الرئيسية - تحقيقات - فنادق إب تستغل العيد كموسم للابتزاز!!
فنادق إب تستغل العيد كموسم للابتزاز!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مواطنون: خططنا لرحلة سياحية..لكن زيادة أسعار الفنادق أفشلتها

■ مدير عام السياحة: نحذر من التلاعب بأسعار الإيواء في الفنادق

■ أصحاب فنادق: العيد موسم استثمار لتعويض كساد الأيام الماضية

لعبت الفنادق والمجمعات السياحية في محافظة إب دور قاطع الطريق هذه المرة أمام الكثير من الرحلات الترفيهية العيدية بعد أن تجاوزت أسعار الشقق والأجنحة والغرف الفندقية الإيوائية حدا مبالغا فيه.. دونما حسيب ولا رقيب.. في بلادي فقط تعتبر الكثير من الأسر العيد الفرصة الوحيدة للقيام برحلة عيدية ترفيهية تكفل لها استعادة البسمة المفقودة من على شفاه الأطفال بعد أن عاشت الأسر خلال الثلاثة الأعوام المنصرمة تشتم رائحة البارود وترقص على إيقاع الأزمات … ولأن محافظة إب الساحرة تعتبر الخيار الوحيد أمام التواقين إلى الرحلات العيدية ذات الطابع السياحي الخلاب بمناظرها الخضراء وجوها البديع بعد أن احتلت إب مرتبة متقدمة على حساب عدن والحديدة .. لذلك فقد استغل أصحاب أماكن الإيواء من فنادق ومجمعات سياحية بالمحافظة انجذاب الناس نحو إب فقاموا بوضع أسعار جنونية للأجنحة والغرف الفندقية الأمر الذي قطع الطريق أمام أحلام كبار وصغار كانوا على موعد مع الابتسامة في العيد… مدير عام السياحة في محافظة إب أكد على وجود عقوبات تطال المتلاعبين بالأسعار ويأتي ذلك في الوقت الذي اعترفت فيه بعض الفنادق بأنها تستغل العيد كموسم للابتزاز… التفاصيل في التحقيق التالي:

لأنها عاصمة السحر والجمال فقد فرضت محافظة إب نفسها ـ كما فرضتها الأوضاع العامة في الوطن ـ لتكون قبلة للباحثين عن المتعة التواقين لها الفاقدين لها أيضاٍ فبعد أن قل عدد الذين يخططون للسياحة العيدية في محافظات أخرى كعدن والحديدة الباسمة تأهبت محافظة إب لاحتضان كثيرين غير أن الفنادق والمجمعات السياحية لعبت دور قاطع الطريق أمام الكثير من الأسر الذين هم من فئة ذوي الدخل المحدود بعد أن تجاوزت أسعار الشقق والأجنحة والغرف الفندقية الإيوائية حدا مبالغا فيه لن يكون بمقدور أصحاب الدخل المحدود مواجهتها إذ يتراوح سعر الغرفة الفندقية في بعض الفنادق بين الثلاثة والخمسة آلاف ريال فيما وصل سعر الجناح في بعض الفنادق إلى أكثر من عشرين ألف ريال رغم أن الفنادق في محافظة إب وصلت إلى 250 فندقا ومجمعا سياحيا 52 فندقا سياحيا منها تتمتع بالمواصفات المطلوبة حسب مختصين.

أسعار مرتفعة ارتفاع أسعار الفنادق في مواسم الأعياد عكس نفسه على أعداد الزوار للمحافظة من أجانب وعرب ويمنيين فعند مقارنة المقومات السياحية التي تتمتع بها محافظة إب مقابل عدد الزوار الذين دخلوا المحافظة منذ بداية العام 2013م وحتى الوقت الحالي فالرقم لم يتجاوز 100 ألف و4 آلاف زائر محلي فيما عدد الزوار الأجانب والعرب لم يتجاوز 1800 زائر. محمد المروني من أبناء أمانة العاصمة رب أسرة مكونة من خمسة أبناء وزوجة هذا الرجل كان قد أسرف بالوعود لأبنائه على أنه سيأخذهم في رحلة ترفيهية عيدية على أمل أن تتمكن هذه الرحلة من نفض غبار العام الصاخب المليء بالمشاكل من على ذاكرة أطفاله فقد عاش هو وأسرته العام كله على إيقاع التوترات الأمنية المتتالية فهم ينامون ويصحون على مشكلاتها وفي الوقت الذي كانت الأسرة تستعد نفسياٍ للرحلة قبل أن تحزم حقائبها تأتي الحسابات الختامية للرحلة لتلغي الفكرة من أساسها فالرحلة ألغيت ولم يكتب لها القدر النجاح وذلك لأن أسعار الفنادق في “إب ” لا تعترف بالفقراء أو حتى متوسطي الدخل فالأسعار باهظة جداٍ وبهذا تكون هذه الفنادق قد قطعت الطريق أمام مشروع استعادة “الابتسامة المفقودة” وإعادة الروح النفسية إلى جميع أفراد الأسرة . حمدي العبيد من أبناء محافظة عدن هذا الرجل كان بإمكانه أن يقضي العيد في حبيبته عدن غير أن أوتار الشوق شدته إلى المحافظة التي عمل فيها في بداية الألفية الثالثة لمدة ثلاث سنوات فقرر أن يقضي هذا العيد في محافظة إب القريبة لقلبه وعاطفته ومع أن رياح الشوق فقط هي من شدته إلى هناك إلا أن ارتفاع أسعار الفنادق جعلته يلغي الفكرة فالرجل ليس باستطاعته دفع تكاليف رحلة تصل إلى أكثر من 70 ألف ريال ولمدة قصيرة كما فعل ابن عمه الذي استشهد به كمثل عندما غامر وشد الرحال إلى محافظة “إب ” وتحمل أعباء مالية كبيرة تجاوزت 70 ألف ريال مع أنه لم يلبث سوى يومين فقط قضاهما في فندق سياحي كبير برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة .

مبررات مكتب السياحة مدير عام السياحة في إب أمين أحمد ..نفى أن تكون أماكن الإيواء بالمحافظة قد ارتكبت مخالفات تتعلق برفع الأسعار للنزلاء والزوار خلال العيد مدللاٍ على ذلك بوجود رقابة من قبل مكتب السياحة وجهات الضبط الأمنية السياحية والتي تستند إلى آلية عمل تحدد الأسعار حسب المواصفات والطلب وتحدد أيضاٍ العقوبات تجاه المخالفين غير أن أمين يعود ليلتمس العذر للفنادق والمجمعات السياحية إن ارتكبت مثل هذه المخالفات نظراٍ للضغوطات التي يتعرضون لها من قبل جهات التحصيل الحكومية كالضرائب والبلدية والواجبات إلى جانب الأوضاع التي يعاني منها البلد من انقطاعات مستمرة للكهرباء وكذا الاختلالات الأمنية التي عطلت الحركة السياحية في إب .

ابتزاز الزوار (أ ـ م ـ ج ) مدير فندق سياحي اعترف بوجود ارتفاع للأسعار في العيد مقارنة بالأيام الاعتيادية وعزا ذلك إلى الضغط الذي تواجهه الفنادق خلال أيام العيد فالمحافظة تستقبل خلال أيام العيد عشرات الآلاف من الزوار الأجانب والعرب واليمنيين وهذا الإقبال يحفز ملاك الفنادق والمجمعات السياحية على انتهاز الفرصة لتعويض ما فاتهم في بقية الأيام التي تراجعت فيها الحركة السياحية بسبب الاختلالات الأمنية في المحافظة خصوصاٍ والوطن على وجه العموم. ما قاله مدير الفندق كان بمثابة اعتراف واضح باستغلال إجازات العيد لابتزاز الزوار مالياٍ الأمر ذاته أكده عدنان الباهلي مسئول الاستقبال في أحد الفنادق في ذات المحافظة إذ قال: إن الفنادق لا تختلف كثيراٍ عن محلات الملابس التي تعتبر الأعياد موسم لترويج بضاعتها فالفنادق تعد قائمة أسعار خاصة بالعيد خصوصاٍ الفنادق الكبيرة التي تقوم باستغلال السياح الأجانب والعرب وتعامل السياح المحليين كما تعامل غيرهم دون أن تراعي مستوى دخلهم. جميل العريفي أحد النشطاء البيئيين والمهتمين بالسياحة لم يجد من الجمل سوى اتهام الجهات المختصة في محافظة إب بالإهمال في أداء مهامها كما هو محدد بالقانون وأبدى الناشط استياءه الشديد من غياب روح الأمانة من قبل ملاك الفنادق والمجمعات السياحية الذين استغلوا إقبال الناس على المحافظة دون مراعاة ظروفهم وأوضاعهم المالية.

تساؤل أخير يأتي العيد والناس على أمل أن ينفكوا قليلاٍ من همومهم ومشاكلهم وليعيدوا البشاشة إلى وجوه أفراد أسرهم فيقومون برحلات ترفيهية إلى مناطق متعددة ومتفرقة في ربوع الوطن الحبيب غير أن التواقين للرحلة إلى محافظة إب تواجههم مشكلة ارتفاع أسعار الفنادق بسبب إهمال الجهات الرقابية على الفنادق التي استغلت الوضع ووضعت تسعيرات حسب هواها الأمر الذي يجعل البعض منهم يلغي الرحلة فيما البعض يقوم بتحمل تكاليف كبيرة ترهق ميزانية الأسرة.. فهل ستتحرك الجهات المختصة لحل المشكلة¿