الرئيسية - تقارير وحوارات - زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو وتحولات الاتجاهات الدولية – قراءة استراتيجية في دلالات التوقيت والنتائج
زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو وتحولات الاتجاهات الدولية – قراءة استراتيجية في دلالات التوقيت والنتائج
الساعة 06:40 مساءً اعداد: د. فياض النعمان

 

في لحظة فارقة من تاريخ اليمن الحديث وفي ظل واقع إقليمي ودولي متشابك جاءت زيارة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى العاصمة الروسية موسكو لتضع اليمن في صدارة الأحداث مجددا ليس فقط بوصفها ساحة صراع بل كدولة تبحث عن استعادة موقعها الطبيعي في خارطة العلاقات الدولية وتسعى إلى تثبيت دعائم الشرعية وترسيخ مبادئ السيادة وبناء شراكات استراتيجية متعددة الاتجاهات وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس حيث تتعاظم التحديات أمام الدولة اليمنية أمنيا واقتصاديا وسياسيا وسط استمرار الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا وتنامي التدخلات الإقليمية والدولية التي تهدد وحدة اليمن واستقراره.

 

تمثل موسكو بما تمتلكه من ثقل سياسي وعسكري في المنظومة الدولية لاعبا مؤثرا في ملفات الشرق الأوسط وتحديدا في الملف اليمني الذي ظل حتى وقت قريب محسوبا على التحالفات الغربية والخليجية وعليه فإن الانفتاح اليمني نحو روسيا يعكس رغبة القيادة الشرعية في كسر دائرة الاستقطاب الضيقة وفتح المجال أمام تنويع الحلفاء وتوسيع قاعدة الدعم الدولي خصوصا في المحافل الأممية ومجلس الأمن حيث تحتفظ روسيا بحق النقض (الفيتو).

مضامين سياسية واقتصادية واستراتيجية

زيارة الرئيس العليمي لروسيا لم تكن بروتوكولية أو رمزية بل حملت مضامين سياسية واقتصادية واستراتيجية عميقة تجلت في لقاء القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفي الخطاب الموجه للنخب الأكاديمية بمعهد الاستشراق الروسي وفي الحوار الإعلامي مع قناة روسيا اليوم لتشكل في مجملها محطة بالغة الدلالة في مسار الدبلوماسية اليمنية ومؤشر واضح على انتقال القيادة السياسية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة المبادرة وبناء التحالفات الفاعلة.

 

أولا: السياق العام للزيارة

١- التحولات في البيئة الدولية: حرب باردة بنسخة جديدة

تأتي زيارة الرئيس رشاد العليمي إلى موسكو في ظل مشهد دولي يعاد تشكيله على وقع المواجهات الجيوسياسية الكبرى خصوصا بين روسيا من جهة والغرب بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى ففي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 تصاعدت حدة التوترات على الساحة الدولية وبدأ العالم يشهد حالة من الاستقطاب تشبه إلى حد كبير ملامح الحرب الباردة، لكن بنسخة جديدة تتداخل فيها أدوات الصراع العسكري والتقني والإعلامي والاقتصادي.

تحت وطأة هذا الاستقطاب تسعى الدول الصغيرة والمتوسطة ومنها اليمن إلى انتهاج سياسات خارجية أكثر مرونة وانفتاحا تجنبها الاصطفاف الكامل مع محور على حساب آخر وتحافظ على مصالحها السيادية وهذا ما بدا جليا في توجه القيادة اليمنية نحو روسيا ليس بدافع البحث عن بديل للموقف الغربي أو الخليجي بل لتوسيع رقعة التأييد الدولي للشرعية وتوظيف التوازنات الكبرى لصالح القضية اليمنية.

في هذا الإطار يمكن قراءة زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو بوصفها مناورة سياسية ذكية لإخراج الملف اليمني من هامش الصراع العالمي إلى صلب الاهتمام الدولي وتقديمه كقضية سيادة وطنية وتهديد إقليمي يتطلب موقفا دوليا منصفا لا تقوده الاعتبارات الأيديولوجية أو الحسابات الضيقة بل يستند إلى القيم الأساسية لمبادئ الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول ووحدتها.

