الرئيسية - سياحة وتراث - مهرجان صيف صنعاء السياحي.. تجسيد واقـــــــعي للموروث اليمني الأصيل..
مهرجان صيف صنعاء السياحي.. تجسيد واقـــــــعي للموروث اليمني الأصيل..
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■فعاليات تراثية وفلكلورية متنوعة وحضور كل المحافظات اليمنية ■ مشاركات محلية وعربية وأجنبية واسعة ■ د/سلام.المهرجان مظهر من مظاهر المدنية الحديثة التي ينشدها كل اليمنيين ■ سعيد:السياحة بهذا المهرجان تسعى إلى صنع السلام وتعميق الوحدة الوطنية

بعد عام من الفراق يتجدد اللقاء مع مهرجان صيف صنعاء السياحي السابع 2014م والذي أحتوى هذا العام على فعاليات ومناشط كثيرة ومتنوعة محلية وعربية وأجنبية. وشهد المهرجان هذا العام توسعاٍ في الفعاليات وفي المساحة وعدد المخيمات وكذا المشاركين بيد أنه شهد اختصاراٍ في الوقت حيث نظم العام الماضي ليشمل (15) يوماٍ وهذا العام تم اختصار الوقت إلى (8)أيام مع أن الفعاليات أكثر وكذا المشاركات وكان التراث اليمني والموروث الشعبي حاضراٍ وبقوة هذا العام وبصورة لم يسبق لها مثيل.

وما ينبغي الإشادة به وذكره في هذا المقام هو المتابعة والتواجد المستمر “اليومي” لوزير السياحة الدكتور قاسم سلام وتجوله في بين المخيمات وحضوره للفعاليات والأنشطة وكذا التواجد اليومي لقيادات الوزارة’ وكلاء الوزارة ومدراء العموم وحتى الموظفين ومتابعتهم لمجريات الأمور.. وهنا يقول الدكتور قاسم سلام في تصريح لــ”الثورة”: المهرجان يظهر كل يوم بصورة أفضل من اليوم الذي سبقه وهذا ربما يرجع لسببين الأول أن اليمن يتجدد يومياٍ وبالتالي ملامح الحوار والمصالحة والاصطفاف الوطني كل يوم يبدو أكثر وضوحاٍ وبالتالي فاليمن لن يعود إلى الخلف ولن يتراجع عن مشروعه الحضاري لبناء الدولة المدنية الحديثة وهذه المظاهر التي نراها في المهرجان وهذا المهرجان ذاته ليت إلا جزءاٍ من مظاهر الدولة المدنية الحديثة والجمهور كان متعطشا لسماع الفن والاستمتاع والترفيه وسماع اللحن والوتر بدلاٍ من صوت الرصاص والمدافع. وأكد سلام أن هذا المهرجان جاء في موعده وبالتالي فهو يعتبر ردا على لغة الحرب بكلمة المحبة والتصالح والوئام التي حرصنا أن تكون الرسالة التي يقدمها المهرجان. المحافظات مشاركة تعد مشاركة المحافظات جميع المحافظات اليمنية والتي تم تقسيمها بحسب الأقاليم كل إقليم حددت له خيمة كبيرة يبرز في خلالها فلكلور وفنون وموروث المحافظات التي تقع في نطاقه وكانت جميع المشاركات متميزة عكست فيها ما كان يجهله العامة وربما أصحاب القلم والكلمة عن موروث وفلكلور تلك المحافظات من حرف يدوية ورقصات شعبية وإنشاد وغناء وعادات وتقاليد وأزياء شعبية وقد لعبت مكاتب السياحة في المحافظات دوراٍ كبيراٍ في سبيل إظهار الصورة الرائعة لكل محافظة في المهرجان. يقول الأخ محمد المعافا مدير عام مكتب السياحة في محافظة عمران:سعدنا كثيراٍ للمشاركة في هذا المهرجان الكبير وهي المشاركة الأولى لمحافظة عمران في صيف صنعاء ولذلك حرصنا على أن تكون مشاركتنا عند مستوى هذا الحدث من حيث التميز والتنوع والسعي إلى أن تحوي الفلكلور والموروث الشعبي في عمران خاصة الموروث المنقول غير الموثق وهذا المهرجان يشكل في ظل الأوضاع المتوترة في البلد ملطفاٍ وبلسماٍ ويحمل رسالة للداخل والخارج أن اليمن بخير. وأشاد المعافا بالتنظيم الرائع للمهرجانمتمنياٍ أن يتم إقامة هذا المهرجان في أماكن مختلفة من صنعاء ولا يتركز على مكان واحد أو أن يتم تنظيمه كل عام في منطقة