الرئيسية - عربي ودولي - إسرائيل تدق طبول الحرب لاجتياح قطاع غزة
إسرائيل تدق طبول الحرب لاجتياح قطاع غزة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

كثفت اسرائيل قصفها على قطاع غزة أمس في اليوم التاسع للهجوم الجوي الذي استشهد خلالها 220 فلسطينيا فيما يسعى قادة المنطقة الى البحث عن سبل جديدة لانهاء العنف. وتهدف اسرائيل من حملة القصف الضارية الى وقف الصواريخ التي يطلقها المسلحون من قطاع غزة عقب انهيار مبادرة التهدئة التي تقدمت بها مصر الثلاثاء. واستشهد 23 فلسطينيا أمس في غارات نفذها الطيران الاسرائيلي على غزة بينهم عدد كبير من الاطفال. وتربط علاقة اخوة وقرابة بين عدد كبير من القتلى. واطلق المسلحون الفلسطينيون اكثر من 1200 صاروخ على اسرائيل التي اعلنت الثلاثاء عن مقتل اول اسرائيلي منذ بدء العدوان في 8 يوليو. ورفضت حماس اي وقف لاطلاق النار في قطاع غزة بدون التوصل لاتفاق شامل للنزاع مع اسرائيل. وتواصلت مساعي السلام حيث أجرى مسؤولون من حركة حماس محادثات مع القادة المصريين كما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى القاهرة للمشاركة في المبادرة الدبلوماسية للتهدئة. واستشهد سبعة فلسطينيين بينهم ثلاثة اطفال في ثلاث غارات جوية اسرائيلية على مدينة غزة وجنوب القطاع مساء أمس بحسب ما اعلنت وزارة الصحة في غزة. وقال المتحدث باسم الوزارة اشرف القدرة لوكالة فرانس برس ان طفلا قتل في غارة جوية على مدينة غزة بينما قتل ستة آخرون بينهم طفلان وامرأة مسنة في غارتين في خانيونس استهدفت احداهما مجموعة من المواطنين قرب مسجد الكتيبة وسط خانيونس. وقال ان هناك اربعة قتلى في احدى غارتي خان يونس من عائلة واحدة وهم “الشقيقان ياسمين وأسامة الاسطل ( 4 و 6 سنوات) ورقية الاسطل (70عاما) والشاب حسين الاسطل (23 عاما) اضافة الى جريح حالته حرجة جدا”. واشار القدرة الى “استشهاد الشقيقين اكرم محمد ابو عامر (34 عاما) وكمال ابو عامر (38 عاما) واصابة ثلاثة اشخاص آخرين بغارة شنها الاحتلال على ارضهم الزراعية شرق خان يونس”. وفي الغارة على مدينة غزة “استشهد الطفل حمزة ثاري وعمره ست سنوات”. كما قتل أربعة اطفال من عائلة بكر تتراوح اعمارهم بين 9 و11 سنة في قصف اسرائيلي استهدف كوخا للصيادين على شاطئ بحر غزة فيما اصيب عدد آخر منهم بجروح بحسب مراسلي وكالة فرانس برس ووزارة الصحة في غزة. وقال عدد من مراسلي فرانس برس ان اسرائيل اطلقت عدة قذائف باتجاه كوخ كانت بداخله مجموعة من الاطفال على الشاطىء على مقربة من فندق ينزل فيه طاقم من صحافيي ومصوري الوكالة وعدد من الصحافيين الاجانب. وسقطت اولى القذائف في هذا الموقع ما دفع الاطفال والبالغين الذين كانوا على الشاطئ الى الفرار. وسقطت القذائف في المرتين الثانية والثالثة بينما كانوا يفرون. ويبدو ان القذائف سقطت نتيجة قصف للبحرية الاسرائيلية للمنطقة التي تتوزع فيها اكواخ صغيرة يستخدمها الصيادون. ولم يصدر اي تعليق من الجيش الاسرائيلي. وفر العديد من الاطفال الى داخل فندق حيث شاهد مراسلو فرانس برس ثلاثة اطفال على الاقل مصابين بشظايا. وتم نقلهم في عربات اسعاف قامت كذلك بنقل جرحى اخرين من الشاطئ من بينهم رجل قطعت ساقه. ونقلت الجثث الاربع بعد ذلك الى مسجد ابو حصيرة بالقرب من المكان الذي قتل فيه الاطفال وهم جميعا من عائلة بكر حيث سجيت جثامينهم التي غطيت باعلام حركة فتح الصفراء. وقتل الضحايا الباقون في غارات مماثلة. واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي في غارات جوية فجر الاربعاء منازل قادة كبار في حماس من بينهم محمود الزهار غرب مدينة غزة حسبما اعلن مصدر امني في القطاع. وواصل المسلحون اطلاق الصواريخ على المناطق الساحلية في اسرائيل حيث اعترضت اربعة صواريخ فوق مدينة تل ابيب. كما القى الجيش الاسرائيلي منشورات وبعث برسائل نصية على الهواتف النقالة دعا فيها 100 الف شخص يعيشون في شمال شرق غزة الى اخلاء منازلهم. وقالت المنشورات ان الجيش سيشن “غارات جوية ضد مواقع ونشطاء ارهابيين” في مناطق الزيتون والشجاعية “لان كمية كبيرة من الصواريخ على اسرائيل اطلقت من هذه المنطقة”. وتم القاء منشورات مشابهة في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وبحسب المنشور فان “الاخلاء هو لسلامتكم” الشخصية محذرا السكان من عدم العودة الى منازلهم حتى اشعار اخر. ولكن بالنسبة الى المرضى في مستشفى الوفا في الشجاعية الذي يعاني العديد منهم من الشلل او الغيبوبة فقد اثارت تلك التحذيرات مزيدا من المخاوف. وقال مدير المستشفى بسمان العشي لوكالة فرانس برس “لا نستطيع ان نترك مرضانا فهم عاجزون” مشيرا الى ان معظمهم غير قادرين على الحركة الا يمكن تحريكهم”. واكد “لا يوجد مكان امن في غزة اذا لم يكن المستشفى امنا فاين نجد الامان”. ولم يظهر اثر كبير للتحذيرات الاسرائيلية حيث لم يشاهد سوى عدد قليل من السكان يغادرون منازلهم. وقال مراسل فرانس برس ان الاطفال جمعوا المنشورات واستخدموها في اللعب. وتساءل فيصل حسن الذين يعيش مع اولاده الخمسة في الزيتون “إلى اين سنذهب”. وقالت حماس ان التحذيرات هي اسلوب للتخويف وطمأنت السكان ان لا يقلقوا. الا ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز اكد ان التحذيرات تهدف الى حماية الابرياء. واضاف في لقاء مع وزيرة الخارجية الايطالية فدريكا موغيريني “نحن نحاول ان ندافع عن شعبنا كما هو واجبنا كما أننا نحاول جاهدين ان يقصف الابرياء في غزة”. وفي القاهرة قال القيادي في حركة فتح عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الاحمد ان لقاء عقد في القاهرة بين قيادي من حركة حماس ومسؤول مصري حول مبادرة القاهرة لوقف اطلاق النار في غزة. واضاف “نأمل ان يتم التوصل الى صيغة نهائية للمبادرة المصرية او اضافة توضيحات حول الاهداف الاساسية للمبادرة المصرية”. ووصل عباس الى القاهرة أمس للمشاركة في الجهود الدبلوماسية ومن المقرر ان يتوجه الى انقرة الخميس لحشد الدعم للوقف الفوري للقتال. ووصل موفد اللجنة الرباعية الدولية الى الشرق الاوسط توني بلير قبيل ظهر الاربعاء الى القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثم وزير الخارجية المصري سامح شكري بحسب ما قال لوكالة فرانس برس المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع شكري قال بلير انه “من المهم جدا ان يفهم الناس طبيعة هذه المبادرة” المصرية مؤكدا ان “هناك رغبة في وضع خطة من اجل غزة تتيح ربطها بالعالم وتسمح بالتوصل الى سلام حقيقي ودائم”. الى ذلك اكد مسؤول في حماس ان الحركة ابلغت الاربعاء مصر بملاحظاتها بشان مبادرة مصر للتهدئة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل. وقال غازي حمد مسؤول ملف الاتصال مع مصر لوكالة فرانس برس “ابلغنا الاخوة في مصر بملاحظاتنا لتعديل المبادرة المطروحة” مشيرا الى ان الحركة “ترفض المبادرة بشكلها الحالي”. واشار حمد الى ان الملاحظات تتعلق بان “المبادرة يجب ان تتضمن كلامٍا واضحٍا عن رفع الحصار كليا عن قطاع غزة بما في ذلك المعابر والافراج عن الاسرى المحررين في صفقة شاليط الذين تم اعتقالهم في الضفة”. واكد حمد ان “اتصالات تجري بين مصر والفصائل الفلسطينية بما فيها مع حماس الان بهدف التوصل الى التهدئة” لكنه نوه بان “التحركات الجارية لا تزال ضعيفة”. وبين حمد ان “اطرافا اخرى مثل قطر وتركيا تقوم بتحركات الى جانب مصر لاجل تحقيق التهدئة”. بينما اكد المتحدث باسم الحركة سامي ابو زهري ان حماس “ابلغت القاهرة رسميا بالاعتذار عن قبول المبادرة المصرية” لوقف اطلاق النار. واضاف ابو زهري في مؤتمر صحافي عقده في غزة مساء ان رفض حركته للمبادرة “لانها تدعو الى وقف القتال قبل الالتزام الاسرائيلي بشروط المقاومة ولا يوجد اي ضامن للاستجابة لمطالبنا”. وشدد ابو زهري “لن نقبل اي مبادرة لا تستجيب سلفا للشروط الفلسطينية ولا يمكن التعامل معها باي حال من الاحوال” مؤكدا ان “المقاومة ستستمر لاجبار المحتل لقبول شروطنا”. من ناحيته اكد مصدر فلسطيني مطلع لفرانس برس ان “الفصائل الفلسطينية خصوصا حماس والجهاد الاسلامي تعترض على استخدام كلمة الاعمال العدائية في مبادرة مصر للتهدئة لان الفصائل تقوم بالدفاع عن النفس ومقاومة المحتل وهذه مقاومة مشروعة اما ما يقوم به الاحتلال فهو العدوان”. واوضح “لا نعرف اذا كانت مصر ستقوم بتعديل المبادرة بما يحقق المطالب الفلسطينية” مشددا ان “الوضع صعب ومعقد ونتوقع ان تعقد لقاءات بين الفصائل ومصر في اقرب وقت لاجل تعديل صيغة المبادرة وتحقيق التهدئة”.