الرئيسية - عربي ودولي - كيري: أفغانستان تمر بلحظة فارقة
كيري: أفغانستان تمر بلحظة فارقة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن أفغانستان تعيش «لحظة فارقة وجاءت تصريحاته خلال زيارة لأفغانستان يسعى فيها لخفض حدة التوترات الناجمة عن الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتائجها. ويلتقي كيري في كابول مرشحي الرئاسة الأفغانية عبد الله عبد الله وأشرف غاني اللذين يزعم كل منهما الفوز بانتخابات يونيو الماضي. وقال المرشح الرئاسي غاني إنه يوافق على إجراء «مراجعة دقيقة» لفرز الأصوات. وأضاف غاني أن تلك المراجعة من شأنها أن تساعد في التأكد من «النزاهة والشرعية التي سيؤمن بها شعب أفغانستان والعالم أجمع.» ومن المقرر أن يتنحى الرئيس الأفغاني الحالي حامد كرزاي عن حكم البلاد بعد عشر سنوات قضاها في منصبه. وكان كرزاي قد تولى رئاسة البلاد عقب الإطاحة بطالبان على يد الولايات المتحدة وحلفائها. وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء ما يتردد عن نية عبد الله الذي ترجح نتائج أولية للانتخابات أنه خسر أمام منافسه تشكيل «حكومة موازية». وسعى وزير الخارجية الأمريكية الذي يزور كابول في هذه اللحظة الحرجة لضمان أن تقدم الجهات المسؤولة عن الانتخابات نتائج تتسم بالمصداقية ويتم «قبولها على نطاق واسع» من قبل الشعب الأفغاني. وكان عبد الله قد تعرض في وقت سابق من الأسبوع الحالي لضغوط من أنصاره كي يعلن حكومة موازية. لكن الولايات المتحدة ردت سريعا بالتحذير من أن مثل هذا الإجراء من الممكن أن يؤدي إلى تعليق المساعدات والدعم الأمني. وتراجع عبد الله عن ذلك القرار بعد أن كان قريبا جدا من اتخاذه وهو في حاجة حاليا أن يوضح لأنصاره المحبطين أن اجتماعه مع كيري سيسفر عن توسيع نطاق مراجعة الأصوات حتى لا ينزلوا إلى الشوارع وهم غاضبون ومسلحون. وقال كيري عقب اجتماع عقده مع رئيس بعثة الأمم المتحدة جان كوبيس بالسفارة الأمريكية في كابول: «إننا في لحظة حرجة جدا جدا لأفغانستان.» وأضاف: «نأمل في أن يكون هناك طريقا يمكن من خلاله الإجابة على التساؤلات المثارة وتبديد شكوك الشعب بالإضافة إلى تحديد شكل المستقبل.» ويقول مراسل بي بي سي بواشنطن عليم مقبول إن زيارة كيري التي لم يعلن عنها قبلها سوى بأيام قليلة تلقي الضوء على مدى القلق الأمريكي من إمكانية انزلاق أفغانستان إلى فوضى ما بعد الانتخابات. وأضاف أن ما حدث في العراق عقب انسحاب القوات الأمريكية جعل البيت الأبيض يحرص بشدة على أن تكون أفغانستان أحسن حالا. وكانت النتائج الأولية التي أعلنها مسؤولو الانتخابات قد أظهرت تقدم غاني بأغلبية بلغت 56.44% بينما حصل عبد الله على 43.45 من إجمالي عدد الأصوات وذلك في الرابع عشر من يونيو الماضي. وكانت تلك النتائج مختلفة تماما عن نتائج الجولة الأولى من التصويت التي أجريت في إبريل الماضي والتي أشارت إلى أن عبد الله لم يكن بينه وبين الحصول على أغلبية كاملة سوى فارق بسيط حيث حصل على 44.9% في حين جاء غاني في المرتبة الثانية بحصوله على 31.5%. ويزعم كلا المرشحين أن الانتخابات شابها تزوير. وتجرى مراجعة للأصوات في أكثر من سبعة آلاف لجنة انتخابية تحوي ثلث عدد الأصوات المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأفغانية. وقال مراسلون إن إعادة الفرز من الممكن أن تغير النتيجة المقرر إعلانها في الثاني والعشرين من يوليو الجاري. وحذرت بعثة الأمم المتحدة بأفغانستان من أنه «من المبكر» أن يعلن أي من الجانبين الفوز بالانتخابات قبل إعلان النتيجة الرسمية. وطالبت المرشحين بالتزام ضبط النفس ومنع أنصارهما من «اتخاذ أي خطوات من شأنها إثارة الاضطرابات وزعزعة الاستقرار.» وتسود مخاوف من تزايد تردي الوضع الأمني في أفغانستان. ويقول مراسلون إن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بنهاية العام الجاري سوف يكون بمثابة الاختبار الذي يوضح ما إذا كانت عشر سنوات من التدريب والاستثمار في بناء قوات الأمنية الأفغانية سوف تؤتي ثمارها. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الولايات المتحدة لا زالت ملتزمة تجاه أفغانستان شريطة أن يوقع الرئيس القادم اتفاقية أمنية مع واشنطن. وكان كلا المرشحين قد أعلن التزامه بتوقيع تلك الاتفاقية مع الولايات المتحدة والتي من المقرر أن تسمح لعدد محدود من القوات الأميركية بالبقاء قي أفغانستان.