2. التطورات الإقليمية: نفوذ إيران وتحدي الميليشيات

تتعاظم ملامح التمدد الإيراني في المنطقة عبر أذرع طائفية ومليشيات مسلحة في لبنان والعراق واليمن وتعد مليشيات الحوثي الارهابية إحدى أهم أدوات إيران في الجزيرة العربية حيث تمثل تهديدا مزدوجا للأمن الوطني اليمني والأمن القومي الخليجي بل وتهدد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

رسالة استراتيجية

قراءة دقيقة للسياق الإقليمي تظهر أن التحدي لم يعد مجرد انقلاب داخلي على مؤسسات الدولة اليمنية بل مشروع إيراني متعدد الأبعاد يسعى لتكريس نفوذ طهران في خاصرة الخليج العربي وتحويل اليمن إلى قاعدة متقدمة للنفوذ السياسي والعسكري الإيراني ومن هذا المنطلق فإن زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو لم تكن فقط محاولة لتعزيز علاقات ثنائية بل أيضا رسالة استراتيجية موجهة نحو المجتمع الدولي وموسكو تحديدا بأن استمرار الصمت أو الحياد تجاه سلوك الحوثيين يعني دعما ضمنيا لمشروع طهران التوسعي.

تكتسب هذه الرسالة أهمية خاصة في ظل العلاقات الجيدة التي تجمع بين روسيا وإيران وبالتالي فإن التوجه اليمني نحو روسيا يحمل طابعا مزدوجا أوله محاولة تحييد موسكو عن الدعم الرمزي أو السياسي غير المباشر للمليشيات الحوثية وثانيه دعوة روسيا للعب دور أكثر توازنا في مجلس الأمن تجاه الأزمة اليمنية.

 

3. الوضع الداخلي: الحاجة إلى دعم متعدد الأبعاد

تمر اليمن بمرحلة بالغة الحساسية فمع تعثر جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة واستمرار تعنت المليشيات الحوثية الارهابية وتدهور الوضع الاقتصادي والإنساني تتزايد الحاجة إلى دعم دولي حقيقي يتجاوز البيانات والتصريحات ليتحول إلى مشاريع فاعلة على الأرض تدعم مسار الدولة وتكبح جماح الميليشيات.

 

تواجه الحكومة اليمنية تحديات جسيمة تبدأ من إعادة بناء مؤسسات الدولة ولا تنتهي بتأمين الموارد ودفع المرتبات وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة ولعل من أبرز العقبات حالة الإنهاك الاقتصادي الناتج عن توقف تصدير النفط جراء هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية وغياب الدعم الخارجي الفعال.

في هذا السياق فإن انفتاح القيادة اليمنية على روسيا يندرج ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تنويع مصادر الدعم السياسي والاقتصادي وتوجيه رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن اليمن دولة تبحث عن الاستقرار لا المحاور وعن السلام لا الاستقطاب وأنها منفتحة على كل المبادرات الجادة التي تراعي سيادتها وتدعم مسارها نحو التعافي.

 

4. الحسابات الروسية: ما الذي تريده موسكو من اليمن؟

من الجانب الروسي لا تخلو الزيارة من دلالات ومصالح خاصة فروسيا التي تسعى إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط تنظر إلى اليمن بوصفه موقعا استراتيجيا بالغ الأهمية له صلة مباشرة بأمن البحر الأحمر وباب المندب وبإمدادات الطاقة العالمية.

 

انخراط روسيا في الملف اليمني ولو على المستوى السياسي والدبلوماسي يمنحها موطئ قدم جديد في أحد أكثر الملفات حساسية في المنطقة كما يمكنها من التفاوض من موقع أقوى في ملفات أخرى ترتبط بها دول الخليج وأوروبا وخصوصا في سياق التوازنات مع الولايات المتحدة.

 

من هذا المنظور قد ترى موسكو في العلاقة مع القيادة الشرعية اليمنية فرصة لبناء شراكة جديدة تؤسس لوجود روسي مستقبلي في اليمن سواء في الموانئ أو في مشاريع الطاقة أو في إعادة الإعمار في مقابل دعم سياسي واعتراف بشرعية مجلس القيادة الرئاسي وعدم الانجرار وراء سرديات المليشيات الحوثية الارهابية.

 

5. الحاجة إلى إعادة تعريف الملف اليمني دولياً

منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015 ساد في بعض الدوائر الدولية تصور مبسط للصراع ينظر إليه كمجرد حرب أهلية بين طرفين محليين وهذا التوصيف المضلل ساهم إلى حد كبير في إضعاف موقف الشرعية اليمنية وتخفيف الضغط الدولي على المليشيات الارهابية الحوثية الذين استفادوا من التعاطف الأممي ومن غموض المواقف الدولية.

