مع حلول الذكرى الـ 72 لثورة 48 ضد النظام الإمامي، وجد اليمنيون عبر وسائل التواصل الإجتماعي هذه المناسبة فرصة لتناول بطلها الذي أطلق الرصاصة الأولى على نعش الإمامة بقتل الطاغية يحيى حميد الدين في 17 فبراير 1948م، وهو الثائر البطل الشهيد علي ناصر القردعي.
والثائر علي بن ناصر بن مسعد القردعي المرادي هو أحد مشائخ محافظة مأرب،  وأحد قادة ثورة الدستور اليمنية عام 1948 م تمكن من اغتيال الإمام يحيى حميد الدين في كمين نصبه في منطقة حزيز جنوبي صنعاء بطلقة نارية أردت الإمام قتيلا.
واشتهر على ناصر القردعي في بالشجاعة والحكمة والتواضع ونصرة المظلوم ومقاومة الظلم إضافة إلى قول الشعر، ومنذ صغره تعرف على الحكم الإمامي وأسلوبه البغيض في التفرقة بين الناس، فحاربه منذ البداية وحال دون سيطرة الإمامة على مراد حفاظاً على تماسكها وقوتها، خصوصا بعد وفاة أبيه ناصر بن مسعد القردعي وحلوله محله كشيخ لمشايخ مراد كافة مما جعل الإمام يحيى يناصبه العداء.
مرحلة فارقة

يقول الدكتور محمد جميح سفير اليمن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) "ترحموا على شهداء ثورة 48، فما أحوجنا اليوم إلى نقائهم الثوري وحميتهم الدينية، ونخوتهم اليمنية، في وقت كشرت فيه الإمامة عن نيوبها بشكل يستدعي الالتفاف حول رموزنا الوطنية، في مواجهة موجة الإمامة الجديدة.
وأكد جميح أن الشهيد القردعي هو رمز من رموز التاريخ اليمني، وأي إساءة إليه ليست إساءة لشخصه، ولا لقبيلته، ولا لمأرب، ولكنها إساءة لليمنيين.
وقال في تغريدات على تويتر إن ١٧ فبراير ١٩٤٨، يوم فارق في تاريخ اليمن، لا يجب أن ينساه اليمنيون، وهم في طريقهم اليوم، نحو الانعتاق من الكهنوتيين الجدد في صنعاء.
من جانبه أكد رئيس قطاع التلفزيون الإعلامي جميل عزالدين أن الشيخ على ناصر القردعي الشاعر والثائر الكبير أحد يعد أهم رموز الثورة اليمنية ،ولن تستطيع الكائنات الطارئة محو تاريخه وعظيم نضاله مهما حاولت ، فتاريخ الثوار والثورات منقوش بأحرف من نور لايمكن محوه بمنشورات تطفح بالحقد لا على البطل القردعي وحسب ولكن على تاريخ اليمنيين الأحرار.
 
غير وجه البلاد

السكرتير الصحفي لمحافظ محافظة مأرب علي الغليسي من جانبه قال إنه في "‏ظهر الثلاثاء 17 فبراير 1948م استطاع الثائر العملاق علي ناصر  القردعي تغيير وجه البلاد، وإحالة جمود الإحباط إلى حركة ثورية دؤوبة تبذر الآمال، وترسم لوحة تفاؤل غامرة (بنعمه ونسناسي)"
وأضاف: الشهيد #علي_ناصر_القردعي الرجل العظيم الممتد بين الشموخ والإباء .. بين النضال والتضحية .. بين المحراب والجنة. مخاطباً الشهيد في ختام تغريدته بأن ينم قرير العين.
وأكد الكاتب والصحفي عارف أبو حاتم إن الشهيد القردعي بطلٍ يستحق أن أضع صورته بروفايل على صفحتي ووساماً على صدري فهو القيل اليماني وسيف الوطن المسلول علي ناصر القردعي".
وأضاف: إنه "الرجل الممتلئ بالوطنية حتى النخاع، من ظفر بالتخلص من طاغية القرن العشرين الهالك يحيى حميدالدين وتأسيس مقاومة للاستعمار البريطاني في شبوة الجنوب".

الشخص والمشروع

إلى قال الصحفي حسين الصوفي إنه في مثل هذا اليوم قتل الشيخ البطل علي ناصر القردعي المجرم يحيى حميد الدين، وأطلق رصاصته على الشخص والمشروع، وكانت رصاصة القردعي هي القاضية.
وأضاف "حاولت مليشيا الحوثي الإرهابية ارتداء أقنعة غليظة لإخفاء وجهها القبيح، ومنذ زمن رفعت شعارات عديدة أرادت من وراءها أن تستغفل اليمنيين حتى تحقق مشروعها القذر المتمثل في الإجهاز على الجمهورية، وإعادة المشروع العنصري السلالي الكهنوتي البائد، لكنها عبثاً تفعل ذلك، لسبب جازم، أن رصاصة الشيخ البطل علي ناصر القردعي لم تقتل الطاغية الارهابي يحيى حميد الدين في ١٧ فبراير ١٩٤٨م ، لم تقتله كشخص فحسب، بل كانت رصاصة ملتهبة قتلت مشروع الكهنوت العنصري إلى الأبد، الواهمون يعلمون يقينا أن رصاصة القردعي كانت "القاضية".
أما الصحفي علي الفقيه فقال ‏"ليست سبعة عقود من الزمن فقط تفصلنا عن التاريخ المشرق الذي سطره الشهيد البطل علي ناصر القردعي.. بل هي سبعة عقود من الإدراك الواعي لطبيعة المعركة التي يخوضها اليمنيون مع الإمامة، ولطبيعة التخادم بين المستعمر الخارجي ومشروع السلالة الكهنوتي القائم على الدجل والخرافة.
تحطيم التماثيل

وفي حين قال الدكتور يحيى الأحمدي - الأستاذ بجامعة إقليم سبأ - إن القردعي دشن مرحلة جديدة من مراحل التحرر وتحطيم التماثيل والأصنام المتهالكة وأعلن ببندقيته مشروع غسل العار الذي لحق بالحميريين والسبئيين. قال الناشط المأربي عيسى الشفلوت "‏نعيش ذكرى مصرع الأمام و نسمع صدى صوت رصاصات الثائر الجمهوري الشهيد ‎القردعي رحمه الله الذي قاوم الظلم و الاستبداد في شمال ‎اليمن و قاوم الاستعمار ‎البريطاني في جنوبه، وهاهم أحفاده اليوم و بعد72 عام يقومون بما قام به .. التاريخ يعيد الاحداث كما هي فقط الاشخاص يتغيرون.