مما أحل الله لعباده فتراه ممتنعٍا عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان امتثالاٍ لأوامر الله عزوجل وهكذا يصبح الصوم عند المسلم مجالاٍ رحبٍا لتقوية الإرادة الجازمةº فيستعلي على ضرورات الجسد ويتحمل ضغطها وثقلها إيثارٍا لما عند الله -تعالى- من الأجر والثواب. إن هذا الدرس العظيم يقودنا إلى أن نعرف حقيقة في النفس البشرية أنها قادرة -بعد توفيق الله سبحانه- بإرادتها وعزيمتها على الابتعاد عن الحرام وعليه فمدرسة رمضان كانت درسٍا مجانيٍا لإخواننا المدخنين بأنهم بإمكانهم ترك هذه الآفة الضارة متى ما قرروا ذلك وسألوا قبل ذلك وبعده العون من الله سبحانه. ثم إن من أعظم الدروس المستفادة من هذا الشهر العظيم درس المداومة على الطاعةº فشهر رمضان الكريم موسم تنوع الطاعات والقربات إذ المسلم في هذه الأيام الفاضلة يتقلب في أنواع من الطاعات والعبادات وهو مع ذلك كله حريص عليها فإذا كان رب رمضان هو رب جميع الشهور كما نعلم فحريَ بالمسلم أن يخرج من مدرسة رمضان بإقبال على الصلاة والخشوع فيها وصلاتها مع جماعة المسلمين حريَ بالمسلم أن يجعل من القرآن الكريم منهج حياة له بتلاوته وتدبره ما أجمل أن يداوم المسلم على قراءة القرآن بعد رمضان! وأن يجعل له وردٍا يوميٍا يقرؤه فيعيش مع القرآن ويكون له بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها. لقد صلينا في رمضان صلاة التراويح والتهجد ووجدنا فيها لذة المناجاة وعظم سماع القرآن فلنجعل من هذه الدروس مثالاٍ لنا بأن نجعل من ساعات الليل نصيبٍا من صلاتنا وتقربنا إلى الله ولا يغلبن أحدنا عن صلاة الوتر كل ليلةº ففيها الأجر العظيم من الله. إن من أجل حكم الصيام غرس القيم والفضائل والخلق الحسن في نفوس الصائمين والصوم ليس حرمانٍا مؤقتٍا من الطعام والشراب بل هو خطوة لحرمان النفس من الشهوات المحظورة والنزوات المنكرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” رواه البخاري. لقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاٍ واضحٍا لحسن الأخلاق في شهر رمضان حين قال صلى الله عليه وسلم : “… فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني امرؤ صائم”. فيرسم النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر هذا المثال أوضح المعاني على تأثْر الصائم الكريم بالأخلاق الفاضلة. إن الأخلاق الفاضلة التي يدعو لها الإسلام تكفل للمتصف بها أعلى المنازل في الجنة وأفضل المنازل في قلوب الناس. إن لكل شيء علامة وقد ذكر العلماء أن من علامة قبول الحسنة أن يتبعها العبد بحسنة أخرى. فما هو حالنا بعد رمضان¿ أقول لمن يقصر بعد رمضان الله عز وجل قال- لنبيه – صلى الله عليه وسلم -: “واعبد ربك حتى يأتيك اليقين” وقال – سبحانه – قبل عن عيسى – عليه السلام -: “وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياٍ “لقد انقضى شهر رمضان بأيامه ولياليه ودقائقه وثوانيه ولئن كان ذلك الشهر موسماٍ عظيماٍ من مواسم الخير والطاعة فإن الزمان كله فرصة للخير والتزود للدار الآخرة وليست العبادة خاصة بشهر رمضان بل الحياة كلها عبادة قال الله – تعالى-: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) أقول لمن يقصر بعد رمضان هل تخرجت في مدرسة التقوى في رمضان فأصبحت من المتقين¿ هل خرجت من رمضان وعندك عزم الاستمرار على التوبة والاستقامة¿ هل أنت أحسن حالاٍ بعد رمضان منك قبل رمضان¿ إن كنت كذلك فاحمد الله وإن كنت غير ذلك فابك على نفسك فربما أن أعمالك لم تقبل منك وربما أنك من المحرومين وأنت لا تشعر لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون بين الخوف والرجاء كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهمْ على أحدهم أقبل الله منه ذلك أم رده عليه¿هذا حال التابعين فما حالنا اليوم وما الواجب علينا¿ والله إن حالنا لعجيب غريبº فوالله لا صلاتنا كصلاتهم ولا صومنا كصومهم ولا صدقتنا كصدقتهم ولا ذكرنا كذكرهم!!لقد كانوا يجتهدون في العمل غاية الاجتهاد ويتقنونه ويحسنونه ثم إذا انقضى خاف أحدهم أن يرد الله عليه عمله.وأحدنا يعمل العمل القليل ولا يتقنه ولا يحسنه ثم ينصرف وحاله كأنه قد ضمن القبول والجنة.فيا أخي عليك أن تعيش بين الخوف والرجاء إذا تذكرت تقصيرك في صيامك وقيامهم خفت أن يرد الله عليك ذلك وإذا نظرت إلى سعة رحمة الله وأن الله يقبل القليل ويعطي عليه الكثير رجوت أن يتقبلك الله في المقبولين
كلمة أخيرة¿ أدعو الله أن يحفظ اليمن وشعب اليمن من كل مكروه.