سياحية. ودعا “المعافا” إلى تمديد المهرجان فالأسبوع فترة قليلة وغير كافية خاصة مع وجود كل المحافظات التي بذلت مكاتب السياحة فيها جهوداٍ كبيرة في التنظيم والأعداد وشكل المهرجان فرصة للالتقاء بين المكاتب وتجسيد رسالة بأن اليمن لحمة واحدة وشعب واحد. أماكن بيئية * لعل أبرز ما يميز مشاركة المحافظات تلك المشاركة التي حاكت البيئية والموروث والحياة في عدد من المحافظات وهي القرية التهامية والحياة الشبوانية- والحياة الماربية- وكذلك بيت التراث الصنعاني الذي قدم جزءاٍ من عادات وتقاليد صنعاء القديمة فمثلاٍ إذا ما أخذنا ركن الحياة الشبوانية لوجدناه يبرز نمطاٍ من الحياة الشبوانية للبدو والرحل حيث يقول الأخ حامد المحضار مدير متحف حبان بشبوة ومسئول هذا ركن التقليدي الجميل:هذا الجزء من المهرجان والذي خصص لتقديم الحياة الشبوانية يحمل الكثير من التنوع حيث شاركت جمعية المرأة بشبوة بتقديم جاب من المنتجات والحرف اليدوية الخاصة بالمحافظة وتم أيضا إنشاء خيمة الشعر وهي الخيمة المخصصة للبدو الرحل والتي يسهل تركيبها وقلعها أيضا وقدمنا نموذجا من الحياة الشبوانية للبدو الرحل من كرنفالات وأهازيج وفلكلور شعبي ورقصات وكذلك كان الشعر حاضراٍ وبقوة بالإضافة إلى صوت الدان بالإضافة إلى الكتب التي تتكلم عن تاريخ وحضارة شبوة ونموذج مصغر ار للبئر ولا ننسى الضيافة حيث قدمت القهوة الشبوانية والكعك والحب الشبواني والجلجل المحمص والدوم. وأشاد المحضار بهذه التجربة التي وصفها بالناجحة والمتميزة كونها أتاحت الفرصة لهم ولكافة المحافظات أن تبرز موروثها الشعبي لكي يتعرف اليمنيون على ما يجهلونه من موروثات لكافة المحافظات. ولفت إلى أن الأزياء الشبوانية كان لها مساحة حيث أن الفرقة التي تقدم الرقصات والأهازيج كل يوم ترتدي زياٍ شبوانياٍ مختلفاٍ وهناك نمطان من الأزياء النمط الجبلي أو الرملي والنمط الثاني المحلي أو المدني.. حرف ومشغولات يدوية * يخصص المهرجان مساحة كبيرة للحرف والمشغولات اليدوية حيث وصل عدد المشاركين من جمعيات ومراكز وحرفيين إلى أكثر من “55” مشاركة جسدت في مجملها ما يمتلكه اليمن من حرف ومشغولات يدوية بعضها تقليدي صنع بشكل كامل في اليمن والبعض الآخر صمم في اليمن ويحاكي المنتج اليمني التقليدي ولكنه صنع في الخارج ومن المشاركين في هذا المهرجان مؤسسة ريدان الندبة للتراث والتنمية والتي التقينا رئيسها الأخ عبدالعزيز العقاب وتعرفنا من خلاله على نوعية مشاركته بهذا المهرجان وكيف ينظر إلى هذه المشاركة خاصة أنه يشارك في كافة دورات المهرجان منذ العام 2006م ولم يتخلف عن دورة أو موسم لهذا المهرجان يقول العقاب: قدمنا في هذه المشاركة نماذج من أعمال المؤسسة التي تعنى بالتراث وتطوير الأزياء التقليدية ومزجها بروح العصر وهذا ما قدمناه في المهرجان وهذا المهرجان أضحى فرصة ومناسبة عظيمة ننتظرها كل عام لإبراز الموروث اليمني والفلكلور الشعبي ولعل ما يميز المهرجان لهذا العام هو اشتماله لكل اليمن من خلال مشاركة كل المحافظات وكذا ازدياد المشاركات العربية والأجنبية والتنظيم الرائع والدقيق رغم كثافة الفعاليات وهذا يحسب للقائمين على المهرجان وهي دعوة نوجهها من خلال صيف صنعاء للحكومة إلى الاهتمام بهذا الموروث وتنميته والاستفادة منه لتحقيق نهضة حضارية واقتصادية وثقافية الأمر الذي سينعكس حتماٍ على السياحة.. تميز وتنوع ويؤكد الأخ عبدالجبار سعيد وكيل وزارة السياحة المساعد المشرف على اللجنة الفنية أن المشاركات في مخيمات الحرف اليدوية