شريط العناوين

المعهد العالي للعلوم الصحية بمأرب يحتفي بتخرج الدفعة الثامنة من مساعدي الأطباء الحوثيون يحاكمون الصوت الحر: قضية المياحي تكشف مُجددًا قسوة الميليشيا على حرية الصحافة وزير المياه والبيئة يبحث مع البنك الدولي سبل تعزيز الأمن المائي ومواجهة التغير المناخي ورشة عمل في عدن حول بناء قدرات ضباط اتصال ترصد مقاومة مضادات الميكروبات وزير الصناعة يشيد بترتيبات فعالية اليوم الوطني لليمن في معرض إكسبو 2025 في اليابان رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من الحاكم العام لكندا بمناسبة العيد الوطني 22 مايو سفراء يؤكدون لـ (سبأ) ان الوحدة محطة وطنية خالدة في وجدان الشعب اليمني أبناء تعز: الوحدة اليمنية إنجازاً تاريخياً ووطناً كبيراً يتسع لجميع أبنائه وزير الداخلية: الوحدة اليمنية جسدت أسمى معاني الإخاء والتلاحم والإصرار على تجاوز التحديات الأرصاد تتوقّع طقساً حاراً بالمناطق الساحلية والصحراوية وأمطاراً متفرقة بالمرتفعات الجبلية

الأحد 25 مايو 2025 م
سقطرى الفردوس الموعود
الساعة 09:05 مساءً
  • وكيل وزارة الاعلام

مشاعر جياشة لا توصف اجتاحتني وهي خليط من الرهبة والدهشة حال وطئت قدمي جزيرة سقطرى.
يخيل لك من الوهلة الأولى وكأنك دلفت إلى لوحة لأمهر رسامي العصور الوسطى على الإطلاق، معلقة في أعرق متاحف العالم، إنها الفردوس الموعود.
مشهد الجبال المهيبة المنتصبة وسط محيط متلاطم بالامواج، وكأنها سيد البحر كما في قصص الف ليلة وليلة، أو حارس انسل من الازمنة الغابرة وهو في مهمة حماية طريق التوابل واللبان والبخور الذي ربط عالميّ الشرق والغرب.
السفر إلى سقطرى لا يشبه السفر إلى غيرها من الأماكن، إنه سَفر عبر الزمن وانتقال من كوكب إلى آخر، سِفر من الحكايات والمغامرات، تتنقل بين صفحاتها بشغف من يتمنى البقاء فيه إلى ما لا نهاية.
ذلك مشهد باذخ بالسحر والجلال، حيث الشمس ترسل خيوطها الذهبية متسللة بين الغيوم التي تعانق شماريخ سقطرى الملامسة لسقف السماء، وكأنها سلاسل ذهبية تطرز أعناق الجبال.
سمعت كثيرا عن جزيرة سقطرى باعتبارها جوهرة اليمن ولؤلوة المحيط، لكن لم يدر بخلدي كل هذا الجمال الكثيف والكثير في مكان واحد.
أنا بالفعل متيم ومشدوه وكأني في جزيرة الأحلام التي لم تخلق بعد، وهي بالفعل كذلك، إنها بلاد العجائب التي كانت تحكيها لنا الجدّات قبل النوم لتسلمنا للأحلام اللذيذة.
للحظة خُيّل اليّ وكأن الجزيرة حورية البحر، وذلك المحيط المترامي الأطراف وشاح يزين جيدها وينسدل على بقية بدنها ليخفي مفاتنها غِيرة عليها، والغيم بأعالي الجبال يذوب وجدا فينبت على حواف الدمع الغزير سجادا أخضرا حاكته يد الخالق بإبداع لا نظير له.
أما عن طيبة ابناء سقطرى وبساطتهم فلا يسعفني الوصف لغة وكتابة واشارة، والحقيقة أنهم فوق الوصف.
يهش ويبش السقطري في وجهك لكأنك قابلت المحيط في كرمه ولطفه، وهو أيضا شجاع وصلب لا يقبل الضيم، إنه اليمني الحقيقي الذي تمتد جذوره لأكثر من ألفي عام على هذه الارض، يلمع كالذهب أو كأنفس المعادن وأغلاها على الإطلاق، اليمني الذي  ظل حارسا للجزيرة يصد أطماع الغزاة منذ الازمنة الغابرة إبان الكسندر المقدوني في الشرق مروراً بالبطالمة والرومان والبيزنطيين ومن عاصرهم من الفرس والأحباش.
ودعتها بمزيج من الألم والأمل، ألم الفراق وأمل العودة، فالأيام التي قضيتها غير كافية لاكتشاف كُنه الجزيرة وأسرارها، والتعرف على عجائبها الفريدة، لكنها كافية لتأسرك، فلا تغادر الجزيرة جسدك، ويبقى الروح تائها بين تلك الرّبى والهضاب.

•    صفحته على الفيسبوك