9/9 و 1900 طالب في كلية الطيران بمأرب
الساعة 04:51 مساءً
  • صحفي وكاتب

سيبقى يوم 9/9 محفورا في أذهان حوالى 1900 طالب، عسكريين ومدنيين، وفدوا من مختلف محافظات ومناطق الجمهورية اليمنية، وهم يضعون أولى أقدامهم ويحطون رحالهم في أول يوم دراسي في كلية الطيران والدفاع الجوي بمحافظة مأرب.
تاريخٌ مميز، لم يكن مصادفة أن يكون في شهر سبتمبر الثورة والجمهورية.. أقدس الشهور وأعظمها.
هؤلاء أحفاد الثوار الأوائل الذين خطوا بدمائهم فجر الجمهورية والحرية والكرامة واليمن الجديد، هم اليوم على درب الآباء وأمانة الأجداد حاملين أقلامهم وسلاحهم متحيزين لصروح الاعداد والبناء القتالي والمعرفي والمعنوي ليكونوا طلائع الفرسان لمواجهة مخلفات الامامة والكهنوت التي قاتل وقُتل في سبيل هدم أصنامها وكهوفها العظماء بالامس.
جُند اليوم قادة الغد.. بسواعدهم وعزائمهم وكفاءتهم سيكونون روافد وروافع تطوير وتحديث القوات المسلحة التي وضع نواتها الأولى الضباط الأحرار في سبتمبر العظيم من العام 1962م..
سيكونوا قادة لجيش الوطن، حارس الثورة وحامي عرين اليمن الكبير.
الكلية شهدت تحديثات عميقة واعدة، في المناهج والأنظمة والمعايير، لضمان تنوع ونوعية المُدخلات لتكن المُخرجات رائدة ومُلبية لحاجة المعركة الجارية والاحتياج المستقبلي.
داخل الكلية سيجد الطلاب فرصة لاختيار تخصصاتهم المناسبة لقدراتهم ورغباتهم.. تم افتتاح أجنحة للقوات البرية والطيران المسير والحرب الالكترونية إضافة إلى جناح الطيران والدفاع الجوي، بقرار من المجلس الأعلى للكليات العسكرية الذي يرأسه رئيس هيئة الاركان العامة، وبموجب الصلاحيات الممنوحة للرئيس وللمجلس.
هي المرة الأولى، يُمنح فيها كل أبناء اليمن، كل اليمن، فرصة الالتحاق بالكلية، وأن يتم توزيع مقاعدها على كل المحافظات بعدالة وشفافية وتنافسية.
اختيار طواقم المعلمين والاداريين خضع للمنافسة والمفاضلة.
ربما كان وجود كلية عسكرية في مأرب ضربا من المستحيل الذي يتحقق اليوم، ليتحقق معه حُلم محافظات ظلّت في الهامش لعقود، تُمنح حقها العادل، دارسين ومدرسين.. ويجد الطلاب، ومعظمهم مقاتلون جاءوا من مواقع الفداء، فرصتهم الكافية في التأهيل والتأهب لتنمية معارفهم وصقل مواهبهم علميا وعمليا.
اليوم المبارك، في شهر مبارك، في مأرب المباركة، وقفت خلفه جهودا حثيثة ومجهودات جبارة نال شرفها سيادة اللواء سلطان بن علي العرادة، عضو مجلس القيادة الرئاسي، ومعالي رئيس هيئة الاركان العامة الفريق ركن دكتور صغير حمود بن عزيز، الذي عمل ليل نهار حاضرا بنفسه وتعليماته، وبدعم ورعاية الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة الدكتور رشاد بن محمد العليمي، ومعالي وزير الدفاع الفريق ركن محسن الداعري.. وصنعه واقعا كوكبة من القادة والضباط والجنود، الذين عملوا ليل نهار وغالبوا التحديات وجاهدوا العوائق وصولا إلى هذه اللحظة العظيمة.

•    السكرتير الصحفي السابق لوزير الدفاع