أكد مستشار بوزارة الداخلية الأوكرانية أمس أن نحو 300 شخص لقوا حتفهم عندما تحطمت طائرة ركاب ماليزية في شرق أوكرانيا وبينما لم يستبعد رئيس أوكرانيا بترو بوروشنكو أن تكون الطائرة أسقطت أكد موقع رسمي للانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا أن الطائرة أسقطتها طائرة أوكرانية أسقطتها بدورها القوات الموالية لروسيا لاحقاٍ. وقال موقع رسمي للمسلحين الموالين لروسيا في أوكرانيا أن الطائرة الماليزية التي تحطمت في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا وعلى متنها قرابة 300 راكب أسقطتها طائرة أوكرانية أسقطتها بدورها القوات الموالية لروسيا لاحقا. وقال الموقع الرسمي لـ”جمهورية لوغانسك” ان “شهود عيان شاهدوا بوينغ 777 تتعرض لهجوم من قبل طائرة مطاردة أوكرانية.. وبعد ذلك انشطرت الطائرة الى شطرين وسقطت على أراضي جمهورية لوغانسك (التي أعلنها الانفصاليون من طرف واحد في شرق أوكرانيا). وبعد الهجوم تم إسقاط الطائرة الأوكرانية التي هوت هي الأخرى في أراضي جمهورية لوغانسك”. ويأتي هذا التأكيد رداٍ على تصريحات للرئيس الأوكراني الذي أعلن انه “لا يستبعد” ان تكون الطائرة الماليزية “أسقطت” في شرق البلاد في تلميح لهجوم عدائي عليها من قبل الانفصاليين الذي يواجهون حكومته عسكريا. وقال الرئيس بترو بوروشنكو في بيان رئاسي ان “هذه هي الحالة المأسوية الثالثة في الأيام الأخيرة بعد إسقاط طائرة انطونوف-26 وطائرة سوخوي-25 الأوكرانيتين من داخل الأراضي الروسية”. وتابع البيان “لا نستبعد ان تكون الطائرة (الماليزية) أسقطت ونؤكد أن القوات المسلحة الأوكرانية لم تطلق النيران باتجاه أي أهداف في الجو”.

ورداٍ على اتهام الرئيس الأوكراني للانفصاليين بإسقاط الطائرة حمل الزعيم الانفصالي الأوكراني ألكسندر بوروداي بدوره القوات الحكومية مسؤولية إسقاط طائرة ركاب ماليزية في شرق أوكرانيا. وقال بوروداي لتلفزيون روسيا 24 الحكومي الروسي “يبدو أنها طائرة ركاب بالفعل.. أسقطتها القوات الجوية الأوكرانية في حقيقة الأمر”. وقال رئيس الوزراء الماليزي إنه صدم من تحطم الطائرة الماليزية وإنه أمر بتحقيق فوري. وقالت أولغا لابو المتحدثة باسم رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك أمس أن رئيس الوزراء أمر بالتحقيق في “كارثة الطائرة” التي سقطت في شرق أوكرانيا. وأعلن الكرملين أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ في اتصال هاتفي نظيره الأميركي باراك أوباما أن طائرة ماليزية تحطمت على أراضي أوكرانيا. وكان الزعيمان يجريان الاتصال المقرر سلفا عن الوضع في أوكرانيا عندما تكشفت الأنباء عن حادث التحطم من ابراج المراقبة الجوية. وهذا الحادث المؤلم هو الثاني من نوعه الذي تتعرض له إحدى طائرات الخطوط الجوية الماليزية من نوع بوينغ 777 في فترة لا تتعدى خمسة أشهر. وفي 8 مارس اختفت طائرة ماليزية من طراز بوينغ 777 بعد وقت قصير من إقلاعها من العاصمة الماليزية كوالالمبور في طريقها إلى العاصمة الصينية بكين وكان على متنها 239 شخصا من الركاب وأفراد الطاقم. وما يزال اختفاء الطائرة وهلاك جميع ركابها لغزا يحير أكثر من دولة شاركت في البحث عن حطام الطائرة دون جدوى ليظل سقوطها سرا يؤرق الشركة المالزية وأهال الركاب الضحايا الذين كان اغلبهم من الصينيين. وكانت الطائرة التي قالت مصادر أنها من طراز بوينغ 777 في طريقها من أمستردام إلى كوالالمبور. وسقطت الطائرة فيما يبدو في منطقة عمليات عسكرية حيث تقاتل قوات الحكومة الأوكرانية الانفصاليين الموالين لروسيا. ونقلت وكالة انترفاكس عن مصدر منفصل لم يكشف عنه في جهاز الأمن الأوكراني قوله ان الطائرة اختفت من على الرادار على ارتفاع عشرة آلاف متر سقطت بعده بالقرب من بلدة شاختيوريسك. وقال تقرير لوكالة انترفاكس-أوكرانيا ان الطائرة سقطت على مسافة 50 كيلومترا من المجال الجوي الروسي. وذكرت مصادر أوكرانية لم يكشف عنها ان الطائرة “بدأت تسقط وبعد ذلك عثر عليها وهي تحترق على الأرض في الأراضي الأوكرانية.” وقال شهود عيان إن عشرات الجثث تتناثر حول حطام طائرة ركاب يتصاعد منه الدخان بعد تحطمها في شرق أوكرانيا. وقال عامل إنقاذ من خدمات الطوارئ إن 100 جثة على الأقل عثر عليها حتى الآن في الموقع قرب قرية غرابوفو وإن بقايا الحطام متناثرة عبر منطقة يصل قطرها الى 15 كيلومترا. وقالت إدارة منطقة دونيتسك في بيان أن “عدد القتلى غير معروف بعد” مضيفة أن المنطقة التي وقعت فيها الطائرة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا. وقالت وكالة انترفاكس الأوكرانية أن مسعفين تابعين لوزارة الحالات الطارئة توجهوا إلى مكان الحادث. وأكدت الخطوط الجوية الماليزية “فقدان الاتصال” مع احدى طائراتها في اجواء اوكرانيا. وكتبت شركة الطيران على حسابها على موقع تويتر ان “الخطوط الجوية الماليزية فقدت الاتصال مع الرحلة ام اتش 17 المقبلة من امستردام”. وأضافت ان “الموقع الأخير الذي عرف لها كان فوق أوكرانيا” مشيرة الى انها ستعلن عن تفاصيل إضافية قريبا. وإثر الإعلان عن الحادث انخفضت بورصة وول ستريت مع خشية المستثمرين من انعكاسات التوتر في المنطقة على الاقتصاد العالمي. كما أعلنت شركات طيران انها ستتجنب المجال الجوي فوق شرق أوكرانيا.

وقالت شركة دويتشه لوفتهانزا وهي أكبر شركة خطوط جوية في ألمانيا أمس أن طائراتها ستتجنب الطيران في المجال الجوي فوق شرق أوكرانيا بعد سقوط طائرة الركاب الماليزية. وقالت متحدثة باسم الشركة “لوفتهانزا قررت تجنب المجال الجوي فوق شرق أوكرانيا بهامش واسع ويسري ذلك على الفور”. واضافت ان الشركة ستستمر في الطيران إلى مطارات كييف وأوديسا في الوقت الراهن. وفي موسكو قالت شركة الخطوط الجوية الروسية ترانسايرو أمس أنها ستتجنب المجال الجوي الأوكراني بعد سقوط طائرة الركاب الماليزية. كما أعلنت شركة الطيران التركية تيركيش إيرلاينز والروسية إيروفلوت عن الإجراءات ذاتها.