كانت بناءٍ على إعلان وشروط منها الترخيص- والمشاركات في فعاليات وبرامج أخرى والتعرف على المواد التي ستعرض والالتزام بالبيع وفق ما يحدده مجلس الترويج السياحي وبالنسبة لمشاركة المحافظات أوضح “سعيد” أن مشاركة المحافظات في هذا العام وجميعها وهذه المرة الأولى وجاءت متنوعة ما بين فنون شعبية وحفلات فنية يحييها “12” فناناٍ من “7” محافظات كل يوم تقام حفلتان أبرزهم ” أيوب طارش- أمل كعدل- عمر باوزير” أيضا هناك محافظات شاركت بأمسيات إنشادية أما المشاركة الأهم والأبرز فهي مشاركة المحافظات في جانب المنتجات الحرفية والتقليدية وبلغ عدد المحافظات المشاركة في هذا المجال “13” محافظة. وأشار إلى أنه تم تحديد “6” فقرات فنية لكل خيمة من المخيمات الكبرى الثلاث “6” ساعات من الثالثة عصراٍ حتى العاشرة ليلاٍ. وحول سبب تخصيص ثلاث خيمات كبرى للفعاليات بدلاٍ عن خيمة واحدة كما جرت عليه العادة في الأعوام السابقة أجاب سعيد: نظراٍ للإقبال الكبير والذي كان الازدحام يصل إلى حد الاختناق وحرمان الكثير من الناس الاستمتاع بالفعاليات والفرق نظراٍ لأن خيمة واحدة كانت هي المخصصة للفعاليات وهو الأمر الذي تنبهت له إدارة المهرجان وكان تخصيص أكثر من خيمة للفعاليات هو الحل الأمثل والحرص على تخصيص خيمة للعائلات تجنباٍ لما كان يحدث كل عام من مضايقات في بعض الأحيان من قبل بعض الشباب الأمر الذي كان يؤثر على التنظيم ويخلق العديد من المشاكل وهذا ما أردنا تفاديه هذا العام.. ولفت إلى أن السياحة أداة ونشاط لصنع السلام ورسالة للوحدة والاصطفاف وهي فوق المذهبية والطائفية والمصالح الحزبية الضيقة ولهذا جاء المهرجان في هذا الظرف المكهرب الذي تمر به البلد وتجاوز المهرجان كل التحديات والحواجز. مسرح ومسابقات حرفية وفنية * المسرح المتخصص تواجد في فعاليات المهرجان وشاركت فرق مسرحية متخصصة حيث يحوي المهرجان على ستة عروض مسرحية رئيسية في كل خيمة من الخيمات الثلاث الكبرى عرضين وأهم تلك المسرحيات مسرحية بقعة أمل ومسرحية سيب وأنا سيب ومسرحية شبنلوجي. كما احتوى المهرجان على مسابقتين الأولى في مجال الفن التشكيلي وتقدم لخوض هذه المسابقة “14” فناناٍ تشكيلياٍ والمسابقة الثانية في مجال الحرف اليدوية وتقدم لها”5″ من الحرفيين. ويقول عبدالجبار سعيد إن قراراٍ وزارياٍ بتشكيل لجنتي التحكيم المكونة من ثلاثة لكل لجنة من المتخصصين قد صدر قرار بتشكيلها ولكن ارتئينا عدم الإعلان عن أسمائهم حفاظاٍ على حيادية المسابقتين. مشيراٍ إلى أن الحرفيين القادمين من المحافظات سيشاركون بمسابقة الحرف كونهم يعملون على عمل منتجات داخل المهرجان. هذا وقد رصد لكل مسابقة ثلاث جوائز قيمة الجائزة الأولى “400” ألف ريال والثانية “300” ألف ريال والثالثة “200” ألف ريال ويشترط أن تكون اللوحات المتنافسة وكذا المنتج الحرفي قد تم عمله في المهرجان. فعاليات المرأة والطفل كعادة.. المهرجان الذي خصص جزءاٍ من فعالياته للاهتمام بالأطفال والعائلات من خلال إبراز المواهب سواء في الرسم أو في الغناء والتمثيل وغيرها من الفنون والإبداعات بالإضافة إلى تقديم عروض مسرحية للأطفال وبرامج توعوية وإرشادية فضلاٍ عن الألعاب الشعبية التقليدية. تقول الأخت شادية قاسم هاشم رئيس فعالات المرأة والطفل في المهرجان إن الرسم الحر للأطفال الذي يعد أبرز الفعاليات للمرأة والطفل متنفس لكل الأطفال سواء الموهوبين لإبراز مواهبهم وتنميتها أو أولئك الغير غير الموهوبين من خلال تحفيزهم الرسم وقد تم تخصيص أربع جوائز