الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - تحقيقات - آباء يقولون : لا نستطيع منع أطفالنا من اقتناء لعبة..والدور على الرقابة الرسمية
آباء يقولون : لا نستطيع منع أطفالنا من اقتناء لعبة..والدور على الرقابة الرسمية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحقيق / رجاء عاطف –

تنتشر في العيد الألعاب البلاستيكية والمطاطية والورقية زهيدة الثمن والمتعددة الأشكال والأنواع في محلات الألعاب والبقالات وعلى الجولات والأرصفة وهي أكثر ما يسعى الأطفال لشرائه.. غير أن التحذيرات تتوارد من ألعاب خطيرة ورديئة الصنع تحمل مواد فسفورية وعنصر الرصاص الذي يؤثر على صحة وسلامة الأطفال. ينتظر الأطفال العيد بشغف وصبر حيث تزداد بحلول فرحتهم لأنهم يعتبرونه المتنفس الذي يستطيعون فيه تلبية رغباتهم دون رقيب ..وبعيداٍ عن عيون أسرهم في الغالب كما يربطون العيد بشراء الألعاب الجديدة المتنوعة عبر ما يحصلون عليه من عيدية إلا أن هؤلاء الأطفال غير مدركين للفائدة الحقيقية من هذه الألعاب ومخاطرها, ومدى جودتها, لكن نظراٍ لانتشارها وتداولها بين الأطفال وحب امتلاكها لا يستطيع الآباء منع أبنائهم من حرية الحصول عليها..نتابع التفاصيل في التحقيق التالي:

في البداية حدثنا الطفل محمد الزكري – خمس سنوات عما سيفعله بعيديته وأنه سيشتري ألعاب ومسدسات و(قريح) طماش هو وأصحابه في الحارة ليلعبوا بها وفي حين تلفت عليه أو تحطمت قال: سأشتري بدلا عنها فهي موجودة عند صاحب البقالة بكثرة . ويقول وجدان الأغبري – سبع سنوات : نحن لا نشتري الألعاب إلا في العيد ومن عسبنا (العيدية) منوها بأن والديه لا يوافقون على شراء الألعاب التي يريدها ويبررون ذلك بأن لعبة المسدسات والمفرقعات قد تؤذيهم وتسبب إزعاجاٍ ومشاكل مع الجيران . وأما خالد حْميد – 10 سنوات فيقول : اذهب لشراء الألعاب من المحل في الحي ووالدي لا يعلم لأنه يرفض شراء أي ألعاب من البقالة ويقول بأنها تتكسر وتتلف سريعا وتضيع عيديتنا إلا أن خالد ظل مستغرباٍ وتساءل ..ماذا نشتري¿ ولماذا تباع وهي ضارة وتتحطم بسرعة ¿.

رغبة الأطفال في اقتنائها أولياء الأمور وجدوا أن أمام أطفالهم مغريات كثيرة فالألعاب على الطريق وأمام الحدائق والمحلات خاصة في مواسم الأعياد وبمجرد أن تقع عين الطفل على لعبة يريد اقتناءها وهذا ما أكد عليه أحد الآباء وقال : حتى وإن لم تستمر اللعبة طويلا مع الأطفال أو لن يلعبوا بها فنحن بعد جدال معهم لا يسعنا إلا أن نلبي طلبهم لأن العيد فرحة لهم . ويوافقه الرأي سلطان العمري الذي أضاف : الكثير من البائعين على الطريق يسعون لجذب الأطفال إليهم وتقديم الألعاب إلى أيديهم وجعلهم يلمسونها كي يتعلق الطفل بها مما يحرج والديه أمام الجميع لشرائها وقال : أحيانا أوافق رغبة أطفالي وأحيانا أرفض ذلك بسبب المال أو نوع اللعبة وفائدتها لهم .

ضياع عيدية الأطفال أحمد سفيان قال إنه يشعر بالضجر عندما يذهب إلى محل ليشتري غرضا ما ويجد أن أصحاب المحلات قد وفروا الكثير من ألعاب الأطفال التي لا تعود عليهم بالنفع وإنما تضيع بسببها عيديتهم ومصروفهم ويضيف : أحيانا قد ينال أبنائي الضرب بسبب كثرة طلب المال لشراء لعبة بدلا عن التي تحطمت ويريدون تكرار نفس اللعبة المتعددة الأشكال والأنواع . وناشد الجهات المعنية القيام بالرقابة على محلات هذه الألعاب الرديئة الصنع والتي تباع أحيانا بأسعار مبالغ فيها مما قد تسبب المشاكل وتنزع من الأطفال فرحة بالعيد . ويخالفهم الرأي إبراهيم عبدالهادي ويبرر ذلك : بأنه لا يستطيع منع أطفاله من شراء مثل هذه الألعاب واقتنائها لأن الطفل لديه رغبة بلعبة معينة ويريد تحقيقها وقال : سأنفق الكثير كي لا أرى دمعة في عين ابني تنزع منه الفرحة بالعيد .

