في مشهد احتفالي مشرق، احتفت الجمهورية اليمنية بيومها الوطني الخامس والثلاثين في معرض إكسبو الدولي 2025 المقام بمدينة أوساكا اليابانية، وسط حضور دبلوماسي وثقافي دولي، جسّدت الفعالية من خلاله روح اليمن وتاريخه العريق أمام جمهور عالمي متنوع.
أقيمت الفعالية برعاية وزارة الصناعة والتجارة اليمنية، وبدعم لوجستي وتنظيمي متميز من سفارة الجمهورية اليمنية في طوكيو، التي كان لها دور محوري في تنسيق الحدث وتقديم صورة مشرّفة لليمن في هذا المحفل العالمي. وقد حضر الحفل معالي وزير الصناعة والتجارة الأستاذ محمد الأشول، وسعادة السفير عادل بن علي السيني، سفير الجمهورية اليمنية لدى اليابان، إلى جانب ممثل الحكومة اليابانية السيد ميساوا يوشي، ونخبة من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية من مختلف دول العالم.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار الوزير الأشول إلى أن مشاركة اليمن في إكسبو 2025 تمثل فرصة استراتيجية لتقديم اليمن بوجهه الحضاري، والتأكيد على انفتاحه على العالم رغم التحديات. وأضاف أن هذه المناسبة ليست مجرد احتفال، بل منصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية، ودعوة صريحة للاستثمار في تاريخ اليمن ومستقبله.
من جهته، عبّر سعادة السفير عادل بن علي السيني، سفير الجمهورية اليمنية لدى اليابان، عن اعتزازه بإقامة هذه الفعالية بالتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية، مؤكدًا أن الحدث يشكّل مناسبة رمزية تحمل رسائل وطنية وإنسانية عميقة. وأضاف أن المشاركة اليمنية في هذا المحفل الدولي تسهم في تعريف المجتمع الياباني والعالمي بالثقافة اليمنية الثرية والمتنوعة، وتعكس الوجه الحقيقي لليمن كبلد حضارة وتاريخ.
كما أشاد السفير السيني بمستوى العلاقات الثنائية بين الجمهورية اليمنية واليابان، مؤكدًا أنها تشهد تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، ومثمنًا التعاون الياباني ودوره في إنجاح هذه الفعالية. وعبّر عن تطلعه إلى تعزيز مزيد من الشراكة والتعاون الثقافي والاقتصادي بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
كما وجه السفير رسالة شكر للقائمين على الجناح اليمني ، والمنظمين لهذه الفعالية ، وأبناء الجالية اليمنية في اليابان على إنجاح اليوم الوطني ، وإظهار اليمن بصورة مشرقة ومشرفة.
بدوره، عبّر ممثل الحكومة اليابانية عن اعتزازه بمشاركة اليمن في هذا المحفل، موجّهًا التهاني للشعب اليمني بمناسبة ذكرى 22 مايو، ومتمنيًا لليمن الأمن والاستقرار وعودة السلام، ومشيدًا بالموقع الاستراتيجي الفريد لليمن وإرثه الإنساني العريق.
تضمن الحفل عرضًا بصريًا بانوراميًا رائعًا أبرز تنوع الجغرافيا اليمنية، من الجبال الشاهقة إلى الصحارى والسواحل، واستعرض مشاهد من المدن التاريخية مثل صنعاء وشبام وزبيد وحضرموت. وقد شكّل العرض تجربة حسية جذبت اهتمام الحضور وعرّفتهم بعمق التاريخ والجغرافيا اليمنية.
وقدّم الفنانون أحمد سيف، سالم، والفنانة علاء أوبريتًا فنيًا بعنوان "أصوات القلوب"، تخللته لوحات موسيقية غنية بتنوع الفن اليمني. كما أُطلقت الأغنية الرسمية للجناح اليمني تحت عنوان "ضيء الحب"، التي عبّرت عن الأمل والانتماء، وعكست روح المناسبة في قالب موسيقي مبتكر.
رقصة البرع اليمنية كانت حاضرة بقوة، حيث قدّمها الثنائي صدام وطه الجعدبي بأداء لافت استحق تصفيقًا حارًا من الحضور، لما حمله من تجسيد حي للفن الشعبي اليمني المرتبط بالهوية والوحدة.
الخط العربي والقهوة اليمنية... رسائل من عمق الأصالة
أبهر الخطاط العالمي زكي علي الهاشمي الحضور بعرض حي لفن الخط العربي، كتب خلاله عبارة "سيبقى نبض قلبي يمنياً"، مقدّمًا رسالة حب للوطن عبر ريشته الرفيعة. وفي فقرة أخرى، استعرض المتذوق اليمني الشهير عبداللطيف الجرادي أسرار البن اليمني وحكايته التي بدأت من جبال اليمن ورافقت السفن من ميناء المخا إلى العالم.
كما شهد الحفل تكريم المصوّر الياباني تايرا هيساوا، الذي زار اليمن في سنوات السلم، ووثّق بعدسته مشاهد من صنعاء وإب وحضرموت، مقدّمًا للجمهور الياباني والعالمي صورًا نادرة لليمن من الداخل، تلامس القلوب قبل العيون.
ولعبت سفارة الجمهورية اليمنية في طوكيو بقيادة السفير عادل بن علي السيني دورًا محوريًا في إنجاح الفعالية، من التخطيط إلى التنفيذ، وتجلّت جهودها في التنظيم الدقيق والتنسيق المثالي مع الجانب الياباني. ويُعدّ هذا النجاح ثمرة لرؤية السفير السيني وحرصه المستمر على تعزيز الحضور اليمني في الفعاليات الدولية الكبرى، بما يعكس صورة مشرّفة لليمن.
هذا واختُتمت الفعالية بجولة في الجناح اليمني، الذي يضم معروضات تراثية ونقوشًا حميرية وأحجارًا كريمة، إضافة إلى مجسمات معمارية تعكس عبقرية اليمنيين في البناء والفن والهوية.
لقد شكّلت هذه الفعالية صفحة جديدة في كتاب العلاقة اليمنية اليابانية، وقدّمت اليمن كدولة تعانق المستقبل بثقة، وترسم وجهًا ثقافيًا وحضاريًا مشرقًا في قلب الشمس المشرقة. وتبقى مشاركة اليمن في إكسبو 2025 شاهدًا على قدرته في تحويل تحدياته إلى فرص، وموروثه إلى رسالة سلام تتجاوز الحدود.