يومية لأكثر اللوحات رسماٍ وجمالاٍ بالإضافة إلى مسابقات توعوية ثقافية وسياحية عن أضرار الإرهاب على الأطفال كما نقدم في هذه الفعاليات أزياء شعبية طفولية لجميع المحافظات وفكاهات وحكايات شعبية ممتعة ومفيدة. وفيما يتعلق بالألعاب الشعبية يقول الأخ أحمد الشيباني مشرف الألعاب الشعبية إن مهرجان صيف صنعاء هو الملتقى أو الفعالية الوحيدة التي تعنى بالألعاب الشعبية وقد قمنا خلال دورات المهرجان السابقة بتوثيق “148” لعبة شعبية من مختلف محافظات الجمهورية ولا زال هناك الكثير من الألعاب بحاجة إلى توثيق. وإصدار كتاب خاص بالألعاب اليمنية وهذا ما كان يطالب به القائمون على الألعاب الشعبية في المهرجانات السابقة, وأكد الشيباني أن الألعاب الشعبية في المهرجان تحظى بإقبال لافت من الأطفال خاصة ألعاب “شد الحبل- الشوالات- القفز على الحبل- الكراسي- الطنبح”. فعاليات عربية وأجنبية تتركز المشاركات العربية على وصول عدد من الفرق العربية وهي فرقة الفنون الشعبية السعودية وفرقة الأهرام للتراث وفرقة سوهاج المصرية للفنون الشعبية وكذا فرقة مولايا وفرقة باركور من لبنان بإلاضافة إلى فرقة الشهيد ياسر عرفان من فلسطين وفرقة الطفيلة من الأردن. كما تشارك في المهرجان جاليات عربية وأجنبية متواجدة في اليمن وهي: فرقة الجاليات الفلسطينية وفرقة الجاليات السورية وفرقة الجالية المصرية و”فرقة الجالية السودانية- فرقة جالية جزر القمر- فرقة الجالية الصومالية- فرقة الجالية الإثيوبية- فرقة الجالية التركية – فرقة الجالية الماليزية- فرقة الجالية الهندية- فرقة الجالية الاريترية” وخصص خيمة كبرى لتقديم فعاليات الجاليات ومنتجاتهم المشاركة. يقول الأخ محمد حمدي مخرج فرقة سوهاج المصرية القومية للفنون الشعبية إن الدعوة التي جاءتهم للمشاركة في اليمن لا يمكن أبداٍ رفضها أو تأجيلها فاليمن بلد لا يمكن أبداٍ لأي عربي أن يرفع دعوة وجهت له إليها وقد قدمنا في هذه المشاركة المتميزة نماذج من التراث المصري الصعيدي قدمنا عروس النيل الفرعوني وقدمنا الربابة ومجموعة من الرقصات الفلكلورية وكذا التنورة. بالإضافة إلى المراكبية وهي رزق يرزق الله به الصيارين على النيل وأشار إلى أنه معجب بالجمهور اليمني حيث قال : تفاجأت عندما دخلت الخيمة ووجدت هذا الكم من الجمهور اليمني المتواجد الذي كان يستمع ويشاهد الفرقة بتمعن وحماس شديد يتفاعل معها والأمر الذي حمس الفرقة وجعلها تبذل ما لديها وتقدم أكبر مجهود وفعلاٍ أن المشاركة في هذا المهرجان كانت جميلة جداٍ وأتمنى أن يستمر التواصل بيننا ونشارك في فعاليات أخرى هنا باليمن الشقيق. من جهته يقول الأخ علاء أحمد مخلاتي مخرج فرقة مولايا اللبنانية : أول مرة نشارك في هذا المهرجان بل وفي اليمن ككل وكانت فعلاٍ تجربة في غاية الروعة والجمال وكل يوم نرى فيه الجمهور اليمني مستمعا ومتفاعلاٍ معنا نشعر بسعادة كبيرة وبالفعل أول ما دخلنا المسرح تفاجئنا بالجمهور الواسع المتذوق حقيقة للفن. وأضاف: أحسسنا أن هذا المهرجان ليس يمنياٍ فقط ولا عربياٍ بل أنه يتعدى ذلك إلى ما هو أكبر فهو متنوع فيه الكثير من الفعاليات والمشاركات يمنية وعربية وعالمية وما نستطيع قوله أن هذه المشاركة أعطتنا فكرة عن كثير من الأمور التي كنا نجهلها عن اليمن وشعب اليمن هذا البلد العربي الأصيل شعب يمتلك تراثاٍ عريقاٍ وموروثاٍ شعبياٍ غنياٍ جداٍ وقد أخذنا نماذجا من هذا الموروث كذكرى لهذا البلد العريق ولعل أبرز ما اشتريناه من موروث هي الجنبية. تصوير/فؤاد الحرازي