"العناية بالحرمين" تُفعِّل منظومة التبريد الكبرى في العالم استعدادًا للحج
تدشين مخيم طبي مجاني لجراحة وعلاج أمراض العيون بمأرب
الرئيس العليمي يعود الى العاصمة المؤقتة عدن
زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو وتحولات الاتجاهات الدولية – قراءة استراتيجية في دلالات التوقيت والنتائج
تدشين مخيم طبي مجاني لجراحة وعلاج أمراض العيون بمأرب
محافظ تعز يوجه بتنفيذ خطة الاستجابة الطارئة لمواجهة الأوبئة المنتشرة
خفر السواحل تحذر من السباحة والتنقل البحري خلال فصل الصيف
شبكة حقوقية توثق أكثر من 15 ألف جريمة ارتكبتها ميليشيا الحوثي في ذمار خلال 7 سنوات
خمس مكرمات سعودية لأسر شهداء وجرحى الجيش والعميد العواضي يحدد موعد الصرف
وزير المياه والبيئة يبحث مع منظمة سمارتيان بيرس تدخلاتها في قطاع المياه
يذهب الجميع إلى هناك، الرئيس، وأعضاء البرلمان، والحكومة، وقادة العمل السياسي وممثلي السلك الدبلوماسي، وإعلاميين، ومثقفين، وحتى مواطنين أرادوا العيش لحظة الحدث.
يذهب الجميع إلى سيؤون، مدينة السلام والأمان والتسامح والوئام الأخوي بين أبناء اليمن ؛ ليشهدوا جمعياً حدث العودة .. عودة مجلس النواب إلى الحضور في قلب النظام السياسي بعد غياب دام أربع سنوات ؛ فقد خلالها البعض من أعضائه الذين يمثلون دوائر انتخابية مهمة.
رفضت عدن استقبال المجلس، وللحقيقة رفضت القلة من أبناء عدن استقبال المجلس، فلم تكن عدن يوماً ما سوى حاضنة وطنية لكل اليمنيين وقبلتهم، وأمانهم عندما يعز عليهم الأمان، لكنه التطرف .. التطرف ذاته الذي حرم عدن من أن تكون عاصمة حقيقية لليمن في ظروف الحرب، فتفيد وتستفيد وكان ذلك ممكناً رغم مآسي الحرب.
لقد حصلت عدن على فرصة تاريخية، لتضيف إلى تاريخها المجيد مجداً جديداً، وإلى مكانتها العظيمة مكانة أعلى .. كان يمكن لعدن أن تتغير وتغير معها اليمن، كان يمكن لها أن تصمد في وجه العدوان الحوثي، وقد صمدت، ثم تهاجم وتقود المعركة حتى النصر على أعداء اليمن ؛ لكن ذلك لم يحدث، فهاجر اليمنيون بمالهم، ومعارفهم وقدراتهم إلى عواصم العالم التي استقبلتهم بترحاب ، وآوتهم وكانت لهم الملجأ والمسكن.
وترددت المكلا في استقبال الرئيس والمجلس والحكومة وليس من سبب للتردد من استقبال مجلس النواب غير خطأ السياسة، وسياسات الخطأ التي تنفذ في المحافظات المحررة، دون بعد نظر، أو عمق تفكير، بل بأخطار محتملة جسيمة على وحدة اليمن، وأخطار فادحة على الجزيرة ؛ فمن ذا سيساعد على صحوة تنقذ الأمة من الوقوع في المحذور، إن نجحت سياسة التقسيم التي تبدو سياسية اليوم، وتاريخة غداً وكارثية أبداً.
كان يمكن لسيؤون أن تجد صعوبة في استقبال المجلس ، وقادة البلاد لولا نجدة أخوية من المملكة، ونظرة ثاقبة، وسياسة حكيمة يتمتع بها الملك وولي عهده ، فأمنوا الذهاب إلى هناك، ووفروا طرقاً ومسالك آمنه، وأقول: كان القرار السعودي حكيماً ؛ لأن اليمن كان يحتاج إلى المجلس، ولأن المعركة مع العدو وحلفائه تحتاج إلى المجلس، ولأن الشرعية كان ينقصها المجلس المعبر عن إرادة الشعب، ولأن سيؤون كانت تستحق استضافة المجلس، لكرم أهلها، وسعة في سكنها، وروح من العطاء تسكن أفئدة شبابها، شُكراً لسيؤون، وشُكراً لأهلها.
لقد خرجنا من أزمة المجلس، لحكمة أدركها الرئيس. وسمو في المواقف ارتقت إليها الأحزاب، ودعم أخوي لا تنقصه القدرة والإرادة، لكن الدولة ليست رئاسة وحكومة وبرلمان فقط. هي هرم من البناء المدني والعسكري، قاعدته شعب يقرر في مصيرة، وهيئات عليا ومحلية، ومؤسسات تعبر عنه، وهذه ليست سوى المجالس المحلية، الأقاليم في الدولة الأتحادية القادمة.
علينا أن نعيد الحياة إلى المجالس المحلية التي أهملناها، فيكتمل بنيان الدولة .. أليست هذه أفضل من العصابات وأمراء الحرب الذين يعيثون فساداً .. إنها الدولة لا تؤخذ إلَّا في كليتها، ولا تترك إلا في كليتها، والحكمة تتطلب التوافق مرة أخرى، المراعي للظروف الراهنة، توافق يعزز وحدة الموقف، ويدعم جهود المقاومة والتحالف بقيادة المملكة لاستعادة الدولة ودحر العدو ، وبالنتيجة يرسخ حضور السلطة الشرعية في المناطق المحررة ، ويعيد للدستور بعضاً من هيبته.