الرئيسية - تقارير وحوارات - 53 تربوياً قتلوا بصنعاء خلال 2019.. المعلمون هدف الحوثيين "القديم الجديد" وفريستهم السهلة
53 تربوياً قتلوا بصنعاء خلال 2019.. المعلمون هدف الحوثيين "القديم الجديد" وفريستهم السهلة
الساعة 04:26 مساءً الثورة نت/ تقارير - خاص 

عناوين فرعية:

      * قتلت مليشيا الحوثي 1500 معلم وأصابت 2400 آخرين منذ الإنقلاب.

      * لايزال مصير 6 من المعلمين مجهولاً منذ اختطفتهم المليشيا في 2009م.

      * أجبرت مليشيا الحوثي المعلمين بصنعاء على حضور 4168 فعالية لها.


"لا أحد آمن من التربويين في مناطق سيطرة الحوثيين".. هكذا يلخّص المسؤول الإعلامي في نقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي، وضع المنتمين للسلك التربوي في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، حيث يعتبر كل معلم هناك هو هدف للوحشية الحوثية التي تنتهي به- غالباً- إلى الموت- بقوله.

يؤكد اليناعي، لـ"الثورة نت" أن المعلمين في مناطق سيطرة الانقلاب المدعوم من إيران، يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والاستهداف وانتهاكات مروعة، " إذ يمارس الحوثيون مستوى خطير من الترهيب والعنف والإجرام ضد العاملين في القطاع التربوي".

وتتوزع جرائم مليشيا الحوثي تجاه العاملين في حقل التعليم في مناطق سيطرتها بين القتل المباشر والتعذيب حتى الموت، والاختطافات والإخفاء القسري، والملاحقة والتهجير، ومداهمة المنازل، ونهبها وتفجيرها، حيث طالت هذه الإنتهاكات آلاف المعلمين والمعلمات، فضلاً عن الانتهاك الجماعي والمتمثل في حرمان جميع المعلمين من حقهم في تقاضي الرواتب، رغم فرضهم رسوماً شهرية على الطلاب في صنعاء مقابل رواتب المعلمين، وفق ما يقولون.

قديمة جديدة

المفاجئ خلال متابعة "الثورة نت" للجرائم التي تطال المعلمين أن انتهاكات مليشيا الحوثي ضدهم لم تكن وليدة الإنقلاب أواخر العام 2014، بل التصقت بالمليشيا منذ سنواتها الأولى في صعدة، واتسعت مع اتساع سيطرة مليشيا الحوثي في الجغرافيا اليمنية.

ووفق المسؤول بنقابة المعلمين، فإن مليشيا الحوثي ما تزال تخفي ستة معلمين منذ أن كانت في جبال صعدة (أقصى شمال اليمن)، وتحديداً منذ العام 2009، وهم: (عبد الله محمد عبد الله هلال، أحمد قاسم محمد أبو شعوه، علي مفرح صالح جازع، عيظة صراب مقبل عرام، مسفر علي مسفر الشامي، إسحاق عبد الرحمن حمود العزي).

وتعود ظروف اختطافهم إلى ما قبل عيد أضحى العام 1430 هجرية عندما كانوا عائدين إلى منازلهم حاملين ملابس العيد التي اشتروها لهم ولأطفالهم، غير أن مليشيا الحوثي أبت إلا أن تخفي هؤلاء المعلمين الآباء وتخفي معها فرحة أسرهم وأطفالهم حتى اليوم.

يؤكد اليناعي، أن المعلمين الستة كانوا إبان اندلاع الحرب الخامسة بين الحكومة والمتمرّدين الحوثيين، يتواجدون في منطقة "ضحيان" القريبة من مدينة صعدة متوجهين إلى منازلهم. مضيفاً: "إلى الآن مضى على اختطافهم 11 عاماً، ولايزال الأب ينتظر إيصال كسوة العيد، ولا تزال أسرهم تنتظر عودة الفرحة".

وتشير المعلومات عن هؤلاء المختطفين إلى أنهم نقلوا إلى منطقة "مطرة" بمديرية "مجز" التي كان يتخذها الحوثي مقراً له في الحروب الأخيرة، وكانوا يقبعون في معتقل بالقرب من أحد المواقع العسكرية التي كان يطلق منها النار على الطيران الحربي، ويتوقع أن يكونوا قد استهدفوا بغارة طيران بعد وضعهم من قبل مليشيا الحوثي في موقع حربي كدروع بشرية، وتم استهدافه بعد ذلك بغارة طيران.

إنتهاكات واسعة

وخلال 2019 قتلت مليشيا الحوثي في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء - وحدهما - 53 معلماً بينها 7 حالات وفاة تحت التعذيب، 579 حالة اعتداء جسدي، وتهديد، و10 أحكام بإعدام مدراء مدارس ومدرسين وطلاب، و898 حالة اختطاف شملت مدراء مدارس وموجهين ومدرسين وطلبة، و127 حالة للإخفاء القسري.

كما تعرض 294 معلماً للتعذيب الوحشي في معتقلات المليشيات، و6522 حالة نهب للمرتبات والمساعدات الإغاثية، و10351 حالة فصل وظيفي، و75 حالة اعتداء على وقفات احتجاجية سلمية للمعلمين، و13997حالة تهجير معلمين.

 ويؤكد تقرير نقابة المعلمين أن مليشيا الحوثي أجبرت المعلمين على حضور 4168 فعالية ونشاط ودورة ثقافية أقامتها خلال 2019، في المدارس، وأن من تخلف عن هذه الفعاليات تم فصله.

وخلال أربع سنوات من الحرب، قتلت المليشيات الحوثية أكثر من 1500 معلم ومعلمة وأصابت قرابة 2400 من العاملين في القطاع التعليمي بإصابات نارية مختلفة، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة، فيما أخفت قسريّاً 32 معلّم بعد أن اختطفتهم من منازلهم ومدارسهم، ولا يعرف عن مصيرهم شيئًا حتى الآن، في حين توفي 10 معلمّين تحت التعذيب في سجون الحوثيين، وفقاً لإحصائية سابقة لنقابة المعلمين اليمنيين.

لماذا المعلمين؟

ويؤكد اليناعي، أن استمرار الحوثيين في عملية إخضاع التعليم لسيطرتهم يهدف لإحداث تحول في نسيج المجتمع اليمني لصالحهم باعتبار أن التغيير في التعليم يحدد غالباً شكل أي تغيير ديموغرافي قادم ومحتمل. مشيراً إلى أن ما يتعرض له المعلمون من انتهاكات واسعة في مناطق الحوثيين جريمة لا يمكن السكوت عنها، وتستدعي تحركاً حكومياً وحقوقيًا ومجتمعيًا لإيقاف هذا التدمير لمربي المجتمع.

ودعا اليناعي، إلى إجراء تحقيقات موثوقة في كافة وقائع القتل والإختفاء والاعتقال ومختلف الانتهاكات الإنسانية بحق المعلمين، وتقديم توضيحات علنية بما تم إنجازه من التحقيق في هذه الجرائم، وضبط ومحاكمة الجناة.