الرئيسية - عربي ودولي - جنوب السودان يحيي الذكرى الثالثة للاستقلال في أجواء حزينة
جنوب السودان يحيي الذكرى الثالثة للاستقلال في أجواء حزينة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أحيت دولة جنوب السودان أمس الذكرى السنوية الثالثة لاستقلاله في خضم حرب أهلية وشبح مجاعة يدق ناقوس خطر إنساني هائل بعد أشهر من الفظائع والمجازر القبلية.لا سيما وان شعب الجنوب كان يأمل أن تأتي هذه الذكرى بالأفضل لبلادهم عن سابقها عندما احتفلت في أجواء من الفرح باستقلالها في التاسع من يوليو 2011م ولم تشهد هذه الذكرى عروضا أو خطابات سياسية بسبب كبر حجم مأساة الاقتتال الذي انطلق نهاية العام 2013م.. وقد دفع النزاع الدائر بين الجيش الموالي للرئيس سلفا كير وحركة تمرد يقودها نائبه السابق رياك مشار بعشر السكان الى النزوح من ديارهم أي أكثر من مليون ونصف مليون جنوب سوداني وعن مقتل الآلاف وربما عشرات الآلاف وزاد في تفاقم الخصومات بين مختلف قبائل البلاد. ويأتي النزاع في هذه البلاد التي تعد أحدث دولة في العالم على التقدم القليل الذي تحقق منذ الاستقلال في هذا البلد الفتي الذي انطلق تقريبا من الصفر على الرغم من أنه يملك ثروة نفطية تعتبر مورده الوحيد. والعاصمة جوبا التي انطلقت منها المعارك في نهاية العام 2013 بين وحدات من جيش جنوب السودان وموالين لمشار قبل أن تمتد إلى مناطق أخرى نجت نسبيا من المواجهات منذ أشهر عدة لكن الحرب تركت فيها بصماتها لا سيما في القاعدتين التابعتين للأمم المتحدة. وأوضح غتلواك نهيال (34 سنة) “كنا في الماضي متحدين والآن نحن مختلفون”. وبائع الثياب السابق هذا أصبح لاجئا في معسكر الامم المتحدة في تومبينغ قرب مطار جوبا حيث ستحط طائرات الرؤساء الأجانب المدعوين إلى الاحتفالات الرسمية. وسيمضي أكثر من ثلاثين ألف شخص معظمهم من قبيلة النوير التي ينتمي إليها رياك مشار هذه الذكرى الثالثة للاستقلال في تلك المعسكرات التي لجأوا إليها. وقد ارتكب الجيش عندما استعاد السيطرة على جوبا في ديسمبر الماضي مجازر بحق المئات من النوير الذين ما زالوا مرعوبين وعاجزين عن العودة الى ديارهم رغم الظروف شديدة القساوة التي يعيشونها. وفضلا عن الاختلاط وغياب نظام الصرف الصحي زادت الأمطار في الطين بلة وحولت بقية المخيم الى أوحال. وكتب على لافتات ألصقت في مختلف أنحاء العاصمة “شعب أمة” في ذكرى الاستقلال متجاهلة عدة مجازر وفظائع ارتكبها الطرفان المتناحران على أسس قبلية منذ /ديسمبر 2013م باستثناء تلك الملصقات لاشيء يدل على الاحتفالات المقبلة في شوارع جوبا التي تتضمن كما حصل خلال السنتين الأخيرتين استعراضا عسكريا وخطابا عند النصب التذكاري لجون قرنق زعيم حركة التمرد التاريخي الذي توفي في 2005م في السنة التي تم خلالها التوقيع على اتفاق سلام مع الخرطوم أدى بعد ذلك إلى الاستقلال. وفي شمال وشرق البلاد في المناطق الأكثر تضررا من النزاع يحول الوضع الإنساني الكارثي دون أي بوادر فرح. ويبدو أن حدة المعارك خفت نسبيا منذ التوقيع على اتفاق وقف اطلاق نار في مايو الماضي تحت الضغط الدولي وكذلك بسبب موسم الامطار الذي يحد من تحرك القوات والعتاد. وفي ولاية الوحدة (شمال) النفطية ما زالت الحقول متوقفة عن العمل وقد نزح نحو أربعين ألف شخص منذ ابريل إلى مخيم الأمم المتحدة المحلي بسبب الجوع خصوصا. وقد دقت الوكالات الإنسانية ناقوس الخطر. وقالت إن المجاعة تهدد حوالي أربعة ملايين شخص أي ثلث السكان الذين عزل قسم كبير منهم بسبب الأمطار التي تعطل حركة السير على الطرق. ومع تعثر مباحثات السلام في أديس أبابا عاصمة اثيوبيا تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ ابريل بإلقاء المواد الغذائية من الجو في ليير بولاية الوحدة. والمرة الأخيرة التي استخدمت فيها مثل هذه الطريقة كانت في 1998م في افغانستان.