 

وفي ظل هذا الخلل في التوصيف بات من الضروري إعادة تعريف طبيعة الصراع على المستوى الدولي باعتباره انقلابا دمويا مدعوما خارجيا من النظام الايراني وليس نزاعا بين أطراف متكافئة وقد حملت زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو هذا الهدف ضمن أولوياتها حيث حرصت القيادة اليمنية على طرح القضية من زاوية استراتيجية وجيوسياسية تبرز طبيعة التهديد الذي تمثله الميليشيات الحوثية الارهابية على الأمن الإقليمي والدولي وتجعل من دعم الشرعية مصلحة مشتركة لا تفضلا سياسيا.

ثانيا: أهداف الزيارة ورسائلها السياسية

١- تثبيت الشرعية وتأكيد السيادة

على رأس الأهداف الاستراتيجية التي حملها الرئيس رشاد العليمي في زيارته لموسكو كان تثبيت الشرعية اليمنية في المحافل الدولية وإعادة التأكيد على سيادة الدولة اليمنية ووحدة أراضيها فبعد سنوات من الحرب والانقلاب باتت مليشيات الحوثي الارهابية تسعى بكل الوسائل السياسية والإعلامية إلى فرض نفسها كأمر واقع مدعومة بذلك من النظام إيراني وبعض الشبكات الدولية المتعاطفة معها ولهذا فإن مواجهة هذا المسار لا يكون فقط عسكريا بل يتطلب تحركا سياسيا ودبلوماسيا عالي المستوى.

 

جاء لقاء العليمي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين داخل أسوار الكرملين محملا بهذه الرسالة لتقول القيادة الشرعية اليمنية بشكل مباشر وواضح "نحن الممثل الشرعي الوحيد للشعب اليمني ونعول على دوركم كلاعب دولي في إنصاف اليمن واحترام إرادته السياسية ورفض الانقلابات المسلحة".

 

هذه الرسالة اكتسبت وزنا خاصا لكونها تطرح أمام دولة مثل روسيا التي تمثل أحد أقطاب النظام الدولي وتملك قدرة حقيقية على التأثير في قرارات مجلس الأمن وسبق أن لعبت أدوارا متقدمة في ملفات سورية وليبيا وأوكرانيا ومع أن الموقف الروسي من الحرب اليمنية ظل رماديا إلى حد ما خلال السنوات الماضية فإن زيارة العليمي جاءت لتحدث خرقا في هذا الجمود وتطرح معادلة جديدة عنوانها "دعم الاستقرار في اليمن يمر حتما عبر دعم الشرعية لا عبر غض الطرف عن الانقلاب".

 

٢- تحجيم الدور الإيراني وكشف الازدواجية الدولية

في صميم الرسائل السياسية التي حملها العليمي كان هناك تركيز عميق على فضح حجم الدعم الإيراني المقدم للمليشيات الحوثية الارهابي ليس فقط من حيث التسليح والتدريب بل أيضا من حيث الدعم الأيديولوجي والإعلامي ومحاولة تكرار النموذج اللبناني لحزب الله داخل اليمن.

 

وفي هذا الصدد، شكت المقابلة التي أجراها الرئيس العليمي مع قناة “روسيا اليوم” نقلة نوعية في طريقة الخطاب السياسي اليمني الموجه إلى الخارج إذ لم تقتصر تصريحاته على التبرير والدفاع بل قدم رؤية نقدية للمجتمع الدولي مبرزا ازدواجية المعايير في التعامل مع المليشيات الحوثية الارهابية الذين يعاملون أحيانا كطرف سياسي رغم سجلهم الطويل في انتهاكات حقوق الإنسان ورفضهم للحوار السلمي.

بهذه المقاربة لم تكن الزيارة مجرد مطلب للدعم بل كانت تحديا أخلاقيا وسياسيا للمعايير الدولية ورسالة مفادها أن العالم يجب أن يتعامل مع الحقائق كما هي لا كما يتم ترويجها عبر لوبيات إعلامية أو حسابات جيوسياسية ضيقة.

٣- الاستثمار في الدبلوماسية الثقافية والمعرفية

من الرسائل الذكية التي حملتها الزيارة حرص القيادة اليمنية على مخاطبة النخب الثقافية والبحثية في روسيا وليس فقط صانعي القرار السياسي إذ يعد معهد الاستشراق الروسي أحد أعرق المؤسسات البحثية في مجال دراسات الشرق الأوسط وله تأثير غير مباشر في تشكيل المزاج الأكاديمي والسياسي في موسكو.

ولقد خاطب الرئيس العليمي هذه النخب بلغة العقل والمنطق بعيدا عن الشعارات والخطابات وقدم شرحا تاريخيا وتحليليا للصراع في اليمن مدعوم بالحقائق والمعطيات وهذا النوع من الخطاب يخاطب وجدان الباحثين والخبراء الذين يعدون جسورا بين الحكومات والشعوب وبين دوائر القرار والإعلام.

