الرئيسية - عربي ودولي - العلاقة الروسية ـ الكوبية
العلاقة الروسية ـ الكوبية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

التحرك الذي شهدته السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية تجاه دول أميركا اللاتينية يأتي في السياق الطبيعي للعلاقات الثنائية المتبادلة بين موسكو وتلك الدول خصوصا وهي علاقات قديمة جديدة في آن واحد فيها من عوامل الارتباط ما يتجاوز الجوانب السياسية والاقتصادية إلى الرؤى الفكرية الواحد والمشتركة لا سيما إبان العهد السوفياتي فقد كانت العلاقة بين الاتحاد السوفياتي ودول أميركا اللاتينية علاقات متميزة سادتها أشكال التعاون المختلف على شتى المجالات والأصعدة وبقت تلك العلاقات في الظرف الراهن بحاجة إلى قوة دفع جديدة واستئناف مسارها لتكون بشكل أوسع وأفضل مما كانت عليه وهو بالتأكيد ما أدركته القيادة السياسية لروسيا الاتحادية ممثلة بالرئيس فلاديمير بوتين فأعطت زيارته لدول أميركا اللاتينية رسالة مهمة حول أهمية هذه العلاقات التي لم تنتهي حتى تعود مجددا بالنظر إلى عوامل كثيرة حيث شكلت تلك الدول محورا أساسيا واستراتيجيا في الصف المناوئ للامبريالية العالمية وتصدرت القائمة من بين تلك الدول كوبا التي مثلت رأس حربة في مسار التحالفات المناهضة للقوى الامبريالية. وهو ما يوجب الحديث عن العلاقات الروسية ـ الكوبية له أبعاد ودلالات زاخرة بقيم التعاون والتكامل أكان ذلك على الصعيد السياسي أو العسكري أو الاقتصادي منذ أزمة الصواريخ وحتى اللحظة الراهنة شكلت العلاقات الروسية ـ الكوبية نموذجا فريدا ومثلت قدوة على مستوى دول أميركا اللاتينية وما يوجب التنويه هو اللقاء الودي الذي جمع بين بوتين وفيدل كاسترو خلال زيارته إلى هافانا. وقد أبدى بوتين إعجابا شديدا بذلك اللقاء وما يتمتع به كاسترو من حالة يقظة واستذكار دقيق للأحداث التي يشهدها العالم حيث ما زال كاسترو يردد ما كان يقوله سابقا بأن الامبريالية لن تستمر وأن العولمة آخر مسارات الامبريالية المغلقة وأظهر ذلك الحوار الجوانب المهمة في العلاقات بين موسكو وهافانا عقود من التواصل والتفاهم تأسست على رؤى بناءة وأفكار إيجابية ساهمت في تعزيز التحالفات الاقليمية والدولية بل أوجدت تلك العلاقات حالات متعددة من النمو والاستقرار والتوازن الذي ساد قارة أميركا اللاتينية حيث تبدو الحاجة ماسة لتحرك روسي تقوده الخارجية من أجل إصلاح علاقات موسكو مع تلك الدول لأن التوجهات الغربية المناوئة لروسيا الاتحادية تسعى للوصول إلى عمق موسكو من خلال الدول المجاورة التي كانت ضمن المعسكر الشرقي سابقا وإنما لأن مصلحة روسيا تقتضي أن تكون علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية على نحو إيجابي ومتميز وفاعل لبناء تحالفات جدية في مواجهة الفاشية الامبريالية.