الثورة :خاص 

تحمل زيارة الرئيس رشاد العليمي إلى موسكو أهمية سياسية كبيرة، إذ تؤكد دعم روسيا المستمر للشرعية اليمنية ووحدة اليمن ،تعكس الزيارة رغبة اليمن في تعزيز علاقاته الدولية وتنويع شراكاته، كما تبرز اهتمام روسيا بالمساهمة في جهود السلام الشامل وفق المرجعيات، وتأكيدها على الحل السياسي كمسار لإنهاء انقلاب ميليشيا الحوثي، الزيارة بعثت برسائل داخلية وخارجية بأن الحكومة الشرعية تحظى باعتراف دولي واسع، خاصة من قوى مؤثرة كروسيا.

تُعد العلاقات بين روسيا واليمن من العلاقات التاريخية التي تعود جذورها إلى منتصف القرن العشرين، وقد تميزت بالتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري ،وقد لعبت روسيا دورًا مهمًا في دعم اليمن، خصوصًا في مراحل التحول السياسي والثورات، كما كان له موقف ثابت في دعم وحدة اليمن وشرعيته المعترف بها دوليًا.

وباركت روسيا توحيد اليمن عام 1990 وإعلان الجمهورية اليمنية ، واستمرت في علاقاتها مع الدولة اليمنية الموحدة و دعمت موسكو استقرار اليمن ووحدته، ووقفت إلى جانب الشرعية الدستورية في كل المراحل والظروف .

 وبعد سيطرة ميليشيا الحوثي على صنعاء في 2014، بقيت روسيا على تواصل مع القيادة الشرعية،و لم تعترف بـ"سلطة الأمر الواقع" كبديل عن الحكومة المعترف بها دوليًا ودعمت روسيا قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشرعية اليمنية، خصوصًا القرار 2216.

وأكدت موسكو باستمرار دعمها لوحدة وسيادة اليمن ، وتدعو مراراً إلى حل سياسي شامل ينطلق من المرجعيات الوطنية اليمنية و الدولية المعترف بها (مخرجات الحوار الوطني، المبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن) وتحتفظ روسيا بعلاقات رسمية مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وعلى تواصل دائم ومستمر .

تُظهر روسيا حرصًا دائمًا على الحفاظ على العلاقات التاريخية مع اليمن، ودعمها لوحدته واستقراره، يتجلى هذا في مواقفها السياسية المتوازنة، ودعمها للشرعية اليمنية، ودعوتها لحل سلمي شامل ينهي معاناة الشعب اليمني، ورغم تغير المواقف الدولية وتعدد الأطراف المتدخلة في القضية اليمنية، ظلت موسكو طرفًا مهمًا يمكن أن يسهم في الدفع نحو السلام واستعادة الدولة اليمنية وإسقاط انقلاب ميليشا الحوثي المدعومة من إيران .

تقدير الحكومة اليمنية لموقف روسيا

ثمنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا  الموقف الروسي الثابت والداعم لوحدة اليمن وسيادته واستقراره ،وقد أعربت مرارًا عن تقديرها لحرص روسيا على دعم الشرعية الدستورية، ومساندتها للجهود الأممية والدولية الرامية إلى إنهاء الحرب عبر حل سياسي شامل 

 كما أشادت الحكومة اليمنية بمواقف موسكو المتوازنة في المحافل الدولية، وبدورها البنّاء في الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية ورفض التدخلات الخارجية التي تزعزع الأمن والاستقرار.

العلاقات اليمنية الروسية 

تُعد العلاقات بين اليمن وروسيا علاقات تاريخية واستراتيجية، بدأت منذ أكثر من ستة عقود، وشهدت تعاونًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية ،كانت روسيا، منذ أيام الاتحاد السوفييتي، داعمًا رئيسيًا لليمن، خاصة في مراحل التحول السياسي، وأكدت على الدوام دعمها لوحدة اليمن واستقراره ،وتحرص الدولتان على استمرار التواصل والتنسيق بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعزز الأمن في المنطقة.