وزارة الشباب تكرّم اللاعب حمدي اليرسي لإحرازه 3 ميداليات ذهبية في بطولة العربية للكونغ فو رئيس الوزراء يحيل قضايا فساد جديدة إلى النائب العام محافظ لحج يوجه المكاتب الحكومية بسرعة إنجاز وثائق مصفوفة المشاريع التنموية اليمن توقع على اتفاقية تنظيم نقل البضائع على الطرق البرية مع جامعة الدول العربية وزير الدفاع ومحافظ حضرموت يترأسان اجتماعًا للجنة الأمنية بالمحافظة وزير الدفاع يعقد اجتماعاً موسعاً بقيادة المنطقة الثانية ويفتتح مبنى المحكمة والنيابة العسكرية رئيس الوزراء يستقبل في عدن القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن وزير المالية يجدد التأكيد على مواصلة تأهيل الكوادر بمجالات الإصلاحات المالية وزير الخارجية يستعرض مع السفيرة الفرنسية مستجدات الأوضاع في اليمن والمنطقة رئيس الوزراء يستعرض مع مكتب الأمم المتحدة الـ(UNOPS) المشاريع الجاري تنفيذها
أطفال أحداث: ■ ما يقدم لنا في دار الأحداث لا يعوضنا عن جو العائلة
فتيات أحداث: ■ دار الأحداث ارحم من قسوة المجتمع والعنف الأسري
دار التوجيه الاجتماعي: ■ برنامج خاص بالعيد..يسبقه تهيئة نفسية للنزلاء
لا شيء يعوض الحنان الأسري والجو العائلي خاصة في العيد الذي يمثل فرحة يتقاسمها الأبناء والآباء حتى وإن كانت بسيطة.. لكن ثمة أطفالاٍ دون سن “18” يقضون العيد بعيدا عن أسرهم مرغمينُ حيث يخضعون للعقاب إثر جرم اقترفوه في دار لإعادة التأهيل.. وحتى وإن توفرت لهم كل متطلبات الرفاهية والعيد إلا أن الحرية لها طعم مختلف.. ” الثورة ” كانت بالقرب من ” الأحداث ” الذين يخضعون لتعديل السلوك في دار الأمل للبنين والبنات لمعرفة كيف يقضون العيد في مكان مغلق بعيدين عن الأسرة والأهل ..نتابع :
من دار التوجيه للبنين استطعنا أن نتحدث مع حدثين شريطة عدم التصوير أو ذكر القضية حيث قال الحدث (صالح . س – 15 عاماٍ) بأن له ما يقارب العامين في الدار على ذمة إحدى القضايا ولم يخرج من الدار طوال العامين ويصف شعوره وهو يقضي العيد في دار للاحداث” كأني في سجن حقيقي حتى وإن وفرت الدار احتياجاتنا العيدية.” . يشاطره الرأي الحدث ( بشار .م– 13 عاماٍ ) ويضيف : دخلت الدار قبل 8 أشهر وأشعر بأن العيد سيكون أكثر مللا في الدار ولا يشبه العيد خارجها مع الجو الأسري والعائلي.. “ أما في دار الأمل للفتيات فقد حاولنا التحدث إلى الفتيات المقيمات في الدار إلا أن مديرة الدار رفضت معللة ذلك بحساسية الموضوع ..فهناك 18 فتاة ما بين سن 7- 18 عاماٍ تمكث في الدار منهن من قضت أكثر من 3 أعياد في الدار وهناك فتيات لأول مرة تقضي عيدها في الدار.
نظرة دونية الأم البديلة في الدار والمشرفة على الفتيات (أ. ع) تحدثت نيابة عن الفتيات واصفة أجواء العيد في الدار بالقول : عملت في دار للأيتام ووجدت أن العيد هناك أفضل من العيد في دار الأحداث وذلك لأن الأيتام يجدون من يكفلهم لأنه يتيم لكن الحدث ينظر له نظرة دونية مهما كانت حجم القضية التي ارتكبها. وأكدت الأم البديلة بأن بعض الفتيات يشعرن بنقص فرحة العيد لأنهن يمكثن في الدار ويقضين العيد بعيدا عن الأهل بينما تجد أخريات فرحة العيد في الدار لأنهن لن يلقين ظلم المجتمع أو أي عنف أسري من أهلهن في العيد كما أنهن حصلن على كل ما يحتجن اليه من كسوة العيد وغيره. وتضيف (أ.ع) نيابة عن الفتيات : ” رغم حريتنا في المنزل لم نجد ما وجدناه في الدار لأنها توفر لنا ما لم يتوفر في منزلنا حتى الفرحة أيضاٍ ” وتواصل حديثها قائلة: أحيانا بعض الفتيات ترفض رؤية أهلها بسب ما لاقته من عنف أسري وظلم وهو السبب في تواجدهن هنا وهناك فتيات أخريات تشتاق لأهلها وإن بكت إحداهن تشاركها الأخريات البكاء والدموع والحزن وتقول مهما قمنا نحن في الدار بتعويضهن في العيد وهن بعيدات عن أسرهن فسيظل الشوق للحرية والأهل موجود بأعماقهن فالحرية مختلفة وستظل أجمل ما في الحياة والعيد . وتابعت: أن أجواء العيد لا تختلف عن المنزل حيث نعمل مع الفتيات كل النشاطات العيدية المتعارف عليها في المنزل مثل إعداد الكعك والحلوى وتبادل السلام والمعايدة فيما بينهن. وتشعر الأم البديلة رغم كل ذلك بألم الفتيات ومعاناتهن فمهما كانت الأجواء العيدية والسعادة المؤقتة إلا أن الفتيات بحاجة لحنان الأسرة . وتناشد أهالي الأحداث بأن يخافوا الله في أبنائهم فهم ضحايا القسوة والإهمال.
