شددت الولايات المتحدة الأميركية من اجراءاتها الأمنية وحظر حمل الهواتف المحمولة أو غيرها من الأجهزة الإلكترونية إذا لم يكن بالإمكان تشغيلها لفحصها على الطائرات القادمة من بعض المطارات الخارجية المتجهة إليها ويأتي تشديد هذه الإجراءات وسط تفاقم انعدام الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإحالة المشتبه به الأول في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي أحمد أبو ختالة إلى القضاء الأميركي.مما يبدو أن هذا الإجراء الذي يعد الأول من نوعه له صلة بالقلق المتزايد إزاء التهديدات الموجهة للرحلات الجوية المتجهة إلى أميركا.. وفي هذا السياق أعلنت الوكالة الاميركية للنقل الجوي أمس أن المعدات الالكترونية غير المشحونة بالكهرباء التي يتعذر بالتالي تشغيلها لن يسمح بها على الطائرات المتجهة الى الولايات المتحدة. وافادت الوكالة في بيان أن المسؤولين الأمنيين “يدققون في جميع المعدات الالكترونية. في أثناء التفتيش يمكنهم أن يطلبوا من اصحابها تشغيلها ومن بينها الهواتف المحمولة”. وأضاف البيان أن “الآلات غير المشحونة لن تقبل على متن الطائرة” كما “قد يخضع المسافر لتفتيش إضافي”. وذكرت الوكالة بأن وزير الأمن الداخلي الاميركي جاي جونسون اعلن الاربعاء عن تشديد الامن في عدد من المطارات. وفيما لم تكشف تفاصيل هذه الاجراءات يوفر البيان الذي نشرته الوكالة بعض التوضيحات. وأفاد مصدر مقرب من الملف قناة ان بي سي ان السلطات تخشى استخدام الكمبيوترات المحمولة والأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة وغيرها من المعدات الالكترونية كعبوات. وأكد وزير الأمن الداخلي أن الاجراءات الجديدة ستطبق “في الأيام المقبلة” من دون تحديد المطارات المعنية. وصرح مسؤول في الوزارة ان المطارات هذه تقع في الشرق الاوسط واوروبا كما طلبت دائرة الامن الداخلي الاميركية التي تشمل الوكالة الاميركية للنقل الجوي من سلطات المطارات والسلطات الجوية العاملة في اوروبا وغيرها مواصلة التدقيق في أحذية الركاب المتجهين الى الولايات المتحدة وزيادة عدد التفتيشات المحددة لامتعة الركاب باستخدام آلات الكشف بحسب قناة ايه بي سي الاخبارية. والتهديد الذي لم يحدد يحيط حاليا بالمطارات التي تنقل الركاب الى الولايات المتحدة وهو “مختلف وأكثر إثارة للقلق مما استهدف شركات النقل الجوي في السابق” بحسب وزارة الامن الداخلي الاميركية. وأكد جونسون “سنحاول قدر المستطاع الحد من الازعاج الذي قد تلحقه هذه الاجراءات الضرورية بالمسافرين”. ولم يحدد جونسون أو إدارة سلامة النقل المطارات الأكثر إثارة للقلق وأشارا فقط إلى أن الأمر يتعلق بالمطارات الموجودة في الخارج والتي تنطلق منها رحلات مباشرة إلى الولايات المتحدة.وقال إن المسؤولين الأميركيين يتبادلون المعلومات حول هذا التهديد مع الدول الأخرى وقطاع الطائرات. وفي الاشهر الاخيرة اعتبر خبراء اميركيون في مكافحة الارهاب انه من المحتمل اعتماد المتطرفين استراتيجيات جديدة لتجاوز اجراءات التفتيش في المطارات محذرين من متفجرات لا يمكن رصدها. وكانت وسائل الاعلام الأميركية قد نقلت الاسبوع الماضي عن مصادر حكومية إن تشديد الاجراءات الامنية يأتي في ظل مخاوف من قيام جماعات إرهابية بتطوير قنابل يصعب اكتشافها. وكانت شبكة إبه بي سي نيوز قد ذكرت الأسبوع الماضي أنه سوف يطلب أيضا من سلطات المطارات الدولية وشركات الطيران فحص أحذية الركاب بدقة أكثر واستخدام المزيد من أجهزة كشف المتفجرات. وقد أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا أنها ستنفذ طلبات الإدارة ولم يتضح عدد المطارات التي ستطالها هذه الإجراءات وإن كان ذلك سوف يؤدي الى تأخير المسافرين.