قائد محور البيضاء يكرم خريجي الدفعة الـ12 تأهيل ضباط من منتسبي المحور واللواء ١١٧ مشاة الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن
- وكيل وزارة الاعلام
مشاعر جياشة لا توصف اجتاحتني وهي خليط من الرهبة والدهشة حال وطئت قدمي جزيرة سقطرى.
يخيل لك من الوهلة الأولى وكأنك دلفت إلى لوحة لأمهر رسامي العصور الوسطى على الإطلاق، معلقة في أعرق متاحف العالم، إنها الفردوس الموعود.
مشهد الجبال المهيبة المنتصبة وسط محيط متلاطم بالامواج، وكأنها سيد البحر كما في قصص الف ليلة وليلة، أو حارس انسل من الازمنة الغابرة وهو في مهمة حماية طريق التوابل واللبان والبخور الذي ربط عالميّ الشرق والغرب.
السفر إلى سقطرى لا يشبه السفر إلى غيرها من الأماكن، إنه سَفر عبر الزمن وانتقال من كوكب إلى آخر، سِفر من الحكايات والمغامرات، تتنقل بين صفحاتها بشغف من يتمنى البقاء فيه إلى ما لا نهاية.
ذلك مشهد باذخ بالسحر والجلال، حيث الشمس ترسل خيوطها الذهبية متسللة بين الغيوم التي تعانق شماريخ سقطرى الملامسة لسقف السماء، وكأنها سلاسل ذهبية تطرز أعناق الجبال.
سمعت كثيرا عن جزيرة سقطرى باعتبارها جوهرة اليمن ولؤلوة المحيط، لكن لم يدر بخلدي كل هذا الجمال الكثيف والكثير في مكان واحد.
أنا بالفعل متيم ومشدوه وكأني في جزيرة الأحلام التي لم تخلق بعد، وهي بالفعل كذلك، إنها بلاد العجائب التي كانت تحكيها لنا الجدّات قبل النوم لتسلمنا للأحلام اللذيذة.
للحظة خُيّل اليّ وكأن الجزيرة حورية البحر، وذلك المحيط المترامي الأطراف وشاح يزين جيدها وينسدل على بقية بدنها ليخفي مفاتنها غِيرة عليها، والغيم بأعالي الجبال يذوب وجدا فينبت على حواف الدمع الغزير سجادا أخضرا حاكته يد الخالق بإبداع لا نظير له.
أما عن طيبة ابناء سقطرى وبساطتهم فلا يسعفني الوصف لغة وكتابة واشارة، والحقيقة أنهم فوق الوصف.
يهش ويبش السقطري في وجهك لكأنك قابلت المحيط في كرمه ولطفه، وهو أيضا شجاع وصلب لا يقبل الضيم، إنه اليمني الحقيقي الذي تمتد جذوره لأكثر من ألفي عام على هذه الارض، يلمع كالذهب أو كأنفس المعادن وأغلاها على الإطلاق، اليمني الذي ظل حارسا للجزيرة يصد أطماع الغزاة منذ الازمنة الغابرة إبان الكسندر المقدوني في الشرق مروراً بالبطالمة والرومان والبيزنطيين ومن عاصرهم من الفرس والأحباش.
ودعتها بمزيج من الألم والأمل، ألم الفراق وأمل العودة، فالأيام التي قضيتها غير كافية لاكتشاف كُنه الجزيرة وأسرارها، والتعرف على عجائبها الفريدة، لكنها كافية لتأسرك، فلا تغادر الجزيرة جسدك، ويبقى الروح تائها بين تلك الرّبى والهضاب.
• صفحته على الفيسبوك