جوانب تربوية ونفسية من جهته أوضح محمد عبدالله العرافي – مدير دار التوجيه الاجتماعي للبنين أن عدد المقيمين في الدار حوالي 28 طفلاٍ والعدد يزداد وينقص ومن الفئة العمرية 11-15 سنة . ولفت إلى أن الطفل يحب أن ينطلق و يعيش الفرحة كالآخرين خاصة عندما يشاهد الأطفال في التلفاز أو يسمع أصواتهم بينما هو محجوز في هذا المكان فيشعر بغصة في قلبه حتى وإن وفرنا له ملعقة من ذهب فالحرية لها معنى آخر والانطلاق واللعب في أغلب الأماكن لأن الطفل يكون كثير الحركة ويريد أن ينطلق ولكنه دخل هذا المكان بسبب جرم ارتكبه فكان لابد له من عقاب. وعن كيف يقضي الحدث أوقاته في العيد داخل الدار يقول العرافي : الطفل يفكر أن يذهب إلى أهله وأمه وغير ذلك وكما يريد أن يحصل على العيدية ولكننا نبدأ هذه الطقوس قبل العيد بأيام ونهيئهم أولا من الجانب النفسي قبل العيد ونقوم بتوفير أغذية خاصة بالعيد وأنشطة معينة وألعاب متنوعة حتى يرتاحوا نفسياٍ وتوزيع العيدية والكسوة وكل احتياجاتهم الى جانب عمل نشاطات وألعاب مختلفة مهارية ومسابقات بها جوائز وكل ذلك ليشعر الطفل الحدث أنه يمارس حياته وفرحته بالعيد . مؤكدا أهمية ربط الطفل بالأنشطة والبرامج المختلفة في خارج المجتمع في المناسبات منها العيد وقال :خلال الثلاثة الأيام الأولى للعيد يتم زيارة الأولاد من قبل مؤسسات وشخصيات .. الخ حتى يشعر الطفل بأهميته وأنه ليس غريباٍ أو بعيداٍ عن أهله ومنزله لكن مهما قدمنا له فالحرية لها معنى آخر . وتابع العرافي بالقول : أن قانون الأحداث يختلف عن القوانين الأخرى ودائما يقدم الحدث ومصلحته وحالته النفسية على أي شيء. متمنياٍ أن لا يبقى أي طفل في الدار وأن يخرجوا لقضاء العيد مع أهاليهم لأنه حد قوله يشاهد الألم في عيون الأطفال . وأضاف : يشعر الأطفال حين يأتي أهلهم لزيارتهم بشعور نفسي عجيب حيث يعتبر ذلك أهم علاج من الجانب النفسي وقال كما نعتب على بعض الأهل الذين يأتون متأخرين أو يرفضون الحضور لهذا المكان . ويواصل حديثه بالقول :هناك أطفال يشاهدون أولياء الأمور يأتون لزيارة أبنائهم ويعطوهم ألعاب العيد وغيره وهذا الطفل لا يملك شيئاٍ أو لا يجد من يسأل عنه وربما يشعر بالنقص وحينها لا يستطيع أن يتوقف عن تلك الغصة إلا بالدموع التي عندما تتجسد تنعكس على سلوكه السلبي ومعها يفكر في الانتقام إما انتقام داخلي يؤثر فيه وقد يضر بنفسه أو يفكر بالعنف والانتقام من الآخر .. ودعا مدير دار التوجيه الاجتماعي المنظمات المحلية والأجنبية إلى أن يقفوا إلى جانب هؤلاء الأطفال وأن يمدوا لهم يد العون بحيث يعتمدون على أنفسهم و ينهضون بواقع هؤلاء الأطفال الأحداث كي يندمجوا مع المجتمع ومع أنفسهم ليكونوا عنصر بناء لا هدم .
خروج محدود وتوافقه الرأي فاطمة جار الله – مديرة دار الأمل لتأهيل وتدريب الفتيات وتضيف : طقوس العيد في دار الفتيات تكون كما تعيشها الفتاة في البيت مع أسرتها ويتم سلام العيد وتوزيع العيدية عليهن إلا أن زيارة الأهل لبناتهم تكون من ثالث أو رابع أيام العيد كون الجميع منشغلاٍ بزيارة العيد. ونوهت بأن هناك فتيات لا يزورهن الأهل فيظل الشعورلديهن بالنقص كامنا..بسبب فقدان الاهتمام من الأهل وعدم وجودهن معهم في العيد لذلك يتم تعويض الفتيات عن هذا الفراغ والحرمان وجعلهن يشعرن بفرحة العيد وتعويضهن عن فقدان الأهل ومع ذلك هذا لا يعوض الشعور بالحرية . وأشارت جار الله الى منغصات تعيشها الدار أهمها انقطاع الكهرباء التي تفسد فرحة الفتيات بالعيد خاصة في المنطقة التي يقع فيها الدار حيث تبقى الدار عدة أيام بدون كهرباء ولا يوجد بديل عن ذلك بسبب أزمة المشتقات النفطية كما أن الرحلات الخارجية التي كانت الدار تنظمها تم إلغاؤها بسبب الأوضاع الأمنية . مؤكدة أن خروج الفتيات من الدارسيظل محدودا ولن تخرج أي فتاة إلا من صرحت المحكمة بخروجها لقضاء العيد مع أهلها وبضمانة إرجاعها مع انتهاء إجازة العيد.