الرئيسية - تحقيقات - الحوادث المرورية .. “سباق الإفطار” مع الموت !!
الحوادث المرورية .. “سباق الإفطار” مع الموت !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

المرور: الارهاق والسرعة المفرطة والجهل بقواعد السير .. وراء تفاقم الحوادث في شهر رمضان

شرطة السير: عممنا خطة لتنظيم حركة السير والقضاء على الاختناقات المرورية بالتعاون مع المجالس المحلية بالمحافظات منذ مطلع رمضان ..

ساعات ما قبل الإفطار يقضيها الناس ما بين الدعاء والرجاء والروحانية المصاحبة لأجواء هذا الشهر الكريم , غير أنها في اليمن تمر مخلفة وراءها ضحايا حوادث مرورية بالجملة , الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية إذا ما استمر الوضع على حاله في ظل احصائيات يومية مخيفة وخسائر مادية وبشرية فادحة !!

محمد طفل في ربيعه الخامس كان يلعب مع أقرانه في منطقة دارس بأمانة العاصمة وإذا بشاحنة مسرعة تسلك ذلك الطريق الفرعي تجنبا من الزحام في الشارع الرئيسي وبسرعة غير متوقعة وأثناء مرورها في إحدى منعطفات الحارة كانت الفاجعة بأن داست الطفل محمد وقطعته أجزاء بصورة وحشية ومؤلمة للغاية حتى لم يعد بعدها التعرف على ملامحه. ضحايا بالجملة

أسرة أخرى مكونة من خمسة أفراد لقت حتفها بالكامل , في حادث مروع مع سيارة أخرى مسرعة مخالفة للطريق والقواعد المرورية ليصاب السائق بجروح خطيرة وإصابات بالغة ويتوفى البقية , وغيرها من الحوادث المؤلمة التي تجرها إلينا يوميا الاحصائيات المخيفة لضحايا الحوادث المرورية خلال أيام شهر رمضان المبارك !! وطبقا لإحصاءات الداخلية فإنه في أول أيام شهر رمضان المبارك توفي 8 أشخاص وأصيب 30 آخرون في 19 حادثاٍ مرورياٍ متنوعة وقعت في يوم واحد في عدد من محافظات الجمهورية . وذكرت وزارة الداخلية أن 31 شخصاٍ لقوا مصرعهم في حوادث سير وقعت خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك , فيما أصيب 146 آخرون من مختلف الفئات العمرية في تلك الحوادث. وأوضح تقرير صادر عن الإدارة العامة للمرور أعد من واقع التقارير اليومية لشرطة السير بأن الأسبوع الأول من رمضان شهد وقوع 105 حوادث سير في مختلف طرقات محافظات الجمهورية توزعت على النحو التالي: 47 حادثة صدام مركبات , 45 حادثة دهس مشاة , و 13حادثة انقلاب سيارات ومركبات . وأرجعت الإدارة العامة للمرور أسباب وقوع حوادث السير خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك إلى السرعة الزائدة وإهمال السائقين والمشاة والتجاوز الخاطئ وعدم التقيد بالقوانين المرورية وآداب الطريق , وكذا الحديث بالهاتف أثناء قيادة المركبات بالإضافة إلى أسباب أخرى تأتي في مقدمتها الصلاحية الفنية للطرقات . الجهل بالقواعد من جهته لفت العقيد عبد الرزاق المؤيد – نائب مدير عام شرطة السير إلى أسباب تفاقم الحوادث المرورية قائلاٍ: إن من أبرزها المشاكل الفنية في المركبة والجهل بالقواعد المرورية وغياب تأمين الطرقات والسرعة المفرطة والانشغال بالهاتف أثناء القيادة , والمشاكل النفسية التي تؤثر على قيادة السائق والانشغال بالحديث مع الركاب وعدم الانتباه للاتجاهات والإشارات المرورية والمباهاة في القيادة وما ينتج عن ذلك من إزهاق للأرواح من دون وعي ولا تدبر لحجم التداعيات والمأساة الناتجة عن غياب المسئولية .

خسائر فادحة على ذات الصعيد أوضح المقدم عبد الله السرعة المفرطة للسائقين التي تزداد قبل ساعات الإفطار وما يصاحبها من عشوائية وهمجية في القيادة تشكل سببا رئيسيا في ارتفاع ضحايا الحوادث المرورية في رمضان وزاد بالقول : أصبحت الحوادث المرورية تمثل وبشكل كبير هاجساٍ وقلقاٍ لكافة أفراد المجتمع وأصبحت واحدة من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية وتستهدف المجتمعات في أهم مقومات الحياة من خلال العنصر البشري إضافة إلى ما تتكبده اليمن من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية ضخمة ويرى ضرورة الإسراع في إيجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث أو على أقل تقدير معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية .حيث تحصد الحوادث المرورية أرواح أكثر من مليون شخص سنوياٍ وتصيب 38 مليون شخص (5 ملايين منهم إصابات خطيرة) على مستوى العالم.