توظيف هذا النوع من الدبلوماسية الثقافية يعكس وعيا استراتيجيا بأهمية الرأي العام في تشكيل السياسات الخارجية وبأن كسب تعاطف النخبة الروسية قد يحدث فرقا حقيقيا في مقاربة موسكو للأزمة اليمنية في المستقبل.

النتائج:

١- مثلت زيارة الرئيس رشاد العليمي إلى موسكو نقطة تحول نوعية في مسار السياسة الخارجية اليمنية وعكست نقلة دبلوماسية وازنة على مستوى الشكل والمضمون فللمرة الأولى منذ سنوات تفتح أبواب الكرملين أمام رأس الدولة اليمنية بما يعكس حجم الاعتراف الدولي بالقيادة الشرعية ويترجم عمليا رسالة دعم سياسية مهمة تتجاوز حدود المجاملة الدبلوماسية إلى تبني رؤية متقدمة للشراكة الاستراتيجية.

٢- ترسيخ موقع اليمن كملف دولي يستحق اهتمام القوى الكبرى وتجديد الاعتراف الرسمي الروسي بمجلس القيادة الرئاسي كمرجعية شرعية ووحيدة ما يشكل مكسبا سياسيا استراتيجيا في لحظة حرج تتصاعد فيها محاولات الالتفاف على الشرعية تحت مسميات تفاوضية أو مبادرات ملغّمة.

٣- أسفرت الزيارة عن كسر الحاجز السياسي بين مليشيات الحوثي الارهابية وموسكو وفتح آفاق جديدة للتواصل الثنائي خصوصا في ملفات الأمن والملاحة والبحر الأحمر وإن لم تترجم بعد إلى اتفاقات ملموسة إلا أنها أطلقت مرحلة تحضيرية لإعادة تشكيل العلاقات على أسس أكثر توازنا واستقلالية.

٤- شكل الظهور الإعلامي للرئيس العليمي وخطابه أمام معهد الاستشراق الروسي منصة توعوية مهمة لإعادة شرح القضية اليمنية بمفردات دقيقة ومؤثرة ساهمت في فضح خطاب المليشيات الحوثية الارهابية وكشف أبعاد المشروع الإيراني في اليمن وتحفيز التعاطف الفكري والسياسي الروسي تجاه معاناة اليمنيين.

٥- الزيارة أرست ملامح تحول نوعي في الأداء الدبلوماسي اليمني الذي يعتمد الحركية والانفتاح والذكاء السياسي وتؤسس لمرحلة توازن جديدة في علاقات اليمن مع القوى الدولية وتعزز فرص السلام وتحد من النفوذ الإيراني بالمنطقة.

٦- الزيارة رسخت الشرعية اليمنية وفضحت مشروع المليشيات الحوثية الارهابية وأعادت اليمن إلى موقعها الطبيعي كدولة تبحث عن السلام عبر الدولة لا عبر سلاح المليشيات.

 

الخاتمة:

تأتي زيارة الرئيس رشاد العليمي إلى موسكو في لحظة دقيقة من التاريخ اليمني حيث تتقاطع التحديات الداخلية مع تحولات إقليمية ودولية عاصفة وفي هذا السياق لم تكن الرحلة إلى الكرملين مجرد نشاط بروتوكولي بل حدثا سياسيا محوريا يعيد تعريف موقع اليمن في الخارطة الجيوسياسية الدولية.

 

ولقد حملت الزيارة دلالات بالغة في بعدها الرمزي والسياسي وحققت مكاسب استراتيجية تتجلى في تثبيت الشرعية وتوسيع دائرة الاعتراف الدولي وتوجيه رسائل واضحة للمليشيات الحوثية الارهابية وداعميهم بأن مشروع الانقلاب لن يمنح شرعية مهما طال الزمن كما كشفت عن وعي سياسي ناضج لدى القيادة اليمنية يتجاوز الانغلاق الإقليمي إلى انفتاح ذكي على القوى الدولية.

 

فاليمن اليوم بحاجة إلى استثمار هذا الزخم عبر بلورة استراتيجية دبلوماسية متكاملة تعيد توجيه بوصلة التحرك السياسي وتبني تحالفات جديدة على قاعدة المصالح والسيادة لا الارتهان فالزيارة كانت البداية فقط أما التحدي الأكبر فهو في ترجمة نتائجها إلى واقع ملموس يضمن لليمن موقعا لائقا بين الدول ويقود إلى سلام عادل ومستدام.

 

▪️ مركز اليمن الحديث للدراسات الإعلامية والسياسية