أكثر ما يطلب في العيد التجار بدورهم أكدوا أنه بناءٍ على رغبة الأطفال يسعون إلى توفير كل ما يفرح ويدخل البهجة إلى قلوبهم حيث قال ( أ.أ ) – صاحب محل ألعاب : إن مثل هذه الألعاب المنتشرة حاليا في الأسواق وغيرها من الأماكن هي أكثر ما يطلبه الأطفال في الأعياد حيث يزيد الطلب عليها في الأيام الأولى للعيد . وعن بيع الألعاب الهادفة والتي تعود بالنفع والفائدة أشار إلى أن القدرة الشرائية لأسرة الطفل أحيانا لا تسمح بشراء لعبة باهظة الثمن حتى وأن جمع الطفل مصروفه أو عيديته فهي لا تكفي ويضيف نحن نوفر ألعاباٍ تتناسب وحاجياتهم شراء أكثر من لعبة واحدة أو لعبتين يتسلون بها في الأعيادمعتبرا هذا التوقيت موسم تجارة وربح في بيع مثل هذه الألعاب .

تحتوي على مواد خطرة ومن جانبه أوضح فضل منصور – رئيس جمعية حماية المستهلك أن ألعاب الأطفال تنتشر بشكل كبير جدا وبأسعار زهيدة واغلبها رديئة الصنع ولا يستفيد منها الأطفال إطلاقا وهي مجرد إهدار للأموال التي تنفق على شرائهاوأكد على أن هناك ألعاب خطيرة تحمل مواد فسفورية إضافة إلى الألعاب النارية التي يزيد استخدامها أيام العيد . وحذر من الألعاباٍ التي تأتي على شكل ماكياج للأطفال يحمل اسم (ميك أب سيت فاشن فيرل) لأنها كما قال تحتوي على عنصر عالي من الرصاص مما يؤثر على صحة وسلامة الأطفال. وأشار إلى أن هناك العديد من الأخطار وقد حذرت الجمعية منذ فترة عبر معظم وسائل الإعلام من تلك الألعاب . واكد أن الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة أفادت بأنها تفحص لعب الأطفال .

تعبير عن النفسية فيما قالت بشرى المقطري – أستاذة علم النفس : إن الطفولة عالم واسع تتكون من عدة مراحل ومنها الطفولة المبكرة وهي من 6-2 سنوات والتي فيها يكون الطفل متمركزاٍ حول نفسه ولا يهتم بأقوال وأفعال الآخرين إلا إذا كانت لها ارتباط بذاته وأيضاٍ الطفولة المتوسطة من السن 6 – 8 سنوات وفيها يهتم الطفل بالتعبير عن نفسه وبإشباع ذاته ويميل إلى اللعب الإيهامي من جهة وإلى ما هو يدوي عملي من جهة أخرى وأما الطفولة المتأخرة من عمر 9-12 سنة تبدأ بميول الأطفال إلى التخصص وتصبح أكثر موضوعية. وبينت أن الأطفال في المراحل الأولى من العمر يعبرون عن نفسيتهم وينجذبون وراء كل ما يلفت انتباههم ويحبون اقتناء هذه الألعاب وقد يضطر الآباء الى تنفيذ مطالب وشراء ما يطلبه الأبناء منهم كتدليل للطفل وحتى لا يشعر بالغيرة من طفل آخر يقتني لعبة ما في حين أنه يجب في مثل هذه المراحل من الطفولة توجيههم وتشجيعهم وتعليمهم طريقة الأدخار وشراء ما يفيدهم حيث يعود هذا الدور إلى الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام في التوعية .

دافع رئيسي وحول أسباب المشكلة قالت المقطري : بأن الجهل والفقر وعدم رقابة الأسرة على الأطفال يقود إلى تمسك الأطفال بمثل هذه الألعاب وعدم توفير ألعاب أكثر فائدة وقيمة تنفعهم مستقبلاٍ . وختمت حديثها بالقول: يجب عدم بيع وصناعة أو استيراد هذه الألعاب كون الطفل لا رقيب عليه أثناء شرائها . وتنتقد الدبعي التجار الذين يبيعون هذه الألعاب سريعة التلف وكأن لا هم لهم غير الكسب والتجارة وليس الطفل وعقله وكيف يستفيد من اللعبة والعيدية .