الرئيسية - عربي ودولي - مأساة عزة
مأساة عزة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تواصل آلة القتل الصهيونية أعمالها الإجرامية بصورة غير مسبوقة ضد قطاع غزة حيث صعد العدو غاراته الجوية خلال اليومين الماضيين على القطاع سقط من خلالها العشرات من المواطنين الفلسطينيين بين قتيل وجريح وسط صمت دولي مريب خصوصا من قبل الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي إذ لم نسمع على الأقل الإدانة والاستنكار ناهيك عن هشاشة وجمود الموقف العربي. حيث اكتفت الجامعة العربية بإصدار بيان يضفي مشروعية على تنفيذ حرب الإبادة التي يقودها العدو ضد أبناء الشعب الفلسطيني ففي المراحل السابقة من تاريخ ذلك العدوان أن كان العرب يكتفون بالتنديد والشجب لكن في الوقت الراهن اختفى ذلك التقليد ولم تعد هناك أي إدانة للأعمال البشعة التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين كما كان العرب والمسلمون إلى فترة سابقة على صعيد الموقفين الرسمي والشعبي يبادرون إلى تنظيم مسيرات جماهيرية ينددون بالأعمال القمعية والإرهابية التي تنفذ بحق قطاع غزة. حيث اختفت تلك المظاهر التي تعبر عن أقل ما يجب أن يكون إزاء مؤازرة الشعب الفلسطيني في جهاده المشروع ضد اليهود الصهاينة أعداء الإنسانية حيث تشن تل أبيب حرب استئصالية وتخطط لاجتياح القطاع بعد أن احتلت فلسطين بكاملها لا يجب التعويل على الموقف العربي خصوصا في المرحلة الراهنة ولكن يجب التعويل على وحدة الشعب الفلسطيني. ويعتقد الكثير من المراقبين أن الحرب السابقة التي خاضتها المقاومة في قطاع غزة ضد العدو الإسرائيلي كانت في ظروف سياسية ومناخات ملائمة حيث كانت حينذاك دمشق ملاذا حقيقيا للمقاومة غير منشغلة بأوضاعها الداخلية المرتبطة الأمر الذي يوجب لمواجهة غطرسة الكيان اللقيط وعدوانه المستمر على قطاع غزة تحديدا وعلى الشعب الفلسطيني في مناطق 48 والقدس على وجه العموم توحيد فصائل المقاومة. فلا يوجد خيار أمام إسرائيل إلا المقاومة أما المفاوضات فقد ثبت فشلها وبطلانها وأن إسرائيل ليست قوية في الحرب كما يعتقد بعض السطحيين ولكن عند المواجهة أضعف من بيت العنكبوت لأن أسطورة الجيش الذي لا يقهر نفسية وليست حقيقة بحسب التشخيص القرآني لتلك النفسية كذلك كل المؤشرات تؤكد بأن معركة المقاومة كما حدث سابقا عندما انتصرت في حربها السابقة وأفشلت الزحف البري للكيان الصهيوني على قطاع غزة. لأن الصهاينة قتلة ومحتلون وقتالهم فرض مقدس على كل المسلمين وليس على الفلسطينيين فقط ولهذا تبدو مؤشرات اللحظة الراهنة أن بقاء القضية الفلسطينية واستمرار وهجها الثوري مرهون بالعمق الاستراتيجي لزمن المقاومة وليس مرهونا ذلك بالمباحثات العبثية والمفاوضات العدمية.