الحالة النفسية رجل المرور هو الأكثر اطلاعا واحتكاكا بتلك الاحداث وهنا يقول رجل المرور فؤاد الصلوي أن من بين الأسباب التي ضاعفت حجم الحوادث المرورية في رمضان : التعب و الإرهاق الذي يلازم السائق أثناء فترة الصيام , و انشغال السائق عن القيادة والتهور في السرعة المفرطة تحت مبرر عدم تأخره عن الافطار ولا يعلم أنه سيفقد بهذا التصرف روحه ويعرض حياة الناس للخطر بالإضافة إلى عدم التنبؤ بأحوال الطريق من أعمال على الطريق أو وجود منحنيات خطيرة أو عدم وجود عوامل السلامة ومن ذلك أحوال الطقس من مطر أو ضباب , وارتكاب المخالفات المرورية عيني عينك في حالة انفعال مفرطة التوعية المجتمعية وبدون التوعية المرورية سيبقى الخطر قائما يقول الناشط الاجتماعي فوزي القاضي التوعية المجتمعية بأسباب الحوادث المرورية أمر مهم للتقليل من فداحتها وبصورة رئيسية عن طريق وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة و تكثيف الدوريات على الطرق السريعة و تشديد العقوبات على المخالفين وتوعية السائقين بأهمية الالتزام بقوانين المرور وأضاف : كما إن الحالة الجسمية والنفسية للسائق وردة فعله أثناء وقوع حدث مفاجئ على الطريق من الأشياء المهمة كما يدخل في ذلك حدة البصر لديه وتحكمه في عجلة القيادة. وكفاءة السائق من حيث خبرته واتباعه الاجراءات اللازمة أثناء القيادة كإعطاء الإشارات اللازمة أثناء الانعطاف ومراعاة عملية التجاوز لسيارة أخرى وغير ذلك ويشير إلى الحالة النفسية للسائق أثناء قيادته للسيارة أو المركبة وتأثيرها على أسلوب القيادة الذي يتبعه. إذ لا بد أن يكون يقظا ذهنيا متفتحا عند قيادة السيارة وحالة الانتباه هذه واليقظة تتأثر بعوامل كثيرة مما يزيد من خطر وقوعه في حوادث اصطدام أو تدهور لافتا إلى أن من أهم ما يؤثر على السائق ضعف النظر وضعف السمع والإرهاق والتعب والخوف وتوتر الأعصاب والنعاس. داعياٍ إلى بذل الكثير من الجهود من قبل الحكومة لضمان سلامة السيارات وتحسين الطرقات وأنظمة المرور خطة نظام وتفاعلا مع هذه القضية الهامة فقد أعدت الإدارة العامة لشرطة السير التابعة لوزارة الداخلية خطة مرورية دقيقة لتنظيم حركة السير والقضاء على الاختناقات المرورية والحد من وقوع الحوادث المرورية التي تشهدها شوارع أمانة العاصمة وعواصم محافظات الجمهورية خلال شهر رمضان المبارك.

وفي تصريح سابق له قال مدير عام شرطة السير بالجمهورية العميد / عمر أحمد سعيد بامشموس إن الخطة عممت على فروع الإدارة العامة بعموم محافظات الجمهورية وأن إعادة توزيع رجال شرطة السير في الشوارع وتواجدهم في أماكن عملهم لا سيما وقت الذروة من 3 عصراٍ وحتى 7 مساءٍ كان أبرز ما شددت عليه الخطة.. مشيراٍ إلى أنهم أجروا تنسيقا مع المجالس المحلية ومكاتب الأشغال في تنظيم البسطات ورفعها من الشوارع وكذا فتح الخطوط المغلقة. ودعا الجهات ذات العلاقة والمجتمع إلى التكاتف والعمل بروح الفريق الواحد مع رجال شرطة السير لتحقيق الخطة وتنظيم حركة السير والحد من وقوع الحوادث , مشدداٍ على ضرورة التزام السائقين والمارة بقواعد وقوانين السير حفاظاٍ على أرواحهم وممتلكاتهم وحرصاٍ على أن يكون شهر رمضان خاليا من الحوادث المرورية المأساوية.